ولد أحمد مطر عام 1355هـ الموافق 1936م ، في قرية الطرف بمدينة الإحساء ، وكان يعمل طيارًا حيث تخرج مساعد طيار لنوع من الطائرات تدعى داكوتا ، وطالما كان الأول بين زملائه طوال فترة الدراسة ، حيث ترقى وصار طيارًا ومدربًا لطائرات البوينج وترايستار ، وحظى بالعديد من العلاقات الاجتماعية حيث اشتهر ، بدماثة الخلق وطيب القلب والنفس ، فما زاره أحدهم بمنزله في مدينة جدة حيث عاش ، إلا وكان له خير مضياف بالإضافة إلى دقته في العمل والانضباط التام .

بدأ مطر حياته وقد لفتت الصحافة اهتمامه ، ويرى أنها مرآة المجتمع وواقعه ، ويجب أن نتمسك بما نكتب جيدًا ونهتم به ، لأنه أحد أهم الوسائل لتعديل المسار والنجاح عمومًا .

ويعد مطر أحد أهم أبناء المملكة الذين اتخذوا خطوات قوية ، لتشريف المملكة في المحافل الدولية والإقليمية ، حيث استطاع قيادة الطائرات العملاقة ، وحقق العديد من النجاحات بالنسبة لخطوط الطيران السعودية ، مما وضعها فيما بعد ، على رأس قائمة خطوط الطيران التجاري ، إقليميًا ودوليًا.

مسيرته العلمية والعملية :
عمل مطر في مرحلة شبابه بشركة أرامكو ، مدربًا ومعلمًا للموظفين الأمريكان ، اللغة العربية وفي المقابل استطاع مطر ، تعلم اللغة الانجليزية باللكنة الأمريكية ، ثم التحق بعدها بدورة تدريبية في مدينة صيدا بلبنان الشقيق ، وخلال فترة عمله بشركة أرامكو طالب مطر بتحسين أوضاع العمال والعاملين بالمملكة .

ثم انتقل بعدها إلى مرحلة جديدة في العمل داخل أروقة ، وزارة الداخلية والتحق في تلك الفترة للعمل ، بالخطوط الجوية العربية السعودية ، وكان في هذا الوقت في فترة الخمسينات ، يتدرب الطلاب من أبناء المملكة ، بمدرسة الطيران إلى جوار موظفي الشركة الأمريكية ، المسئولة عن تدريبهم أمام مقر فندق الكندرة ، بمدينة جدة .

كانت الدفعة غير مكتملة فأعلنت مدرسة الطيران ، عن قبول دفعات جديدة من الطلاب الذين تجاوزوا اختبارات التعيين ، وتم قبول مطر في الدفعة رقم A ، والتحق زملائه ممن تقدموا معه بالدفعة B .

تلقى مطر تعليمه في مجال الطيران ، بالولايات المتحدة الأمريكية ونال منها أعلى الدرجات ، ليجتهد بعد ذلك ويحوز على منصب مديرًا عامًا لفترة تجاوزت الأربعة عشر عامًا ، حتى طلب هو إحالته للتقاعد وظلت علاقته بزملائه ، بعد ذلك حيث كان هو المدير العام السادس لهذا الصرح الكبير ، والذي شهد تطورًا ملحوظًا طوال فترة تواجده به .

ارتقت خطوط الطيران بالمملكة في عهده ، لتصنف ضمن أكبر شركات الطيران العربية ، وكانت تلك المرحلة هي المرحلة الأولى ، لجني ثمار ماحدث من طفرة اقتصادية بالمملكة ، حيث كانت الشركة مديونة بالعديد من المصاريف ، نتيجة تراكم العديد من التذاكر المجانية ، بالإضافة إلى تسلمه العمل في خطوط الطيران ، إبان وقوع أزمة كبرى بالشركة نتيجة سقوط طائرة رحلة رقم 163 واحتراقها ، وكان هذا الأمر حدثًا جللاً ، مما دفع مطر لمضاعفة ساعات العمل ، والجهد المبذول أيضًا من أجل تطوير الخدمات ، وإعادة بناء سمعة الشركة مرة أخرى مع العملاء .

وعرف عن مطر أنه رجل المرحلة ، وكان لا يفوت مناسبة اجتماعية حتى يتواجد بها ، فقد كان مكافحًا وقياديًا من الطراز الأول ، حيث منحه المولى عزوجل القدرة على تنظيم الوقت ، فعلي سبيل المثال ؛ أنه رغم دقة وكثرة مهامه بصفته مديرًا لخطوط الطيران ، إلا أنه كان لديه الكثير من الوقت لصلة الرحم ، وزيارات المرضى وحضور الاحتفالات والجنائز ، وغيرها ، ومن شدة محبة الجميع له تم تلقيبه بأبو الطيارين وأبو الخطوط ، حيث كانت كفاءته العملية والخلقية هي أفضل ما شاهده من حوله جميعًا .

وفاته :
توفى الكابتن أحمد بن خليفة مطر وأبو الطيارين ، في يوم الثالث عشر من شهر ربيع الثاني عام 1432 هـ الموافق لليوم الثامن عشر من مارس عام 2011م ، حيث وافته المنية وهو راقد بالمشفى العسكري بمدينة جدة ، إثر تعرضه لمرض ألمّ به بعض الوقت ، وكان قبلها قد سافر إلى دبي من أجل تلقي العلاج اللازم ، وإجراء جراحة دقيقة بالصدر .

ولكن نتج عن تلك الجراحة عدة مضاعفات تطلب معها ، نقله بسرعة إلى مشفى جدة العسكري ، حيث استقرت حالته قليلاً لبعض الوقت قبل أن تتدهور صحته ، مرة أخرى بسرعة ثم تصعد روحه إلى بارئها ، وتم دفنه في مقبرة الرويس بمدينة جدة بالمملكة ، ولم يكن لديه سوى ثلاث فتيات فقط ، رحمه الله .

By Lars