ناجية الزنبقي واحدة من أقوى سيدات المملكة ، والتي تمكنت بإصرارها وإرادتها أن تتخطى كافة العقبات والصعاب ، وتتحدى القواعد التي وضعها المجتمع للمرأة ، من أجل أن تتميز ، وتحقق كل ما تحلم به وتصبح أحد أهم الشخصيات في المجتمع المحلي والعالمي .
فهي أول سيدة سعودية تحصل على درجة الدكتوراه ، وفي نفس الوقت تشغل منصب هام في المملكة وهو نائب مدير مركز التقنيات النانو ، أو متناهية الصغر في جامعة الملك عبد العزيز ، وتمكنت الزنبقي من حصد العديد من الجوائز العالمية ، كما أنها أحد أشهر العلماء في مجال الطفيليات .
وتعد أبحاثها ركيزة هامة جدًا يعتمد عليها عالميًا في علاج العديد من الأمراض الطفيلية ، مثل مرض البلهارسيا ، وكذالك الملاريا والقمل ، والطفيل المهبلي والكثير من الأمراض الأخرى ، وحصلت على عدد أربعة براءة اختراع ، وتمكنت من الحصول أيضًا على العديد من التكريمات المحلية والعالمية ، كما أنها ألفت العديد من الكتب العلمية القيمة .
النشأة :
نشأت ناجية الزنبقي في حي الرويس وتم إلحاقها بالمدرسة في سن خمسة أعوام ، على الرغم من أنها كانت أصغر من السن القانونية ، إلا أنها في هذه السن كانت تتقن القراءة والكتابة ، وبالتالي تمكنت من اجتياز المرحلة الابتدائية والإعدادية بسهولة .
في المرحلة الثانوية كانت متفوقة ، وحققت معدلًا عاليًا ، وكانت تدرس في القسم العلمي وتمكنت من أن تكون بين العشرة الأوائل بالمدرسة ، ثم بدأت تدرس الأحياء في الجامعة ، والتي كانت بعيدة كثيرًا عن منزلها ، ولكنها أصرت أن ترفع رأس والدها وتحقق المستحيل في دراستها .
تمكنت من التخرج بدرجة الامتياز ، وكانت الثانية على دفعتها ، وتم تعيينها كمعيدة في الجامعة ، وبدأت يتحضر الماجستير في الطفيليات وتحديدًا ديدان الترماتودا ، وعلى الرغم من أن هذه المادة لم تدرسها في مرحلة البكالوريوس ، إلا أنها كانت مهتمة بدراستها كثيرًا.
وتمكنت من استكمال الماجستير ، وبدأت رحلة تحضير الدكتوراه ، فتمكنت من الانتهاء من رسالتها في ثلاث سنوات فقط ، وكانت الدكتوراه تدور حول مكافحة قواقع البلهارسيا في المملكة ، وكيف يمكن تحقيق هذا عن طريق مجموعات من النباتات الطبيعية .
وكانت المناقشة في لندن ، وحصلت الزنبقي على إشادة عالمية بالدراسة خاصتها ، وأصبحت هذه الرسالة أحد أقوى المراجع العلمية ، التي يتم الاعتماد عليها في معالجة ومكافحة مسألة قواقع البلهارسيا بشكل عالمي .
جوائز خلال المسيرة :
تمكنت ناجية الزنبقي من الحصول على اثنان وأربعون ميدالية تقديرًا لعلمها ، بين الذهبية والفضية والبرونزية ، من العديد من الدول والمؤتمرات العلمية العالمية ، هذا الأمر جعلها تولي اهتمام خاص بصغار الباحثين وتدعمهم لإنجازات أفضل ، من خلال تقديم لهم المناخ المناسب للإبداع والعمل وأيضًا العمل على تطوير مواهبهم وأفكارهم المبدعة ، ومن ثم تحويل هذه الأفكار إلى واقع ملموس .
العمل في مركز النانو :
ناجية هي أول امرأة تحتل هذا المنصب ويعد منصبها دقيق للغاية حيث أن مركز النانو هو واحد من أكبر وأهم المراكز في الشرق الأوسط ، كما أنه يحتوي العديد من المعدات والأجهزة الدقيقة والمتطورة للغاية .
وقد حرصت منذ أول أيام عملها ، على أن تقيم العديد من الدورات التعريفية والورش التدريبية ، والمؤتمرات التي تتناول أعمال المركز ، وذلك من أجل نشر العلم وتشجيع الشباب على العمل والإبداع .
يعد بحث التكسوبلازما من أبرز الأبحاث التي قامت بها ، والذي وضع أسمها في كافة المجلات العلمية العالمية ، وتطور الأمر حتى احتلت منصب مشرف عام للمجلة العلمية العالمية .
الدعم :
تعتبر الزنبقي أن المرأة في المملكة محظوظة بأن تبقى في رعاية والديها ، وتحصل على أفضل أنواع التعليم والتربية ، وتعتقد أن أكبر داعم لها هم أسرتها وذويها ، ومن بعدهم زوجها وكذالك أيضا الأستاذ البروفيسور عبد الإله باناجه ، والذي كان مشرفًا عليها في رسالة الدكتوراه وكذالك شجعها في الكثير من مراحل حياتها العملية .
طموح لا سقف له :
تتمتع ناجية الزنبقي بطموح كبير لا محدود ، ولديها مثابرة وحب للعلم والكفاح كبيران ، فهي تحاول أن تنجح في كل ما تقوم به في حياتها ، سواء كان الأبحاث والدراسات التي تجريها ، أو كان عملها وأيضًا أسرتها .
فها هي الزنبقي قد نشرت حوالي أربعة وأربعون بحثًا علمي في مجال الطفيليات ، وكذالك شاركت في أكثر من خمسة وستون دورة علمية تمكنت من اجتيازها بنجاح وتفوق .
وما زالت مستمرة في العطاء والعلم ، فهي عضو فعال في العديد من الأنشطة العلمية داخل جامعة الملك عبد العزيز ، كما أن لها تواجد اجتماعي كبير بين طلابها ، وفي نفس الوقت تحرص على المشاركة العالمية بعلمها ، ويذكر أنها شاركت في أربعة وعشرون مؤتمرًا ومعرضًا علميًا حول العالم .
وتعتبر ناجية الزنبقي أن لولا الدعم السخي ، الذي يقدم للمرأة في المملكة ، بالتالي تحاول ناجية أن ترد الجميل لبلدها الحبيب وأن تنتج المزيد من الدراسات والأبحاث العلمية التي من شأنها نفع المملكة والعالم كله .
وما تزال جامعة الملك عبد العزيز ، بتوفير كل ما تحتاج إليه ، من أجل إجراء أبحاثها وتطويرها ، وتحرص كذالك على تشجيعها على المشاركة بأبحاثها عالميًا ، وأيضًا توفير كافة الإمكانات لها من أجل الاشتراك في المؤتمرات واللقاءات العالمية والدولية .