ليس هناك في العالم شيئًا أفضل من النجاح ، الذي يكلل المرء ويجعله على قمة الهرم ، والتقدير شيء لابد وأن يتبع هذا النجاح ، حتى يكون محفزًا للغير على ارتقاء نفس الهرم ، في محاولة للصعود والجلوس على سفح القمة ، ولعل الجوائز واحدة من أنواع التقدير المختلفة ، التي تجعل المرء يحاول مرارًا وتكرارًا من أجل الوصول إلى هدفه .
ولهذا انتهجت المملكة هذا النوع من التقدير ، وأخذت تكرم علمائها الأفذاذ وكتابها ومؤرخيها ، وكافة المتفوقين في مناحي الحياة المختلفة ، وتربعت على عرش جوائز التقدير جائزة الملك فيصل ؛ تلك الجائزة العالمية التي أنشأتها مؤسسة الملك فيصل الخيرية عام 1397هـ .
وقد سميت هذه الجائزة نسبة إلى الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود ، وهي تمنح للعلماء المساهمين في خدمة الإسلام والدراسات الإسلامية ، بالإضافة إلى البارزين في علوم اللغة العربية والأدب ، وقد تم منح أول جائزة فيها عام 1399هـ الموافق١٩٧٩م ، وتوسعت الجائزة بعد ذلك لتشمل مجالي الطب والعلوم بالإضافة إلى المجالات السابقة .
تاريخ الجائزة :
بعد وفاة الملك فيصل عام 1975م ، أراد أبناؤه بناء صرح خيري ضخم سموه مؤسسة الملك فيصل الخيرية ، وكان ذلك عقب وفاته بعام واحد وفي عام 1977م أعلن الملك عبدالله أكبر أبناء الملك فيصل عن إنشاء جائزة علمية تحمل اسم الملك على أن تشتمل ثلاث مجالات ، وهي خدمة الإسلام والدراسات الإسلامية والأدب العربي .
هيئة الجائزة ومراحلها :
تشتمل هيئة الجائزة على مجموعة من المناصب الإدارية ، وهي الرئيس والأمين العام وعددًا من الأعضاء ، ويشغل منصب رئيس الجائزة الأمير خالد الفيصل ، بينما يشغل عبد العزيز السبيل منصب الأمين العام ، أما عن مراحل الجائزة فهي دورة كاملة لا بد أن تسير كما خططت لها الهيئة ، ففي البداية يتم اختيار الموضوعات من قبل الأمانة العامة في كافة المجالات المختلفة ، ثم يلي ذلك مرحلة مراسلة الأمانة العامة للمنظمات الإسلامية والجامعات ومختلف الهيئات العلمية ، ومن ثم قبول الترشيحات المقدمة لها بعد دراستها وكتابة التقارير عنها .
والمرحلة قبل الأخيرة هي مرحلة التحكيم واختيار الفائزين ، حيث تقوم الأمانة العامة باختيار محكمين من جنسيات مختلفة ومراكز علمية متخصصة بالمملكة وخارجها ، لمراجعة الترشيحات وإصدار القرار بشأن عدد الفائزين وأسمائهم .
أما المرحلة الأخيرة فهي مرحلة الإعلان وتنظيم الحفل ، وفيها يوم الأمير خالد الفيصل رئيس الجائزة بإعلان أسماء الفائزين بتلك الجائزة في بداية كل عام ، وعلى الفور تتم دعوتهم لحضور الحفل وتسلم الجائزة الكبرى برعاية الملك الموقر حفظه الله .
مكونات الجائزة :
تعد جائزة الملك فيصل من الجوائز المجزية عينيا وماديًا ، فبالإضافة إلى قدرها المعنوي تشتمل على شيكًا بمبلغ 750 ألف ريال سعودي ، إي ما يعادل 200 ألف دولار أمريكي ، ويتم توزيع هذا المبلغ بالتساوي على الفائزين .
كما تشتمل الجائزة أيضًا على ميدالية ذهبية عيار 24 قيراط ، وزنها 200 غرام على وجهها رسمت صورة الملك فيصل ، وعلى الوجه الأخر شعار الجائزة والفرع باللغة الإنجليزية ، كل هذا بالإضافة إلى شهادة إعزاز وتقدير موقعة من رئيس هيئة الجائزة سمو الأمير خالد الفيصل ، مرفقه باسم الفائز وملخص أعماله التي أهلته لنيل تلك الجائزة .
والجدير بالذكر أن جائزة الملك فيصل لا تختلف كثيرًا في مكانتها عن جائزة نوبل ، فعلى سبيل المثال لا الحصر هناك 15 عالم ممن حصلوا على جائزة الملك فيصل استطاعوا نيل نوبل ، ومنهم أحمد زويل ، كارل ويمان ، ستيفن تشو ، وبهذا تكون المملكة قد نجحت في تقدير كافة العلماء الأفذاذ على اختلاف جنسياتهم أو هويتهم .