يُعد إدوارد هوبر ، واحدًا من أشهر رواد الواقعية في تاريخ الفن الحديث بأمريكا ، وعُرف عن إدوارد أنه كان فنانًا منعزلاً ، استطاع أن يحوّل عزلته وفنه إلى رسومات صارت الأشهر في تاريخ الفن حتى الآن .
المولد والنشأة :
وُلد هوبر في مدينة نياك الصغيرة الواقعة قرب نهر هدسون ، بولاية نيويورك في عام 1882م ، وكان هوبر ينتمي إلى عائلة من الطبقة المتوسطة لأبوين هما إليزابيث غريفيث سميث وجارت هنري هوبر من أصل هولندي وأخت وحيدة تُدعى ماريون .
وكان والده يعمل تاجرًا للسلع الجافة ، وعلى الرغم من كون غاريت ليس ناجحًا كمن سبقوه إلا أنه استطاع أن يقدم لطفليه مساعدات كبيرة كان مصدرها ميراث الزوجة ، حيث درس إدوارد وشقيقته الوحيدة ماريون بالمدارس الخاصة والعامة ، حيث درس إدوارد الفن في صغره ثم سافر إلى فرنسا بمساعدة والديه في أكتوبر 1906م ، وبرغم سعادته في الذهاب إلى هناك إلا أنه شعر بأن باريس لم تساعده كثيرًا.
وكان هوبر طالبًا متميزًا بالمدرسة ، وظهرت موهبته بالرسم منذ الخامسة من عمره ، واستوعب بسهولة ميل والده الفكرية وحب الثقافات الفرنسية والروسية ، وقد شجع والدا هوبر فنه وساعداه في تنمية موهبته بالمواد والمجلات التعليمية والكتب المصورة .
وكان هوبر في سن المراهقة يستخدم في الرسم الأقلام والحبر ، والفحم ، والألوان المائية ، والرسم الزيتي من الطبيعة ، فضلاً عن إجادته لفن الرسوم الكاريكاتورية السياسية ، وبحلول عام 1895م ، قام هوبر بعمل أولى رسومه الزيتية وأطلق عليها اسم في قارب روكي كوف ، وهو الأمر الذي أظهر اهتمامه المبكر بالمواضيع البحرية.
وفي مرحلة الثانوية ، حلم هوبر بأن يصبح مهندسًا بحريًا ، ولكن عقب تخرجه أعلن نيته في استكمال ما بدأه ومواصلة طريقه ورحلته في عالم الفن ، ومع تقدم هوبر وتطوّر أعماله الفنية نصحه والداه بأن يدرس الفن التجاري فهو وسيلة موثوق بها للدخل من وجهة نظريهما .
وإبان الفترة التي عمل فيها هوبر على تطوير ذاته الفنية ، تأثر كثيرًا بكتابات رالف والدو إيمرسون ؛ قائلاً أنه قد أعجب به كثيرًا وقد قرأ له مرارًا وتكرارًا ، لشدة ولعه به ، بعد ذلك انطلق هوبر في الدراسات الفنية بإحدى دورات المراسلات عام 1899م ، وسرعان ما انتقل هوبر إلى كلية الفنون والتصميم ليستكمل دراسته بها ، وبالفعل درس بها هوبر على مدار ستة أعوام متتالية ، مع عدد من المعلمين بمن فيهم وليام ميريت تشيس ، الذي نصحه بتطوير جهده والتركيز في مجال الرسم الزيتي.
صور هوبر في شاعرية بالغة الفضاء الأمريكي ، حيث رسم لمحات تقليدية عبر فيها عن المنارات والشوارع المهجورة ليلاً والقطارات والطرق ، كما أحب هوبر كثيرًا أن يرسم الناس في الأماكن العامة والتجمعات ، لكنه على الرغم من ذلك ظل يؤكد من خلال لوحاته تلك على العزلة والوحدة ؛ فالمسارح لديه غالبًا ما تكون نصف مهجورة وفيها عدد قليل من المتفرجين ، أو بعض الممثلين المنعزلين يتوسطون خشبة المسرح وحدهم.
وقد قال عنه تشارلز كيفيلد ؛ مع هوبر يبدو النسيج الكلي لفنه محبوكًا حول شخصيته وأسلوب حياته ، توفي هوبر في إستديو بالقرب من ساحة واشنطن في مدينة نيويورك في 15 مايو عام 1967م ، ودُفن عقب مرور يومين في مقابر عائلته الواقعة بأوك هيل في مدينة نياك ، بولاية نيويورك ، حيث وُلد ، ثم توفيت زوجته بعد وفاته بعشرة أشهر .
وجدير بالذكر ، أن هوبر وزوجته قد اجتمعا في العديد من الأعمال وصلت لأكثر من ثلاثة آلاف عمل ، تم وضعها بمتحف ويتني للفن الأمريكي ، وتم طرح لوحات مهمة أخرى لهوبر في متحف الفن الحديث في نيويورك ، ومركز الفنون دي موين ، وأيضًا في معهد شيكاغو للفنون