قصة ألفريد نوبل

الكيميائي والمهندس السويدي ألفريد نوبل الذي قضى معظم حياته في اختراع وصناعة المواد المتفجرة ، وقد جنى من وراءها ثروة طائلة أوصى بها بعد وفاته لإقامة جائزة نوبل الشهيرة التي مازالت تحمل اسمه .

نشأته :
ولد ألفريد نوبل في ستوكهولم ، وكان هو الابن الثالث لإيمانويل نوب وهو مخترع ومهندس ، وكارولينا أندرييت نوبل ، كان ألفريد نوبل سليل العالم السويدي أولاوس رودبيك ، الذي عاش بين عامي (1630-1702م) ، وبدوره كان الصبي مهتمًا بالهندسة ، وخاصة المتفجرات ، وتعلم المبادئ الأساسية من والده في سن مبكرة ، وقد ورث اهتمامه بالتكنولوجيا من والده الذي كان قد تخرج من المعهد الملكي للتكنولوجيا في ستوكهولم .

وبعد عدد من الاعمال الفاشلة انتقل إيمانويل نوبل إلى بيطرسبورغ والتحقت به العائلة وهناك عمل بتصنيع المتفجرات ، وقد تحسنت حالة الأسرة المادية ، ولذلك تم إحضار المعلمين لألفريد الذي أظهر نبوغ في دراسة الكيمياء واللغات ، وقد تعلم أربعة لغات هي الفرنسية والإنجليزية والألمانية والروسية ، ثم التحق بمدرسة جاكوبس بستوكهولهم بين عامي (1841م-1842م) وهي المدرسة الوحيدة التي التحق بها .

درس نوبل بعد ذلك مع الكيميائي نيكولاي زينين ثم في عام 1850م ، ذهب إلى باريس لمواصلة العمل ، وهناك التقى أسكانيو سوبريرو ، الذي اخترع النتروجليسرين قبل ثلاث سنوات والذي رفض بشدة استخدام المادة التي اخترعها أن تأثير مادة النيتروجلسرين كان لا يمكن التنبؤ به ، فقد كانت تنفجر عندما تتعرض للحرارة أو الضغط.

أصبح نوبل مهتمًا بإيجاد وسيلة للسيطرة على النتروجليسرين واستخدامه كمتفجرة قابلة للاستخدام تجاريًا ، حيث كان لديه قوة أكبر بكثير من البارود ، في سن الثامنة عشر ذهب إلى الولايات المتحدة لمدة عام واحد لدراسة الكيمياء ، وعمل لفترة قصيرة مع المخترع جون إريكسون ، الذي صمم أول مدرعة استخدمت في الحرب الأهلية الأمريكية .

قدم نوبل أول براءة اختراع له لاختراع مقياس للغاز في عام 1857م بانجلترا ، في حين أن أول براءة سويدية حصل عليها في عام 1863م كانت عن طرق لإعداد البارود ، وقام مصنع الأسرة بروسيا بإنتاج أسلحة لحرب القرم بين عامي (1853-1856م ) ، ولكنه واجه صعوبة في العودة إلى الإنتاج المحلي المنتظم بعدما انتهى القتال وأوشكت الأسرة على الإفلاس.

وفي عام 1859م غادر والد نوبل مصنعه وتركه تحت إدارة الابن الثاني لودفيج نوبل ، والذي طور كثيرًا من الأعمال ، وعاد نوبل ووالديه إلى السويد ، وقد كرس نوبل نفسه لدراسة المتفجرات ، وخاصة لتصنيع واستخدام النتروجليسرين الآمن ، واخترع نوبل صاعق في عام 1863م ، وفي عام 1865م صمم غطاء التفجير .

وفي 3 سبتمبر 1864م انفجرت حجرة تستخدم لإعداد النتروجليسرين في مصنع في هيلينيبورج بستوكهولم ، مما أسفر عن مقتل خمسة أشخاص ، من بينهم شقيق نوبل الأصغر إميل ، وذهب نوبل الذي لم يتوقف بسبب الحوادث البسيطة ، إلى بناء مزيد من المصانع ، مع التركيز على تحسين المتفجرات لتصبح أكثر استقرارًا .

واخترع نوبل الديناميت في عام 1867م وهي مادة أسهل وأكثر أمانًا للتعامل مع النتروجليسرين فهي أكثر استقرارًا ، وقد تم الحصول على براءة اختراع ديناميت في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة ، واستخدمت على نطاق واسع في التعدين وبناء شبكات النقل دوليًا ، في عام 1875م اخترع نوبل مادة جيليجنيت وكانت أكثر استقرارًا وقوة من الديناميت ، وفي عام 1887م حصل على براءة اختراع البالستيت سلف كورديت.

جائزة نوبل :
كان شقيق نوبل لودفيج نوبل قد توفي عام 1888م بمدينة كان الفرنسية ، وبالخطأ تسرب إلى الصحف أن ألفريد هو الذي توفي فنشرت الجرائد في نعيه أن تاجر الموت قد مات ، ولم يكن نوبل قد تزوج أو أنجب أطفالاً.

وفي 27 نوفمبر عام 1895م بالنادي السويدي النرويجي في باريس قام نوبل بكتابة وصيته ، وقد خصص الجزء الأكبر من ثروته وهي بنسبة 94% من مبلغ 31225000 كرونة سويدية لإنشاء جائزة نوبل والتي تُمنح سنويًا للمتميزين دون النظر إلى جنسياتهم .

وقُسمت الجائزة لخمسة أجزاء تقسم على المتميزين في الفروع التالية الفيزياء والكيمياء والعلوم الطبية والأدب والجائزة الخامسة للشخص تعطى للشخص أو المجتمع الذي يقدم أكبر خدمة لقضية السلام العالمي .

وقد تم تأسيس مؤسسة نوبل كمؤسسة مستقلة لإدارة أموال الجائزة في 29 يونيو 1900م ، وكان أول من مُنح الجائزة هو ويلهيلم زونتجن مكتشف الأشعة السينية عام 1901م .

وفاة ألفريد نوبل :
اتهم نوبل بالخيانة العظمى في فرنسا عام 1891م بسبب بيعه أسلحة لإيطاليا ، فعاد لستوكهولم وعانى هناك من أمراض القلب حتى وفاته في 10 ديسمبر 1896م بسبب السكتة الدماغية .