احتفل محرك البحث الشهير جوجل بذكرى ميلاد الكاتب الأفريقي والناشط أولدوا إيكوانو الذي عُرف أثناء حياته باسم جوستاف فاسا ، والذي شاعت شهرته بعد أن نشر سيرته الذاتية في كتاب يصور فيه أهوال الرق ، والذي كان سببًا في إلغاء تجارة الرقيق من بريطانيا والمستعمرات التابعة لها .
نشأته :
ولد إيكوانو بمدينة بنيين بنيجيريا ، وعندما كان في الحادية عشر من عمره تقريبًا وأثناء بقاء في المنزل بمفرده مع شقيقته ، حيث كانت العادة في ذلك الوقت أن يخرج الكبار في رحلات للعمل والصيد ، قام تجار الرقيق باختطافه هو وشقيقته وتم بيعهم إلى تجار الرقيق ، وتم فصل الأخوين .
وقد تم بيعه عدة مرات وفي أحد المرات التقى بأخته مجددًا ثم عادًا فانفصلا ، تم شراء إكوانو من قبل أحد تجار الرقيق الأوروبيين ، وتم نقله مع 244 من العبيد الآخرين عبر المحيط الأطلنطي إلى مدينة بارباروس في جزر الهند الغربية ، ثم تم نقله مجددًا مع عدد قليل من العبيد إلى مستعمرة فيرجينيا البريطانية .
في ولاية فيرجينا قام مايكل باسكال بشراء إكوانو عام 1754م ، وكان باسكال ملازم في البحرية الملكية البريطانية ، وقد أعاد تسمية إكوانو وقد أطلق عليه اسم جوستاف فاسا ، كان إكوانو قد تم تغيير اسمه قبل ذلك عدة مرات فقد أطلق عليه مالكه الأول اسم جايكوب ، أحب إيكوانو الاحتفاظ بإسم جايكوب لكن باسكال رفض وإنهال عليه بالصفع حين سمع ذلك ، وفي النهاية قبل إكوانو باسمه الجديد .
عمل إكوانو في خدمة باسكال عندما عاد إلى إنجلترا ، كما رافقه خلال مشاركته في حرب السنوات السبعة مع فرنسا ، حيث كان يعمل بحشو بندقيته بالبارود ، شعر باسكال أن إكوانو نابهًا فأرسله إلى شقيقته زوجته ببريطانيا حتى يتمكن من الالتحاق بالمدرسة وتعلم القراءة والكتابة .
وفي ذلك الوقت تم تعميده ليصبح مسيحيًا ، وقد اهتمت به ابنة عم سيده باسكال وعلمته اللغة الإنجليزية ، ولكن باسكال باعه مجددًا إلى الكابتن جيمس دوران ، وتم نقله مرة أخرى إلى منطقة البحر الكاريبي إلى مدينة مونتسيرات وهناك تم بيعه مجددًا إلى تاجر أمريكي كان يتاجر في منطقة البحر الكاريبي ويدعى روبرت كينج .
التحرر:
عمل إكوانو في متاجر كنج ، وفي عام 1765م حين بلغ إكوانو العشرين من عمره وعده كنج بإعطائه حريته مقابل مبلغ 40 جنيهًا ، كما سمح له بالعمل في التجارة ، باع إكوانو الفواكه والتحف الزجاجية وغيرها من البضائع بين جورجيا وجزر الكاريبي ، وفي عام 1767م تمكن إكوانو من شراء حريته ، وطلب منه كنج البقاء للعمل معه ، ولكنه رفض خوفًا من أن يستعبده مجددًا ، ولكن أثناء وجوده على سفينة في جورجيا تم اختطافه من قبل تجار الرقيق ولكنه استطاع التحرر منهم .
سافر إيكوانو إلى إنجلترا وعمل في التجارة ، وكان يسافر باستمرار وخلال سفره في رحلة على السفينة البريطانية راسيهروس قابل الدكتور تشارلز إيرفينج إلى أن اكتشف عملية تقطير مياه البحر ، وقد كون إيكوانو ثروة من العمل معه ، حيث كان إيرفينج يستخدم لغته الأفريقية الأصلية .
استقر إيكوانو في لندن وهناك كان يعرف بإسم جوستاف فاسا ، وتعلم اللغة الفرنسية ، وقد اشترك في حركة لمناهضة عقوبة الإعدام في عام 1780م ، كما اشترك في حركة اطلق على أعضائها اسم الكويكرز لمناهضة تجارة الرقيق عام 1787م ، وقد ذاع سيطه في أنحاء لندن ، كما أنه سافر إلى الولايات المتحدة عدة مرات ، كما أنه تلقى دعمًا كبيرًا من مناهضي عقوبة الإعدام ، وقد شجعوه على نشر مذكراته ، وتزوج إيكوانو في عام 1792م من سيدة إنجليزية تدعى سوزانا كولين وأنجب ابنتان هما آنا ماريا وجوانا .
وفاته :
توفي إيكوانو في لندن عام 1797م ، وقد أوصى بنصف ثروته لصالح شركة سيراليون التي كانت تقدم المساعدة لمنطقة غرب أفريقيا .