يعد بوثيوس من أكثر الفلاسفة تأثيرًا في العصور الوسطى ، وكان له الفضل الأول في نقل وتعلم المعارف اليونانية ونقلها لقارة العجوز خلال فترة القرون الوسطى ، قام بوثيوس بترجمة بعض أعمال أفلاطون وأرسطو ولكنه لم يكملها نظرًا لموته المبكر ، ولد بوثيوس في في العام 480م وكان ينتمي لعائلة رومانية أرستقراطية ذات نفوذ قوي وسلطة ، وعُرف قومه باسم نيتشي – Anicii وهم الذين ينتمي منهم إمبراطوران رومانيّان ؛ هما امبراطورية بترونيوس عام 455م ، وأمبراطورية أوليبريوس عام 472م .
أما والده فكان القنصل الروماني مانليوس بوثيوس ولكن بعض المؤرخون قالوا أن والده هو بويتيوس حاكم الإسكندرية عام 476م ولكن المؤكد أنه فقد والده وهو بسن مبكرة وقام أرستقراطي أخر يدعى أورليوس ميميوس سيماشس الخامس بتبني بوثيوس ، وكان لهذا الشخص دورًا كبيرًا في ولع بوثيوس بالفلسفة والأدب ، فقام بتعريفه على العلوم اليونانية واللاتينية وعمل على تشجيعه على تجديها ..
ولكن أرجع عدد من الباحثين تأثره الشديد بالعلوم والمعارف اليونانية أنه درس في أثينا ، ولكن الكثير من المؤرخون والكتاب قالوا أنه درس في الإسكندرية ولكن قال آخرون أنه رحل لشبه القارة الإيطالية ، وتسلم بوثيوس مثل أسلافه الكثير من المكاتب الشعبية الهامة في روما عام 476م تم تعينه قنصلًا عام 510م عندما حكم القوطيون شبه الجزيرة الإيطالية ، بعدما عُزل الإمبراطور اليوناني الأخير من قبل القائد الألماني أودوسير والذي قتله القوطيين .
وكسب بوثيوس بفضل معرفته البحثية الواسعة تعاطفًا ملكيًا سريعًا ، وفي عام 522 أصبح رئيس الحكومة وحاكم المحكمة ، وبدأت مهارته السياسية في الظهور قبل أن يفقد تأييد القائد القوطي ثيودوريك ، بعدها دعم القنصل دسيوس فاستوس ألبينوس بعد اتهامه في محاولة قتل الإمبراطور البيزنطي والتآمر عليه ، وتم اتهامه بالجريمة نفسها وتقدم ثلاث رجال بالشهادة عليه وتم تقديمه للمحاكمة ثم تم اعتقاله في سجن بافيا لمدة عامين ثم أُعدم بتهمة الخيانة العظمى وتم دفنه في الكنيسية الأوغسطينيّة سان بيترو في بافيا .
كتب بوثيوس العديد من المؤلفات كان لها تأثير بارز منها كتابه عزاء الفلسفة والذي كتبه في أخر عامين من حياته كما أنه كان له فضل وتأثير على الفلسفة في القرون الوسطى وأثر في نهضة أوروبا مبكرًا ، تم كتابة الكتاب ليكون عبارة عن حوار تخيلي مع الفلسفة وقال أن ثمة قوة أعلى وأن لكل معاناة هدف سامي وأن الكون محكوم بالمحبة الإلهية ، ساهم بوثيوس أيضًا في نقل كم كبير من المعارف اليونانية ولكنه أُعدم قبل اكمال ترجمات أرسطو وأفلاطون