كان أول رئيس لجمهورية البوسنة والهريسك بعد انتهاء الحرب فيها ، ولكنه عُرف بكونه فيلسوف إسلامي أكثر من سياسي محنك ، اشتهرت بمؤلفاته القيمة وكان أهمها كتابه المميز الإسلام بين الشرق والغرب وكتابه هروبي للحرية أوراق السجن .
النشأة والمولد :
ولد عليّ عزت بيجوفيتش في الثامن من أغسطس لعام 1925م ، لأسرة عريقة تمتد منذ النفوذ التركي في بلاده ، له خمسة من الأخوات ولدين ، تنحدر اسرته لطبقة الارستقراطية في البوسنة قد فروا من بلغراد إلى الهرسك عام 1828م ، وكان ذلك إبان انسحاب قوات الجيش العثماني من صريبا .
كان جده رئسيًا لبلدية المدنية بعد انتقاله من خدمة الجيش التركي في بلدة اسكدار ، وانتقلت العائلة إلى عاصمة الدولة سراييفو ، وتلقى فيها تعليمه كما يقول كان تعليمًا مزج بالطابع العلماني ، حتى وصل عمر الرابعة عشر وقد تأثر كثيرًا في تلك الفترة بالكتابات الشيوعية حيث بدأ إيمانه في الاهتزاز وخاصة أن تلك الدعاية الشيوعية كانت في أوج ازدهارها في تلك الأثناء .
الفكر والدراسة :
بدأ يتعرف على مشاكل الظلم الاجتماعي والعدالة الاجتماعية والجهل بالله تعالى ، وبعد سنوات من التردد الفكري الذي مر بها عاد إلى وجه الإيمان مرة أخرى ، وثبت إيمانه وبدأ يعيد النظر فقال أن الكون بدون الله بدا عبثًا بالنسبة له ، وبدأ يتشكل فكره فبدأ يقرأ في الفلسفات الأوربية والأعمال الكلاسيكية الفلسفية .
في عام 1943م جاءه أمر الخدمة العسكرية ، وكانت في ذروة الحرب العالمية الثانية ولكنه لم ينضم للحرب وظل مختبئًا طوال العام 1944م ، حتى أصبح بقائه في العاصمة من المخاطر الكبرى فقرر الهروب لمسقط رأسه بوسانا كرويا ، حيث لم يكن بالمنطقة أي تواجد لقوات الجيش ولكنه سعى مع أقرانه من أصحاب العمل النضالي وقاموا بإنشاء جمعية الشبان المسلمين وكان في تلك الفترة قد أنهى دراسته الثانوية .
وفي عام 1950م حصل على شهاته العليا في مجال القانون ، ثم تقدم لينال درجة الدكتوراه عام 1962م حصل نال شهادة أخرى في مجال الاقتصاد وكان ذلك عام 1964م وخلال تلك السنوات أتق عددًا من اللغات هي اللغة الفرنسية واللغة الإنجليزية واللغة الألمانية مع إلمامه التام باللغة العربية لأنها لغة القرآن الكريم وقد مكنته اللغة العربية من الإلمام التام والتعامل مع التيارات الإسلامية المتواجدة .
سنوات النضال :
قد خاض خلال حياته العديد من النضال قبل توليه رئاسة البوسنة ، عمل مستشارًا قانونيًا لمدة 25 عامًا ، ثم عمل بعدها بالعمل السياسي وخاض العديد من الصراعات مع كل من اليوغلاسلافيين والصرف والشيوعيين ، وكان جميع أفكاره تنحصر برفضه للاحتلال وقد دفع ذلك غاليًا وهي سنوات السجن التي قضاها .
سنوات السجن :
حيث قام اليوغوسلاف الشيوعيون بعد الحرب العالمية بالحكم عليه بالسجن عام 1946م ، وكان السبب أنه معارض لنظام جوزيف بروز تيتو وظل منخرط بالسياسة بعد قضاء مدة العقوبة ولكنه أعيد للسجن مرة أخرى عام 1985م ، وحكم عليه لمدة أربعة عشر عامًا ، وكانت التهمة هي نشر المبادئ والتعاليم الإسلامية وتم الإفراج عنه بعد حوالي خمس سنوات من السجن كتب خلالها كتابة القيم هروبي للحرية أوراق السجن .
تم نشره للإعلان الإسلامي بعد ذلك وكان يدور حول الإسلام والدولة والمجتمع حيث فسرت الجمهورية الاشتراكية ذلك أنه لإدخال الشريعة الإسلامية وقد حظرت نشره بالطبع ، وظل الإعلان مثيًا للجدل .
بعد أن تم دخول نظام التعددية الحزبية في نهاية عقد الثمانينات ، قام هو ومجموعة من النشطاء السياسيون بإنشاء حزب سياسي و تم تسميه بالحزب الديمقراطي عام 1990م ، حيث كان الطابع الإسلامي هو المسيطر عليه حتى تم تنصيبه رئيسًا لجمهورية البوسنة والهريسك في التاسع عشر من نوفمبر من العام 1990م ، وبدأ ترتيبات لتقاسم السلطة في البوسنة ، وبدأت حدة التوترات العرقية في الصعود ، واندلع القتال بين الصرب والكروات .
ولكنه أعلن عن معارضته لأي محاولة لتقسم لجمهورية البوسنه ورفض جميع المحاولات وخاصة الحل الذي وضعه السياسي البرتغالي خوسية كوتيليرو وكان يُعرف باسم اتفاق لشبونة ، ثم اشتعل القتال المسلح بالبوسنة عام 1994م وانتهت الحرب عام 1995م وتم التوصل لاتفاق على أهم المبادئ الأساسية في مدينة نيويورك .
اعتزال العمل السياسي والوفاة :
في عام 2000م قرر اعتزال العمل السياسي بشكل نهائي وكان ذلك بسبب الضغوط الدولية وتدهور حالته الصحية ، وتوفي عام 2003م في مستشفى ساراييفو نتيجة لحالة إغماء قد تعرض لها أفقدته الوعي فسقط أرضًا و تكسرت الضلوع وتدهورت حالته الصحية سريعًا .