قال الرئيس مايثريبالا سيريسينا ” Maithripala Sirisena ” من سريلانكا لهيئة الإذاعة البريطانية أنه يأمل في إجراء تحقيق محلي في فظائع الحرب الأهلية السريلانكية ، لا يزال الصراع الذي استمر لمدة ستة وعشرين عامًا ، والذي انتهى في عام 2009م ، يمثل مشكلة شديدة الانقسام في المجتمع السريلانكي ، اتهم كلا الجانبين في الحرب الآخر بارتكاب الفظائع والقتل .

وقد خلص تقرير للأمم المتحدة في عام 2011م إلى أن كلا الطرفين كانا مذنبين وقاما بارتكاب جرائم حرب ، على الرغم من أن الحكومة السريلانكية رفضت هذه النتائج ، متهمةً  التقرير بالتحيز رفض سلف سيريسينا ، وماهيندا راجاباكسا مراراً وتكراراً التعاون مع الأمم المتحدة لإجراء تحقيق حول الحرب .

لا تزال أثار الحرب الأهلية واضحة في سريلانكا إلى اليوم ، والسبب في وضع الكثير من  الاستنتاجات أن النزاع لا يزال مرتبط بالوقت الحاضر ، من خلال النظر إلى تاريخ سريلانكا الأوسع ، من الممكن الحصول على بعض الفهم لأصول الانقسامات التي قسمت المجتمع السريلانكي .

في القرن الخامس قبل الميلاد ، بدأ المهاجرون من شمال الهند بالاستقرار في الجزيرة ، وبسرعة أنشأ الشعب السنهالي نفسه كقبيلة مهيمنة على سريلانكا ، وبعد حوالي مئتي سنة ، بدأت الهجرة التاميلية من الهند ، حيث شكل الناس أقلية كبيرة في المنطقة الشمالية من الجزيرة .

من القرن السادس عشر الميلادي سقطت الجزيرة تحت تأثير الإمبراطوريات الأوروبية ، وفي عام 1505م ، وصل المستكشفون البرتغاليون إلى كولومبو وتم عمل مستعمرة أوروبية في سريلانكا ، وفي عام 1658م ، أجبر الهولنديون البرتغاليين على الخروج من الجزيرة ، واستولوا على كامل الإقليم باستثناء مملكة كاندي ، وهي ملكية سنهالية مستقلة في المنطقة الوسطى من الجزيرة .

أجبرت المصالح البريطانية في أواخر القرن الثامن عشر القوات الهولندية بالتراجع وبحلول عام ١٨١٨م ، كانت مملكة كاندي قد سقطت تحت الحكم البريطاني ، مما أدى إلى وضع نهاية لمقاومتها للنفوذ الأوروبي ، وفي عام 1833م تم إخضاع الجزيرة بأكملها تحت إدارة بريطانية واحدة ، ووضع الأسس لكي تصبح بلد موحدة .

في القرن التاسع عشر تم بناء مجموعة من المزارع البريطانية في الجزيرة ، لزراعة محاصيل مثل القهوة والشاي والسكر ، أطلق عليه الحكام البريطانيون اسم “سيلان” ، وأصبح أحد أهم منتجي الشاي الرئيسيين في الإمبراطورية البريطانية ، وتم جلب المزيد من عمال التاميل من الهند ، إضافة إلى السكان الموجودين بالفعل في الشمال للعمل .

تصاعدت التوترات بين التاميل الهنديين ومعظمهم من السنهاليين البوذيين ، وكان تزايد القومية السنهالية يعني أنه بحلول الوقت الذي تم فيه منح سيلان الاستقلال في عام 1948م ، أصبح السلام محفوف بالمخاطر ، ولاسيما في مناطق التاميل في الشمال والشرق.

بعد الاستقلال ، سيطر السياسيون السنهاليون على حكومة سيلان (ومن عام 1972م في سريلانكا) بفضل الأغلبية العددية للشعب ، تصاعدت التوترات من خلال سلسلة من السياسات والمواجهات المثيرة للجدل ، كانت اللغة السنهالية هي اللغة الرسمية الوحيدة في عام 1956م ، في حين كشفت سلسلة من الاحتجاجات والمظاهرات العنيفة في الخمسينات والستينات من القرن الماضي عن الوضع المتقلب .

في عام 1976م تم تشكيل جبهة النمور Tigers لتحرير تاميل إيلام ، وهي منظمة انفصالية تهدف إلى إقامة دولة التاميل المستقلة في شمال شرق البلاد ، في الثمانينيات بدأت الحرب الأهلية التي دمرت البلاد وقتلت 70.000 شخص .

كانت حرب السنوات الستين صراعًا وحشيًا بلا شك ، يمكن بسهولة ترتيب التسلسل الزمني لأسبابها ، غير أن حقيقة الأحداث أثناء القتال والمطالبات والاتهامات المختلفة المرتبطة بها قد لا يتم فهمها على الإطلاق .

Lars

منشور له صلة

توقعات الابراج اليوم الاثنين 17/6/2024 مهنيا وصحيا وعاطفيا

  توقعات الأبراج اليوم  من اشهر علماء الفلك حصريا لموقع عرب كلوب في مقال يتجدد…

9 ساعات منذ

طاقة اسم أريج تحليل شخصية صفات الاسم

طاقة اسم أريج تحليل شخصية صفات الاسم اسم "أريج" هو اسم عربي جميل يعبر عن…

18 ساعة منذ

طاقة اسم ابتهال تحليل شخصية صفات الاسم

طاقة اسم ابتهال تحليل شخصية صفات الاسم اسم "ابتهال" هو اسم عربي جميل يحمل معاني…

19 ساعة منذ

طاقة اسم أروى تحليل شخصية صفات الاسم

طاقة اسم أروى تحليل شخصية صفات الاسم اسم "أروى" هو اسم عربي جميل ومعبر، يُستخدم…

20 ساعة منذ

توقعات الابراج اليوم الاحد 16/6/2024 مهنيا وصحيا وعاطفيا

  توقعات الأبراج اليوم  من اشهر علماء الفلك حصريا لموقع عرب كلوب في مقال يتجدد…

يوم واحد منذ

توقعات الابراج اليوم السبت 15/6/2024 مهنيا وصحيا وعاطفيا

  توقعات الأبراج اليوم  من اشهر علماء الفلك حصريا لموقع عرب كلوب في مقال يتجدد…

يومين منذ