هناك ملكات تربعن على عرش الحكم ، ونلن شهرة في التاريخ أكثر من بعض حكام الرجال ، وعنهن نسجت الأساطير والأقاويل فخلدهم التاريخ ومآثر الشعراء ، ومن ضمن تلك الملكات كانت زنوبيا ملكة تدمر ، وهي امرأة من لأب عربي وأم إغريقية يرجع نسلها للملكة كليوباترا ، التي يبدو أنها ورثت عنها حب السلطة وقدرتها على تولي مقاليد الحكم .
وزنوبيا هي الزباء بنت عمرو بن الظرب بن حسان ابن أذينة ، ملكة تدمر والشام والجزيرة التي استطاعت أن تستعيد العصر الذهبي لتدمر ، وما زالت أثارها فيها باقية حتى الآن ، فقد كانت زنوبيا زوجة لأذينة ملك الملوك الذي بسط حكمه على سوريا وسائر أسيا الرومانية.
واستطاعت هذه الملكة بحكمتها وعقلها الناضج أن تحكم تدمر ، حتى في ظل وجود زوجها ، فحينما كان يخرج للحرب كانت يترك مقاليد الحكم بيدها ، حتى أنه قيل أن الفضل يرجع لزوجته فيما وصل إليه من قوة الجيش وحجم التوسعات ، وبعد مقتل أذينة تقلدت زنوبيا الحكم وصية على ابنها وهب اللات ، التي كانت تسعى لتثبيت عرشه .
وفي تلك الأثناء استطاعت الاستيلاء على العديد من البلدان وكان من بينها مصر الغنية بالحبوب ، فازدهرت مملكتها وأصبحت تدمر محل أنظار التجار والقوافل ، الأمر الذي زاد من ثراء المدينة وجعلها في منافسة مع روما العظيمة ، ولما ساءت علاقتها بالإمبراطور الروماني وجه إليها جيوشه لتهزمها ، ولكن علمتهم الملكة الشرقية درسًا لم ينسوه حينما ردتهم إلى بلادهم خائبين .
ولأنها كانت على قدر كبير من الذكاء عززت علاقتها مع الحبشة والجزيرة العربية ، واتسعت مملكتها من سوريا حتى النيل وسمتها الإمبراطورية الشرقية مملكة تدمر ، وكان طموح الملك زنوبيا هو أكبر عدو لها ، فقد حاول الإمبراطور الروماني أورليانوس تحجيمها والتفاوض معها ، لوقف زحف جيوشها تجاه ممتلكات الإمبراطورية الرومانية .
ولكنها حين صكت العملة في أنطاكية والإسكندرية طبعت على وجه صورة ابنها وهب اللات وعلى الوجه الأخر صورة الإمبراطور أورليانوس ، ثم نادت بالانفصال الكامل عن روما ، فصمم أورليانوس على التنكيل بها ، وقاد بنفسه جيش إلى سوريا وأرسل أخر إلى مصر ، ليتقابل الجيشان في تدمر ، وهكذا استطاع السيطرة على المدينة وحصارها حتى نفذت منها المؤن .
ولكن في تلك الأثناء أظهرت هذه الملكة شجاعة منقطعة النظير ، فلم تستسلم ولم ترضخ رغم عرض الإمبراطور عليها بالاستسلام والخروج سالمة ، ولكنها أعلنت القتال حتى الموت ولما ساءت الأمور حاولت الهرب عبر نهر الفرات ، ولكن تمكن رجال أورليانوس من تتبعها واقتادوها إليه ، فاصطحبها معه إلى روما عام 282م .
أما عن موتها فلا أحد يعرف كيف ماتت بالفعل ، ولكنها على الأرجح ماتت بمنزل متواضع في تيبور أعده لها أورليانوس ، ولم يتحقق من طريقة موتها إلا أن بعض الأقاويل ترددت عن انتحارها بالسم ، أما بناتها فقد تزوجن من بعض أشراف الرومان .
ولا أبالغ إن قلت أنها كانت تشبه آلهة الأساطير الرومانية القديمة ، فقد كانت بارعة الحسن ، تركب الخيل بفراسة وقوة وترتدي أفخر اللباس ، وعلى رأسها تضع التاج الروماني المرصع بالجواهر واللآلئ ، وكانت إلى جانب علو الهيبة وجمال الطلعة ، فصيحة اللسان بليغة البيان ، تجالس القواد وتباحثهم وكانت امرأة عادلة بين رعاياها العرب .
وتعد أثار تدمر أبلغ بيان على صحة كل ما قيل عن ملكة تدمر العظيمة ، التي كرست كل جهودها وطموحها لإعلاء شأن مملكتها والمحاولة الخروج من تحت إبط الإمبراطورية الرومانية ، لتعلن أن العرب أسياد أنفسهم وليسوا تحت إمرة سادة بيزنطة العليا .
الاسماء المنحوسة بحسب الابراج في عالم الفلك، يؤمن البعض أن الأسماء قد تحمل طاقة تؤثر…
ترتيب الأبراج الروحانية إليك ترتيب الأبراج الروحانية وتأثيراتها، حيث تميز بعض الأبراج بصفات تجعلها أقرب…
الأبراج وأسرار الأصدقاء الخفية أسرار يخفيها الأصدقاء عنك تكشفها الأبراج الأبراج تكشف الكثير عن شخصياتنا…
أبراج لا تتوافق إطلاقاً هذه الأبراج لا تتفق مع بعضها إطلاقاً: اكتشف من هم ولماذا!…
الأبراج الأكثر حباً للتحكم.. هل شريك حياتك من بينهم تختلف الأبراج بصفات عديدة، ومن بينها…
صفات تثير الإعجاب بالأبراج لكل برج مجموعة من الصفات الفريدة التي تجعل أصحابه محط إعجاب…