فرانز شوبرت الملقب بالعبقرية الهادئة من عظماء الموسيقى في القرن الثامن عشر الميلادي ، ولد فرانز في 31 يناير في العام 1797م في هيميل بفورت غروند بضواحي فينيا ، ما وصل لدينا عن سنوات عمره الأول يكاد يكون منعدم فلا يظهر إلا حبه للناس وما قدمه من دلائل قوية تظهر موهبته الاستثنائية .
كان والده يرغب في أن يصبح فرانز عضوًا في كورس الصبيان الملكي ، لأن ذلك سوف يساعده في الحصول على منحة مجانية من أجل الدراسة داخل المدرسة الإمبراطورية فقد كانت أهم المدارس في فينيا في تلك التوقيت ، وتقدم بالفعل لملء أحد الكراس في كورس السوبرانو ، وتمكن بفضل صوته الجميل والمعلومات الموسيقية أن يتفوق على جميع المتقدمين ، كان الجميع يسخر منه ومن ملابسة المتواضعة التي تعكس الفقر الذي كان يعيش فيه .
فقد عانى من من ظروف قاسية جدًا في بداية حياته ، أيضًا كان الاساتذة صارمين ولا يفهمون الطلاب ، وكان يطلب من أخيه الكبير ارسال الأموال له عبر الرسائل ولما بلغ عمر الخامسة عشر بدأ بالدراسة على يد أنطونيو سالييري وهنا بدأت يتعلم الكثير من المعلومات الموسيقية ، فتعلم في تلك الفترة كتابة الأوبرا الإيطالية ، وأبدى فرانز مهارة خاصة وبدأ يتعلم التمثيل ، وجعل سالييري فرانز يدفع جميع آماله الموسيقية .
ولكن في العام 1813م قبل مغادرته للمدرسة أتم سيمفونيته الأولى وبعد عشرة أيام ألف المجموعة الأولى من أغانيه والتي أسماها غريتين على المغزل ، وكانت هي بداية ميلاد أغنية الليدر الألماني ، وبعد شهر ألف الحركة الأولى من رباعية الوترية في زمن خيالي وكان ذلك تمهيد لمقدمة نشاطه الإبداعي .
وبدأ في تلك العام تدريس القراءة والكتابة للأطفال الصغار لمدة ستة ساعات يوميًا ، وفي عام 1815م كانت بداية ميلاد الأغاني التي وصل بها لمرحلة الكمال اللحني وضمت القصائد الثلاثين لغوته بعنوان الوردة البرية الصغيرة والتي انتشرت بشكل كبير ولقت شعبية كبيرة ، ثم واصل الإبداع وألف ثمانية أغاني في ذكرى كتابته غريتشين على المغزل ، وكان هذا العام هو ذروة الإبداع بالنسبة له وكتب حوالي 110 أغنية وسيمفونيتين .
وعادت الغزارة بعد ذلك للمستوى الطبيعي في عام 1817م عمل موسيقى واحدة لموسيقى الحجرة وثلاث افتتاحيات مشابهة لافتتاحيات روسيني ، وألف سبعه أغاني ، وفي عام 1822م عاد الإبداع مرة أخرى وكانت النتيجة هي أوبرا ألفونسو وإيستيرلا ، وفانتازيا الجوال، والسيمفونية الناقصة الشهيرة ، وفي العام 1824م انتهت فترات التأليف المكثف حتى انتهت بشكل كلي في العام 1928م .
كان فرانز موهوبًا في تجميع الأصدقاء وكان أقرب الأصدقاء له هم شوبير وشفيند وبايرنفيلد ومايرهوفر والذين كانوا قد أطلقوا على أنفسهم اسم الشوبرتيين ، كانوا يقرئون الأدب ويستمعون للموسيقى في جلساتهم وكانت التسلية هي المصارعة ورياضة المبارزة ، وظل فرانز غير قادر في التعامل مع الطبقات الراقية لمرحلة متأخرة مما حرمه من وجود شخصيات قوية ترعاه وتقف إلى جانبه ، انتقل للعيش مع أخيه عام وكان يتناول عشا ذات مرة توقف قائلًا أنه يشعر بأعراض التسمم وتوفى في عشية التاسع عشر من تشرين الثاني من العام 1828م ، فقد عاش حياة سهلة خالية من التعقيدات دون معارك أو شجارات أو هزائم وانتصارات ..