اندلعت حرب الملك جورج ما بين عامي 1744م و 1748م ، وقد تم إطلاق هذا الاسم على العمليات العسكرية التي حدثت في أمريكا الشمالية ، وهذه الحرب تمثل جزءًا من حرب الخلافة النمساوية التي وقعت بين عامي 1740م و 1748م ، وكانت هي الحرب الثالثة من بين الحروب الأربعة التي تُعرف باسم الحروب الفرنسية والهندية ، وقد نشبت هذه الحرب في بعض المقاطعات البريطانية .

أسباب اندلاع الحرب :
لقد نشبت الحرب المعروفة باسم أذن جينكيز بين إسبانيا وبريطانيا العظمى خلال عام 1739م (وقد عُرفت بهذا الاسم نتيجة للحادثة التي وقعت عام 1731م ؛ حينما قام أحد القادة الأسبان بقطع أذن تاجر من بريطانيا يُعرف باسم روبرت جينكيز ثم طلب منه أن يحملها إلى ملكه وهو الملك جورج الثاني) ، وقد اقتصرت تلك الحرب على البحر الكاريبي والنزاع بين مقاطعة جورجيا الموجودة بالقرب من بريطانيا وبين فلوريدا الإسبانية .

اندلعت حرب الخلافة النمساوية فيما بعد خلال عام 1740م ، وكانت تشكل صراعًا يختص بشرعية ولاية ماريا تريزا ، غير أنه في البداية لم يحدث أي تدخل عسكري من قِبل بريطانيا أو إسبانيا في تلك الحرب ، ولكن أصبحت بريطانيا حليفة للنمسا كما أنها قامت بمعاداة فرنسا وبروسيا ؛ فدخلت ذلك الصراع بشكل دبلوماسي خلال عام 1742م ، غير أن القتال الذي فُتح بينهم لم يبدأ حتى عام 1743م ، ولم يحدث أي إعلان للحرب بشكل رسمي بين فرنسا وبريطانيا إلا في شهر مارس خلال عام 1744م .

مسار الحرب :
لم تصل الأنباء عن إعلان الحرب رسميًا إلى الحصن الفرنسي المعروف باسم لويسبورغ إلا يوم 3 مايو من عام 1744م ، وقامت القوات بإهدار القليل من الوقت أثناء بداية القتال ؛ وذلك نتيجة للقلق السائد على الخطوط الخاصة بامدادتها البرية إلى كيبك ، وقد قامت القوات الفرنسية بالهجوم أولًا يوم 23 مايو على ميناء كانسو وهو ميناء للصيد البريطاني .

قامت القوات الفرنسية فيما بعد بتنظيم هجمات على أنابوليس رويال ؛ ثم الهجوم على عاصمة نوفا سكوشا ، وبالرغم من ذلك فقد تأخرت القوات الفرنسية حتى خرجت من لويسبورغ ، مما جعل حلفاؤها من الماليسيت والميغماك يقررون الهجوم من تلقاء أنفسهم وذلك بالتزامن مع الأب جان لوي لو لوتر .

وصلت الأنباء إلى نابوليس بإعلان الحرب ، فقامت بالإعداد إلى خوض الحرب إلى حد ما ؛ حينما شرع الهنود في محاصرة حصن آن ، ولكن الهنود قاموا بالانسحاب بعد عدة أيام ؛ وذلك بسبب نقص الأسلحة الثقيلة التي كانوا بحاجة ماسة إليها ، وقامت فرنسا بإرسال قوة ضخمة إلى حصن آن في منتصف شهر أغسطس .

لم تتمكن القوات الفرنسية من شن هجمات فعالة أو القيام بمحاصرة الحامية ؛ حيث أن الحامية قد تلقت التعزيزات والإمدادات من ماساتشوستس ، وقد نجحت القوات البريطانية الاستعمارية من الاستيلاء على حصن لويسبورغ خلال عام 1745م وذلك بعد أن حاصروه لمدة ستة أسابيع ، مما جعل تحالف واباناكي الموجود في أكاديا آنذاك بطلب الثأر ، فقام بشن حملة الساحل الشمالي الشرقي على حدود أكاديا ضد القوات البريطانية .

شرعت فرنسا أيضًا في سن حملة ضخمة من أجل استعادة لويسبورغ خلال عام 1746م ، غير أن حملة دوك دانفيل الفرنسية عادت خائبة الأمل إلى فرنسا دون أن تحقق هدفها ؛ وذلك بسبب الأمراض والعواصف التي تعرضوا إليها ؛ مما تسبب لهم في الكثير من المعاناة ، كما أن قائدهم قد توفي أثناء الحملة ؛ فعادوا في حالة بائسة يرثى لها .

نشبت بعض المعارك أيضًا على الحدود الواقعة بين فرنسا الجديدة ومستعمرات بريطانيا الشمالية ، وقد أدت الغارات التي وقعت على الجهات الشمالية بمقاطعة ماساتشوستس إلى قيام الحاكم ويليام شيرلي بإصدار أوامره بتأسيس سلسلة تتضمن مراكز عسكرية حدودية تقع على امتداد الحدود مع نيويورك ، وقد تمكنت تلك الحملة في النهاية من الاستيلاء على الحصن الفرنسي لويسبورغ ، وقد انتهت الحرب بعد عقد معاهدة إكس لا شابل خلال عام 1748م ، وقد عادت لويسبورغ على إثر تلك المعاهدة .

By Lars