فيودور ميخائيلوفيتش دوستويفسكي ، أشهر الكتاب الروائيين الروس ، وهو كذلك أحد كتاب القصة القصيرة ، والمقال الصحفي ومنصف بين أشهر الفلاسفة ، حيث تخوض اعماله المتناثرة في علم النفس البشري ، والمجالات السياسية والاجتماعية كذلك ، إبان فترة القرن التاسع عشر في روسيا تحديدًا .
مولده ونشأته :
ولد فيودور دوستويفسكي ، في الحادي عشر من نوفمبر عام 1821م ، وكان هو الطفل الثاني لكل من ميخائيل دوستويفسكي وماريا دوستويفسكايا ، وخاض دوستويفسكي عالم الأدب منذ سن مبكرة ، فعند بلوغه الثالثة من عمره كان دوستويفسكي ، قد قرأ رواية ساجس البطولية ، وبعض الحكايات والأساطير التي روتها له المربية الخاصة به .
حيث كانت المربية ألينا فرولوفنا ، من الشخصيات التي أثرت في حياة دوستويفسكي ، خاصة في ناحيتي التربية وحب القصص الخيالية ، ومع بلوغه سن الرابعة كانت والدته تعلمه القراءة والكتابة مستخدمة في ذلك الكتاب المقدس ، ولم تكتفي العائلة بهذا الحد لتعليم دوستويفسكي ، بل قدم له والديه العديد من الكتب الأدبية الروسية منها ؛ كارامزين، بوشكين ودرزافين .
وعلى الرغم من معرفة الجميع بالحياة الصارمة التي كان يعيش بها دوستويفسكي ، من جانب والديه إلا أنهما كانا مصدر الإلهام بالنسبة له أدبيًا ، حيث كانا مصدرًا لخياله الذي بني من خلال القراءات الليلية التي كان يحرص عليها والديه .
ووُصف دوستويفسكي بأنه إنسان حالم ، وشاحب وانطوائي وعلى الرغم من ذلك فهو رومانسي إلى درجة مفرطة ، وكانت أسرته فقيرة نوعًا ما ، حيث اضطر والده إلى التوسع في أعماله الطبية ، والاقتراض من أجل تسديد مصاريف المدرسة التي يرتادها دوستويفسكي ، ولعل تلك المرة كانت هي الأولى التي يشعر فيها دوستويفسكي ، بأنه أقل شانًا من زملائه الأرستقراطيين ، ونمى هذا الشعور لديه في فترة المراهقة تحديدًا فيما بعد.
بحلول عام 1837م توفى والد دوستويفسكي ، إثر إصابته بمرض السل ، وفي تلك الفترة كان والد دوستويفسكي قد أرسله برفقة شقيقه إلى سان بطرسبرج ، للالتحاق بمعهد نيكولاييف الهندسة العسكرية مجانًا ، وتم قبول دوستويفسكي عام 1838م ، بمساعدة من أفراد الأسرة ، في حين تم رفض شقيقه لأسباب صحية ، وتم إرساله إلى الأكاديمية في ريفال ، بإستونيا .
ولم تحظ الأكاديمية التي التحق بها دوستويفسكي على إعجابه قط ، خاصة مع وضوح عدم اهتمامه بالعلوم والرياضيات والهندسة العسكرية ، في مقابل تفضيله للرسم والهندسة المعمارية وكل ما له علاقة بالفنون .
ظهرت أولى علامات الصرع على دوستويفسكي ، عقب وفاة والدته عام 1839م ، التي توفت نتيجة سكتة دماغية مفاجئة ، وبعد وفاة والدته استكمل دوستويفسكي مسيرته في التعليم ، ليتخرج ويحصل على رتبة مهندس من الأكاديمية ، وهذا الأمر يخول له الكيفية التي يعيش بها بعيدًا عن الأكاديمية فيما بعد ، خاصة عقب انتقاله إلى ريفال ليعيش برفقة شقيقه حيث حضر دوستويفسكي ، الكثير من الحفلات والأوبرا والمسرحيات وحفلات البالية ، خلال تلك الفترة التي كان يقطن فيها برفقة شقيقه .
عمله :
عمل دوستويفسكي عقب تخرجه مهندسًا ، واستمتع لفترة من الوقت بطريقة حياة وأسلوب فخم ، وهنا بدأ عمله وفقًا لاهتماماته ، حيث بدأ في العمل كمترجم لبعض الكتب من أجل الحصول على المال الوفير ، وبحلول عام 1840م قام دوستويفسكي بتأليف أول رواية له ، بعنوان الفقراء الشعبيين وكانت أولى الحلقات التي دفعت دوستويفسكي للدخول إلى عالم الأدب في سانت بطرسبرغ .
وبمرور لوقت ، عمل دوستويفسكي محررًا صحفيًا ، وقام بتحرير العديد من المجلات بنفسه ، ثم بدأ في نشر يومياته ومقالاته ككاتب ، ثم بدأ دوستويفسكي في السفر لكافة أنحاء أوروبا مع إدمانه على القمار ، مما تسبب له في ضائقة مالية شديدة ، مما اضطره للتسول في بعض الأحيان والاقتراض ، وعلى الرغم من ذلك ، فقد أصبح دوستويفسكي من أشهر وأهم الأدباء الروس الأشهر والأكثر قراءة لهم .
وقد تمت ترجمة أعمال دوستويفسكي إلى أكثر من مائة وسبعين لغة مختلفة ، والذي كان قد تأثر بمجموعة ضخمة من الفلاسفة وهم ؛ هيرزين، كانت ، بيلينسكي ، هيغل ، شيلر، سولوفيوف ، سيرفانتيس ، باكونين ، هوفمان ، وميكيويتز .
النفي إلى سيبيريا :
تم اعتقال دوستويفسكي عام 1849م ، إثر انضمامه إلى مجموعة من الأدباء كانوا قد ناقشوا عددًا من الكتب المحظور ، تداولها في روسيا خاصة أنها كانت تنتقد القيصر ، وحُكم عليه بالإعدام ثم تم تخفيف الحكم إلى أربعة أعوام في سجن سيبيريا ، تلاها ستة أعوام من الخدمة العسكرية الإلزامية في المنفى .
وفاته :
في 25 يناير من عام 1881م ، تم اقتحام مسكن دوستويفسكي ، بحثًا عن عدد من المنظمة الإرهابية نارودنايا فوليا ، والتي تعني إرادة الشعب ، وذلك بناء على مذكرة تفتيش كانت قد صدرت لشقة مجاورة لمنزل دوستويفسكي .
وفي اليوم التالي عانى دوستويفسكي من نزيف رئوي حاد ، ونفت زوجته أن يكون ما حدث من تفتيش هو ما أثر على حالته الصحية بهذا الشكل ، وقالت بأن هذا النزيف قد بدأ قبل ما تم من تفتيش داخل المنزل ، ثم تكرر هذا النزيف لعدة مرات بشكل متوالي ، حتى توفى دوستويفسكي .
وعقب وفاة دوستويفسكي تم وضع جثته على طاولة في دير ألكسندر نيفسكي ، كما يحدث بالعرف الروسي ، وزاره العديد من الشعراء المقربين له مثل نيكولاي كارامزين وفاسيلي جوكوفسكي ، وذكر الصحفيون بأن العدد الذي حضر جنازته أكثر من مائة ألف من المشيعين ، حيث عم الحزن روسيا كلها آنذاك .
abraj alyawm نعرض لكم في هذا المقال أحدث توقعات الأبراج اليومية ونصائح الحظ الفلكي. اكتشف…
توقعات الأبراج اليوم | حظك اليوم - مرحباً بكم في أبرز التوقعات اليومية لجميع الأبراج.…
فنجان الابراج اليوم مع قارئة الفنجان المميزة. انضموا إلينا لاكتشاف ما تخبئه لكم النجوم من…
abraj alyawm نعرض لكم في هذا المقال أحدث توقعات الأبراج اليومية ونصائح الحظ الفلكي. اكتشف…
توقعات الأبراج اليوم | حظك اليوم - مرحباً بكم في أبرز التوقعات اليومية لجميع الأبراج.…
فنجان الابراج اليوم مع قارئة الفنجان المميزة. انضموا إلينا لاكتشاف ما تخبئه لكم النجوم من…