غانم المفتاح هو معجزة الخليج وفخر العرب أجمع ، وعلى الرغم من صغر سنة وعيش حياته بربع جسد إلا أنه ناضل هو وأسرته من أجل أن يتقبله المجتمع ويندمج فيه حتى يبقى على قيد الحياة متمتعًا بما حرم منه بسبب إعاقته ، فلم توقفه الظروف عن ممارسه حياته بصورة طبيعية كالأصحاء ، فقد أمتلك قلوب الناس ولم يكن هذا من باب الشفقة عليه بل لنجاحه في تحدي إعاقته ونضاله المستمر .
نشأته :
ولد غانم محمد المفتاح في 5 مايو عام 2002م ، وهو طفل قطري الجنسية ، تحدث غانم عن نفسه في إحدى اللقاءات قائلًا : اسمي غانم ، ولدت بدوحة الخير عاصمة قطر عام 2002 م ، تنسمت ربيع بلادي في لغتي ، يعني اسمي الرابح دومًا ، فكل اسم معنى ومغزى.
سبب ولادته بهذا العجز هو إصابة والدته بمرض السكري أثناء حملها به ، هو وشقيقه أحمد فحدثت طفرة جينية على حد قول الأطباء ، لذلك فمرض غانم من الأمراض نادرة الحدوث ويسمى بمتلازمة التراجع الذيلي ، وهو عبارة عن عيب خلقي يصيب بالعجز ويحدث تشوهات العصعص والفقرات القطنية .
أثناء حمل والدته قال لها الأطباء أن إحداهم بلا حوض وأنه حتمًا سيموت ، وإن عاش فستكون حياته شقاء ، فأخذ جميع من حولها في نصحها بإجهاضه ولكنها رفضت لأنها لا تستطيع التضحية بابنها بهذه السهولة .
فأنجبته أمه هو وشقيقة أحمد ، وكان شقيقه أحمد طفل معافى تمامًا ، إلا أنها أخذت غانم بصحبه أبيه وطافوا بلاد العالم بحثًا عن علاج لمرض طفلها ، ولكن الأطباء أجمعوا على أن لا يوجد له علاج وأن بإمكانها فقط أن تحافظ على سلامه جسده وقلبه .
تحدث غانم في إحدى لقاءاته قائلًا : لا تعلمون .. عندما أردنا التسجيل في المدرسة كل المدارس رفضتني ، لأنهم يطالعون جسمي ولا يطالعون عقلي ، فقررت والدتي أم الأمهات فتح مدرسة لي ولأقراني ، وعندما كبرت قليلًا تبرعت والدتي بالكرسي الكهربائي الذي كان ينقلني .
وقالت يا غانم اعتمد على يديك لتقوى عضلاتك ، ثم سجلت في تمرين رياضة السباحة بنادي الغرافة ، وفزت بجوائز عديدة ، فأنا أغوص إلى 10 أمتار ، ولكن ما ضموني للمنتخب لأنهم أصحاء وأنا معاق ، لا تعلمون ، فأنا لست مثلكم لأنني أعيش بربع جسد ، ونصف عمود فقري ، ولا أستطيع أن أنام على ظهري أكثر من 5 دقائق ، وعند تناول الطعام استلقي على ظهري ، وأحب جسمي أكثر من محبتكم لأجسادكم ، وأعظم تحدى هو التعايش مع الإعاقة بحب وسلام وابتسامة .
وتحدث عن هوايته في ممارسة كرة القدم قائلًا : أنا مهووس بالرياضات الذهنية والرياضات البدنية ، وإذا أردت التغيير والترويح جمعت كل أصدقائي للعب كرة القدم لكي أهزمهم على الرغم من أنهم أصحاء ، فقد سمحوا لي بلعب كرة القدم باليد دون احتساب فاول ، وأكثر عناصر الفريقين يطلبون مني اللعب بفريقهما ، وفريقي يفوز في كل مباراة لأني استغل سرعتي وأدخل بينهم وأمسك الكرة بيدي وأهرب بها للمرمى لتسجيل الأهداف .
وعن أسرة غانم ، فهو أكثر الأطفال حظًا لامتلاكه أسرة مثلهم ، فهم أسرة شديدة المهارة في زرع روح التحدي والأمل في نفوس طفلهم ، فسعت أسرة غانم إلى رفع شان ذوي الاحتياجات الخاصة ، فقد قاموا بإنشاء مؤسسة سميت بمؤسسة غانم المفتاح للكراسي المتحركة ، وقاموا بتوزيع مجموعة من الكراسي المتحركة على ذوي الاحتياجات الخاصة ووزعوا منشورات تتحدث عن غانم وتحدياته للإعاقة .
وقد تم اختيار غانم المفتاح ليكون سفيرًا للنوايا الحسنة من قبل مؤسسة أيادي الخير نحو آسيا ، ويعد هو ثالث أصغر طفل يكون سفيرًا من سفرائها ، كما أنه تم اختياره أيضًا من قبل مركز قطر للمال ليكون سفيرًا لحملاته الدعائية ، حيث يدعو هذا المركز إلى دمج ذوي الاحتياجات الخاصة بالحياة العمليه من خلال العمل على تنمية مهاراتهم .