نوره الفايز واحدة من أشهر السيدات في المملكة ، فهي أول سيدة تتمكن من الوصول إلى كرسي نائب وزير في تاريخ المملكة ، وهي أيضًا من أول السيدات اللاتي عملن في الملحقية الثقافية السعودية في واشنطن عاصمة الولايات المتحدة الأمريكية .
الميلاد والنشأة :
ولدت نوره بنت عبد الله بن مساعد الفايز الناصري عام 1954م ، في منطقة شقراء ، والدها هو الشيخ عبد الله فايز الناصري وهو مؤرخ وباحث في علم النسابة ، ومتخصص في الأحداث التاريخية في المملكة .
التعليم :
حصلت على شهادة البكالوريوس في تخصص علم الاجتماع ، من جامعة الملك سعود عام 1978م ، وحصلت على درجة الماجستير في التربية من الولايات المتحدة الأمريكية ، تحديدًا من جامعة يوتا ، حيث أنها درست تقنيات التعليم ، وعادت لتفيد مجتمعها .
العمل :
بدأت العمل كمعلمة في وزارة المعارف من عام 1989م إلى عام 1993م ، وبعدها أصبحت مشرفة على المعلمات في التربية الخاصة ، ومن ثم عملت كمديرة لقسم البنات في عدد من مدارس المملكة ، وبعدها تولت منصب مديرة الفرع النسائي في الإدارة التعليمية في الرياض عام 2001م .
وفي نفس الوقت ترأست عدد من اللجان والمجالس التربوية ، وقد حرصت خلال مشوارها أن تقوم بعدد كبير من الأبحاث والدراسات ، وكذالك قامت بعدد من الترجمات للمؤلفات في مجالات التربية والتدريب والإدارة .
كما أنها قامت بالتدريس للمواضيع المتعلقة برسالة الماجستير الخاصة بها ، في تقنيات التعليم ، وكانت حينها أستاذ مساعد في كلية التربية بجامعة الملك سعود ، وفي عام 2009م ، تم تعيينها بأمر ملكي لتحتل منصب نائب وزير التعليم لشئون البنات .
ويعد هذا المنصب طفرة في وضع المرأة داخل المملكة ، وذلك لأنها أول سيدة تصل إلى هذا المنصب ، أما في عام 2010م ، فقد أرسلت مع الملحقية الثقافية السعودية في العاصمة الأمريكية واشنطن ، كأحد أعضاء الجهاز الأكاديمي السعودي .
من أشهر المؤلفات التي قامت نوره الفايز بكتابتها كتاب تدريب القيادات ، وقد حرصت على الإشراف على عدد من الورش والبرامج التدريبية ، الخاصة بالأعمال التنفيذية وأعمال القيادة في الإدارة والتربية .
الجوائز :
حازت نوره الفايز على العديد من الجوائز خلال مشوارها المهني ، وأبرز هذه الجوائز كانت الجائزة الأولى في مؤتمر قمة المرأة العالمية العشرين ، والتي أقيمت في الصين ، وكانت حينها أحد المشاركات في اجتماعات الموائد المستديرة الخاصة بالوزيرات .
وحازت الجائزة عن أفضل الممارسات التي قامت بها المرأة في توسيع نطاق عملها ، وزيادة فرص توظيفها ، وكانت هذه الجائزة عام 2010م ، أما في عام 2011م فقد حازت على جائزة المرأة العربية المتميزة من المؤسسة العربية للسيدات .
وفازت بالجائزة نتيجة عملها بالتعليم والتربية ، كذالك تم اختيارها عام 2012م لتكون واحدة من ضمن مئة شخصية مؤثرة في العالم على حسب تصنيف مجلة التايمز الأمريكية ، كما منحت درجة الدكتوراه الفخرية من جامعة يوتا ، التي حصلت منها أيضا على درجة الماجستير عام 2012 م .
كلمات نوره الفايز :
بعد أن استمرت نوره الفايز ستة أعوام في منصبها كنائب لوزير التعليم ، أكدت أنها تشعر بالفخر الشديد ، الفخر النابع من ثقة الحكومة بالمملكة بها ، وهذه الثقة هي التي مكنتها من تحقيق العديد من الإسهامات في بناء وتطوير منظومة التعليم في المملكة .
وتعتقد نوره الفايز أن اختيارها في منصب أول نائب وزير امرأة ، مؤكدة أن اختيارها جاء نتيجة لإيمان الحكومة السعودية بأهمية مشاركة النساء في عمليات اتخاذ القرارات ، مضيفة أن النساء هن شقائق الرجال ، وأن أول خطوة من أجل تحقيق التنمية هي تمكين المرأة .
وتعتبر نوره الفايز أن سنوات عملها الستة جعلتها تدرك حجم المسئولية التي تحملتها ، وتعتبر الفايز أن كل النجاحات التي حققتها خلال مشوار عملها كان الفضل الأول فيها للتوفيق من الله ، ومن ثم لدعم الحكومة والقيادة في المملكة لها ، وأيضًا مجهودات كل زملاءها في العمل في الوزارة .
أعربت نوره أكثر من مرة عن فخرها بمنصبها ، وعن مدى إعجابها بمدى تفهم القيادة لدورها ، ودور النساء بشكل عام ، وهو الأمر الذي كان سببًا في اختيارها في هذا المنصب ، كأول امرأة تقترب بهذا الشكل من كرسي الوزارة ، وتعتبر نوره أن الطريق أمام تمكين المرأة ما زال طويلًا ، وما زال يحتاج الكثير من المجهودات من أجل تحقيقه ، ولن يتحقق هذا إلا بتعليم البنات ، وتدريبهن ، وفتح أفق وأسواق العمل أمام السيدات .
ومن هنا سنرى الكفاءات من النساء ، واللاتي سيحققن الكثير والكثير من الإنجازات التي سوف تغير في واقع الحياة في المملكة ، وتؤثر إيجابًا على مستقبل المملكة وجميع المواطنين فيها .
نوره الفايز واحدة من النساء المشرفات في المملكة ، والتي يجب أن ندرسها جيدًا ونتعلم من مسيرتها ، حتى نمتثل بها ونتخذها قدوة لنحقق النجاح مثلما حققته ، ونسهم في تقدم وتطور مجتمع المملكة أكثر وأكثر.