بدأ تمرد بوكو حرام في عام 2009م ، عندما بدأت جماعة بوكو حرام المتمردة حركة تمرد مسلح ضد حكومة نيجيريا ، وفي عام 2012م ، أدت التوترات داخل بوكو حرام إلى الانقسام التدريجي للمجموعة بين الفصيل السلفي المحافظ الذي يتزعمه أبو عصمت الأنصاري ، والفصيل الأكثر عنفاً بقيادة أبو بكر شاكو ، وبحلول عام 2015م ، انقسم جزء من المجموعة إلى أنصارو المنتسبين للقاعدة ، وأصبح فصيل شاكو فرع داعش في غرب إفريقيا .
وفي عام 2013م ، مات أكثر من 1000 شخص نتيجة للصراع ، وتصاعد العنف بشكل كبير في عام 2014 م ، ومات 10،849 ضحية ، وفي عام 2014م ، امتد التمرد إلى الكاميرون وتشاد والنيجر المجاورة ليصبح بذلك صراعاً إقليمياً رئيسياً .
وفي عام 2015م ، أجبر هجوم قوات التحالف جماعة بوكو حرام على التراجع إلى غابة سامبيسا ، وصُنفت أعمال التمرد في سياق قضايا العنف الديني التي طال أمدها بين الطوائف المسيحية المسلمة في نيجيريا ، وصُفت جماعة بوكو حرام بأكثر الجماعات الإرهابية فتكًا في العالم من حيث عدد الأشخاص الذين قتلتهم .
الخلفية التاريخية للحرب :
أدمجت نيجيريا الشمالية والجنوبية في عام 1914م ، وبعد حوالي عشر سنوات فقط من هزيمة سوكوتو وغيرها من الجماعات الإسلامية من قبل البريطانيين الذين كانوا يشكلون كتلة كبيرة من شمال نيجيريا ، وتولى السير فريدريك لوغارد منصبه كحاكم لكلٍّ من المحميتين في عام 1912م .
وعقب انتهاء الحرب العالمية الأولى ، خسرت ألمانيا مستعمراتها ، وأحدها كانت الكاميرون ، وانقسمت الكاميرون إلى أجزاء فرنسية وبريطانية ، وقسمت الأخيرة منها إلى أجزاء جنوبية وشمالية ، وبعد استفتاء عام 1961م ، اختارت الكاميرون الجنوبيون الانضمام مرة أخرى إلى الكاميرون الفرنسية ، في حين اختار الكاميرون الشماليون الانضمام إلى نيجيريا ، وهي الخطوة التي أضافت إلى عدد السكان المسلمين لشمال نيجيريا وحدث الكثير من أعمال التمرد .
ويعود الصراع الديني في نيجيريا إلى عام 1953م ، وكانت مذبحة إيغبو عام 1966م في الشمال والتي أعقبت الانقلاب المضاد في نفس العام سببًا مزدوجًا لانقلاب ضباط الإجبو والتوترات الطائفية القائمة بين إجبوس والمسلمين المحليين ، وكان هذا عاملًا رئيسيًا في انفصال بيافرا واندلاع الحرب الأهلية .
في أواخر السبعينيات وأوائل الثمانينيات ، كان هناك انتفاضة إسلامية كبيرة قادها محمد مروة وأتباعه ، والتي أدت لوفاة عدة آلاف ضحية بعد وفاة محمد مروة في عام 1980م ، استمرت الحركة أكثر من خمس سنوات ، وفي العقد نفسه انضمت نيجيريا بقيادة الجنرال إبراهيم بابانجيدا لمنظمة المؤتمر الإسلامي ، وكانت هذه خطوة أدت إلى تفاقم التوترات الدينية في البلاد ، وخاصة بين الطوائف المسيحية .
وردا على ذلك ، أشار البعض في الجالية المسلمة إلى أن بعض الدول الأفريقية الأعضاء الأخرى لديها نسب أصغر من المسلمين ، وكذلك علاقات نيجيريا الدبلوماسية الكرسي البابوي الذي يرأسه أسقف روما .
ومع عودة الديمقراطية إلى نيجيريا في عام 1999م ، تم تأسيس البرلمان كجسم رئيسي للقانون المدني والجنائي بوجود أغلبية مسلمة ، وكان حاكم ولاية زامفارا آنذاك أحمد رفاعي ساني ، وسرعان ما ظهرت موجة من أعمال الشغب بين المسلمين والمسيحيين ، وفي ولايات نيجيريا الشمالية الإسلامية ، توجد مجموعة متنوعة من الجماعات والسكان المسلمين ، الذين يفضلون تطبيق الشريعة الإسلامية على مستوى البلاد ، وقد أيدت الحكومة الفيدرالية النيجيرية مطالب هؤلاء السكان في 12 ولاية ، وكان ذلك أولًا في ولاية زامفارا في عام 1999م .
وكان اثنا عشر من أصل ست وثلاثين ولاية في نيجيريا كان الإسلام السني مهيمن عليهم ، وفي عام 1999م ، اختارت تلك الولايات المحاكم الشرعية وظهرت المحاكم العرفية وكان التحول من الإسلام إلى أي دين أخر جريمة كبرى ، ووفقًا لدراسة نيجيرية عن الديموغرافيا والدين ، يشكل المسلمون نسبة 50.5 ٪ من السكان ، ويعيش المسلمون بشكل رئيسي في شمال البلاد ؛ وغالبية المسلمين النيجيريين هم من أهل السنة ، أما المسيحيون هم ثاني أكبر مجموعة دينية ويشكلون نسبة 48.2٪ من السكان ، وهم يسودون في الجزء الأوسط والجنوبي من البلاد .
بداية الصراع :
أجرت جماعة بوكو حرام عملياتها بشكل أو بآخر خلال السنوات السبع الأولى من وجودها. وتغير ذلك في عام 2009م عندما بدأت الحكومة النيجيرية تحقيقاً في أنشطة المجموعة بعد تقارير أفادت بأن أعضاءها كانوا يسلحون أنفسهم .
وعندما بدأت الحكومة في التحقيق تم إلقاء القبض على العديد من أعضاء الجماعة في بوتشي ، مما أثار اشتباكات مميتة مع قوات الأمن النيجيرية ، والتي أدت إلى مقتل ما يقدر بنحو 700 شخص ، وأثناء الصراع مع قوات الأمن ، أفادت التقارير أن مقاتلي بوكو حرام “استخدموا دراجات نارية محملة بالوقود” لمهاجمة مركز للشرطة .
كما قتل مؤسس الجماعة وزعيمها محمد يوسف خلال هذه الفترة أثناء احتجازه لدى الشرطة ، وبعد مقتل يوسف أصبح أبو بكر شاكو قائدًا لهذا المنصب حتى يناير 2015م ، وبعد مقتل محمد يوسف ، نفذت الجماعة أول هجوم إرهابي في بورنو في يناير 2010م وأسفر عن مقتل أربعة أشخاص ، منذ ذلك الحين ، وتصاعد العنف فقط من حيث العدد ، وفي سبتمبر 2010م أطلق سراح نحو 700 سجين من مقاتلي بوكو حرام ، واستعادوا قوتهم .
وفي 29 مايو 2011م ، بعد ساعات قليلة من أداء جودلاك جوناثان اليمين الدستورية كرئيس ،أدت عدة تفجيرات من قبل بوكو حرام إلى مقتل 15 وإصابة 55 أخرين ، وفي 16 يونيو ، زعمت جماعة بوكو حرام أنهم قام بتفجير مقر شرطة أبوجا ، وهو أول هجوم انتحاري معروف في نيجيريا ، وبعد شهرين ، تم قصف مبنى الأمم المتحدة في أبوجا مما أسفر عن مقتل مائة شخص وهاجمت الجماعة عدة كنائس مسيحية ، وبدأ الجيش في التدخل لردع التمرد .
في يناير 2012م ، ظهر أبو بكر شكاو النائب السابق ليوسف ، في فيديو منشور على موقع يوتيوب ، وبحلول أوائل عام 2012م ، كانت المجموعة مسئولة عن وفاة أكثر من 900 ضحية ، وفي مايو 2013م ، شنت قوات الحكومة النيجيرية هجومًا في منطقة بورنو في محاولة لإزاحة مقاتلي بوكو حرام وحدث سلسلة من الصراعات الكثيرة وفي 15 أبريل لعام 2014م وسعت جماعة بوركو حرام من عمليات الخطف وحدث انتباه دولي لما حدث في نيجيريا ومازال الصراع مستمر إلى اليوم ..