المذار في ميسان بين واسط والبصرة ، وهي قصبة ميسان ، بينها وبين البصرة مقدار أربعة أيام ، وتقع على الشاطئ الشرقي لنهر دجلة ، وتتشعب عندها الطريق إلى الأهواز والجبال وفارس والسواد .
حكام العراق وقرار القتال ضد الجيش الإسلامي :
علمت الدوائر الحاكمة في المدائن بأنباء الهزيمة التي منى بها الجيش الفارسي ، في كاظمة ، فأدرك القيّمون على الحكم مدى تأثيرها السلبي على وضعهم في العراق ، وأنهم إذا لم يتحركوا فورًا لوقف الزحف الإسلامي ، فإن عاصمتهم تصبح مهددة ، لذلك قرروا متابعة القتال .
عسكرة الجيش الفارسي في المذار :
وكان الإمبراطور الفارسي قد جهّز ، فور تسلمه كتاب خالد من عامله هرمز ، جيشًا بقيادة قارن بن قريانس ، وأرسله مددًا لهرمز ، غير أنه لم يدركه ، وعندما وصل إلى المذار بلغته أنباء الهزيمة ، ومصرع هرمز ، ووصلت إليه فلول ذات السلاسل فضمّها ، إلى صفوف قواته ، ثم أجرى مباحثات مع القيادة المركزية تقرر بنتيجتها أن يعسكر الجيش في المذار على ضفة الثني ، استعدادًا للتصدي للمسلمين .
توجه خالد إلى المذار بجيشه :
علم المثنى ، الذي كان يجوب المنطقة ، باستقرار الجيش الفارسي في المذار ، فكتب إلى خالد الذي بادر فورًا بالتوجه إلى هناك ، وهو على تعبئة ، وفتح أثناء زحفه بزندورد في إقليم كسكر ، ودرتي وهرمزجرد .
عدم الخروج عن خطة أبي بكر :
والواقع أن المذار لم تكن على محور الأبلة – الحيرة ، المرسوم للتقدم ، غير أن طبيعة التحرك الفارسي حتّم على خالد أن يوفر عنصر الأمن لجيشه المتقدم ، من أن يضرب من جانبه الأيمن ، ومع ذلك لم تُعدُ خروجًا على الخطة التي وضعها أبو بكر .
معركة المذار :
واستناد إلى التقاليد العسكرية ، التي كانت سائدة في ذلك العصر ، والقاضية بالتزام المبارزة قبل الالتحام ، خرج قارن من قلب جيشه ودعا المسلمين للمبارزة ، فهرع إليه خالد ومعقل بن الأعشى ، وكان الثاني الأسرع في التحرك ، فبارزه وقتله ، ثم التحم الجيشان في رحى معركة رهيبة ، كانت أشد قتالًا مما كان في ذات السلاسل .
وأسفرت المعركة عن انتصار المسلمين ، وقتل من الفرس زهاء ثلاثين ألفًا ، كان من بينهم قائدان مشهوران هما أنوشجان وقباذ ، ولجأ من نجا إلى السفن ليعبروا ، فغرق بعضهم ، وحال الماء دون مطاردة المسلمين لهم لافتقارهم إلى السفن ، وجرت المعركة في شهر صفر عام 12 هجريًا ، الموافق ابريل 633م .
ذيول معركة المذار :
أقام خالد والمسلمون في المذار ، واتخذوها قاعدة للانطلاق وتقضي أخبار الفرس ، وأقرّ خالد في خطوة لافتة الفلاحين على أرضهم ، وفرض الخراج والجزية ، ثم استعد للتقدم نحو الحيرة ، وعمد قبل الإقدام على هذه الخطوة إلى تنفيذ إجراء إداري – عسكري هو كالآتي :
وضع حاميات عسكرية تجاه الأبلة الخريبة في موضع جسر البصرة على شط العرب وفي أسفل دجلة .
عيّن حاكمًا عسكريًا للمنطقة ، هو سويد بن مقرن المزني ، على أن يتمركز في الحفير في موقع خلفي ليحمي مؤخرة الجيش الإسلامي المتقدم ، عيّن أمراء في النواحي المختلفة وربطهم بالقيادة في الحفير ، نذكر منهم : سويد ابن قطبة على ناحيته من منازل بني ذهل من جهة البصرة ، قحطبة بن قتادة السدوسي على جهته ، شريح بن عامر القيني السعدي على الخريبة .
أسباب هذا الإجراء :
وقد جاء هذا القرار لعدة أسباب منها : أهمية منطقة الأبلة الاقتصادي والعسكري ، بوصفها الطريق المائي الوحيد بين المدائن والشرق ، قطع الطريق على أي تحرك فارسي مضاد ، لاستعادة المنطقة في حال توغّل في عمق الأراضي العراقية ، وتأمين سلامة قواته والمحافظة على خطوط مواصلاته مع المدينة .
توقعات برج الحوت اليوم على الصعيد العاطفي والمالي والمهني والصحي الأبراج اليومية مكتوبة لحجز…
توقعات برج الدلو اليوم على الصعيد العاطفي والمهني والصحي والمالي الأبراج اليومية مكتوبة برج الدلو…
توقعات برج الجدي على الصعيد المالي والمهني والعاطفي والصحي الابراج اليومية مكتوبة برج الجدي اليوم…
توقعات برج القوس اليوم على الصعيد المالي والمهني والعاطفي والصحي الأبراج اليومية مكتوبة حظك اليوم…
توقعات برج العقرب اليوم على الصعيد المالي والمهني والعاطفي والصحي الأبراج اليومية مكتوبة حظك اليوم…
توقعات برج الميزان اليوم على الصعيد العاطفي والصحي والمهني والمالي الأبراج اليومية مكتوبة حظك اليوم…