يُعتبر الشيخ عبدالله بن سليمان الحمدان من أبرز الشخصيات التي حققت نجاحًا عظيمًا بالمملكة ؛ حيث يُعد أول وزير في المملكة ، وُلد الشيخ عبدالله في عنيزة المتواجدة بمنطقة القصيم عام 1884م ، وقد تلقى أساسيات العلوم المهمة في كتابيب مدينته ، وكانا الشيخان صالح بن عثمان القاضي وعبدالله بن مانع من أهم الشيوخ الذين ساعدوه في تلقي العلم .
عمل بالتجارة منذ صغره ؛ حيث أنشأ دكانًا صغيرًا بمدينته ؛ ثم سافر فيما بعد سعيًا لطلب الرزق ، وذهب إلى الهند ؛ وهناك عمل في مجال التجارة أيضًا ؛ حيث قام بمشاركة بعض التجار من عنيزة هناك مثل البسام والفضل وغيرهما ، وقام بالوكالة عنهم في إدارة الأعمال بالهند ، وتميز في عمله بالأمانة والدقة في تسجيل البيانات والحسابات الخاصة بأعماله التجارية .
بعد أن انتهت رحلته في الهند ؛ سافر إلى بلاد الخليج العربي ؛ حيث اتجه إلى الكويت ومملكة البحرين ، ثم استقر في نهاية المطاف بمدينة الرياض منذ عام 1910م ، واستعان به شقيقه محمد بن سليمان الحمدان الذي كان يعمل لدى الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه ؛ في كتابة الرسائل الخاصة بالمملكة ؛ وذلك لحُسن خطه وجودته ؛ واستمر ذلك لعدة سنوات .
عُرف الشيخ عبدالله بن سليمان بين المواطنين في المملكة باسم بن سليمان ؛ كما لُقب أيضًا بالوزير ؛ نسبة إلى مهنته التي تقلدها في المملكة ، شارك بن سليمان بفكرة استخراج البترول من المملكة ؛ وذلك لوعيه بإمكانيات الأرض التي حباها الله بالكثير من الخيرات ؛ واقترح أيضًا الاستعانة بالشركات الأمريكية التي لم يكن لها وجود قوي على الساحة السياسية ؛ غير أنه فضلّها عن الشركات البريطانية آنذاك .
قام الملك بمنح بن سليمان التفويض للتوقيع باسم المملكة على أول اتفاقية للتنقيب عن البترول بالاشتراك مع شركة النفط الأمريكية ؛ مما جعل للدولة دخلًا ثابتًا ومتزايدًا ، وتمت أول عملية لاستخراج النفط داخل المملكة في 1 مايو عام 1939م بحضور كلًا من الملك عبدالعزيز والوزير عبدالله بن سليمان الحمدان .
بدأ التعارف الجاد بين الملك عبدالعزيز وبن سليمان خلال عام 1917م ؛ حينما مرض شقيقه محمد بن سليمان ؛ مما جعل الملك يأذن له بالإنابة عن أعمال أخيه ؛ حيث أن الملك كان مشهورًا بفراسته وقدرته على معرفة الرجال المتميزين والأذكياء ؛ مما جعله يُقرب بن سليمان منه ، وفي أقل من عام أصبح المسئول الأول عن خزينة البلاد بإيراداتها ومصروفاتها .
خلال سنوات قليلة تم إنشاء مديرية عامة للمالية بمكة المكرمة ، وقام بن سليمان بإدارتها ، وبدأ في الحصول على لقب الوزير لأول مرة وعُرف به بين المواطنين ؛ بمفهوم أنه كان الوزير الخاص للملك ، وبعد عام تم إنشاء وزارة المالية ؛ فأصبح بن سليمان وزير المالية ، وهو أول مَن حصل على لقب وزير داخل المملكة .
اعتمد الملك عبدالعزيز على الوزير بن سليمان اعتمادًا شبه كليًا ؛ حيث كان له بمثابة العضد الأيمن في إدارة الشئون الإدارية والمالية ؛ لم تتم معاملته كوزير فقط بل كرئيس وزراء ؛ رغم أنه لم يتلق تعليمه بشكل رسمي ؛ إلا أنه تميز بالحكمة والذكاء وتدبير الأمور .
قام بن سليمان بالتبرع بقصره الأول الذي كان موجود بجدة إلى وزارة التعليم ، كما قرر قبل وفاته بمنح مزرعته وقصره بالمشاركة مع التجار في جدة لإنشاء أول جامعة خاصة ؛ وسميت الجامعة باسم الملك عبدالعزيز ؛ نظرًا لطلب بن سليمان ذلك ؛ وذلك تقديرًا منه لجهود الملك ، وتحولت الجامعة فيما بعد إلى مؤسسة حكومية ، توفي ين سليمان عام 1965م بعد مسيرة عمل ونجاح عظيمة .