الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود ، أول رائد فضاء عربي مسلم في تاريخ وكالة ناسا ، ويشغل منصب رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في المملكة ، من مواليد 19 ذي القعدة 1375هـ ، وهو الابن الثاني للملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود ، ووالدته هي الأميرة سلطانة بنت تركي بن أحمد السديري .
مؤهلاته :
حصل الأمير سلطان بن سلمان على الكثير من المؤهلات كما شغل العديد من المناصب :
فحصل على رخصة الطيران المدني من هيئة الطيران الاتحادي الفيدرالي بالولايات المتحدة الأمريكية عام 1976م ، وحصل على رخصة الطيران قبل رئاسة الطيران المدني في المملكة عام 1978م ، وعلى التصديق الفرنسي لرخص الطيران الأجنبية 2009م .
يمتلك خبرة أصيلة في الطيران المدني والعسكري ، فقد عمل بالطيران المدني لأكثر من ثلاثة عقود ، كما عمل لمدة تجاوزت عشرة سنوات في القوات الجوية الملكية بدءًا من كلية الملك فيصل الجوية بالرياض عام 1985م ، وقاعدة الملك عبد العزيز الجوية في الظهران عام 1990م .
وتقاعد برتبة عقيد طيار عام 1996م ، وحصل سموه على درجة الماجستير في العلوم الاجتماعية والسياسية ، من كلية ماكسويل للمواطنة والشؤون العامة ، جامعة سيراكيوز ، الولايات المتحدة الأمريكية عام 1999م ، كما أنه مؤسس ورئيس مجلس إدارة نادي الطيران السعودي .
قصة رحلته إلى الفضاء :
في ثمانينيات القرن المنصرم ، قررت جامعة الدول العربية إطلاق أول قمر صناعي عربي وهو القمر عرب سات ، وقد تقرر إطلاقه من خلال رحلة المكوك الفضائي ديسكفري ، كما قررت الجامعة أن يكون هناك رائد فضاء عربي على تلك الرحلة .
كان الرئيس الأمريكي وقتها يرفض وجود رواد فضاء أجانب على متن رحلات ناسا ، ولكنه سمح بدخول إثنين فقط وقد تم ترشيح عدد كبير من الأسماء ، وقد أقرت المملكة على ضرورة وجود ممثل للمملكة على متن المكوك .
تم ترشيح إسمين كممثلين عن المملكة وكان الأمير سلطان بن سلمان هو المرشح الأول ، وكان في ذلك الوقت طيارُا ضمن القوات الجوية للمملكة وقائد طائرات (ف-15) ، وبالفعل وقع الاختيار عليه للمشاركة بالرحلة .
وانطلقت الرحلة ديسكفري في يوم 17يونية 1985م ، وعلى متنها الأمير سلطان بن سلمان ورائد فضاء فرنسي وخمسة رواد فضاء أمريكيين ، وكان الهدف من الرحلة هو إطلاق القمر الصناعي العربي عرب سات ، وقمر مكسيكي يدعى موريلوس وقمر أمريكي يدعى تلستار ، وأخر للكشف عن الثقوب السوداء و6 علب إسطوانية خاصة لأبحاث الفضاء .
كان مقعد الأمير سلطان بن سلمان رقم 7 داخل المكوك والذي دار حول الأرض على ارتفاع يصل لأكثر من 300 كيلو متر وبسرعة 27 ألف كيلو متر في الساعة ، وكان الهدف هو وضع القمر عرب سات في مدار على ارتفاع 40 ألف كيلو متر فوق سطح الأرض .
ويروي الأمير عن الرحلة أنه تم إطلاق القمر المكسيكي في اليوم الأول ، ثم تم إطلاق القمر عرب سات في اليوم الثاني واستغرق إطلاقه تسع دقائق ، بالرغم من انعدام الجاذبية حرص الأمير على أداء الصلاة على متن المكوك ، كما تلقى اتصالًا هاتفيًا من الملك فهد بن عبدالعزيز رحمه الله أثناء الرحلة ، وهو ما نقله التلفاز الرسمي حينها .
وانتهت الرحلة بعودة المكوك بعد 7 أيام إلى قاعدة إداوردز الجوية بولاية كاليفورنيا الأمريكية بعد أن قطع مسافة 3 ملايين ميل ، وهي المناسبة التي نقلها تليفزيون المملكة وقتها على الهواء احتفالًا بما حققه الأمير كأول رائد فضاء عربي .
وقد شارك الأمير في الاحتفال الذي أقامته وكالة ناسا بمناسبة مرور ثلاثين عامًا على الرحلة ديسكفري مركز «يودفلر هيزي» ، التابع لمتحف الفضاء والطيران الأمريكي .