قصة الحرب الباكستانية الهندية 1971م

تمثل الصراع بين الهند وباكستان في صورة الحرب الباكستانية الهندية خلال عام 1971م ، وتُعتبر من أقصر الحروب التي حدثت في التاريخ ؛ حيث أنها استغرقت ثلاثة عشر يومًا فقط ، وقد حدثت اشتباكات بين قوات الهند وباكستان على الجهتين الغربية والشرقية ، وقد خلّفت هذه الحرب انفصال رسمي لباكستان الشرقية عن باكستان ؛ والتي أصبحت هي دولة بنغلاديش التي أعلنت استقلالها التام .

الخلفية التاريخية :
بدأ النزاع بين الهند وباكستان بعد إعلان الحرب لتحرير بنغلاديش ؛ والتي كانت عبارة عن صراع بين أهل باكستان الغربية والأغلبية العظمى من أهل باكستان الشرقية ، وقد نشبت هذه الحرب بعد قيام الانتخابات في باكستان عام 1970م ؛ والتي تمكن خلالها حزب رابطة عوامي الباكستاني الشرقي من الفوز الساحق .

طالب زعيم حزب الرابطة الشيخ مجيب الرحمن بأحقيته في تمثيل الحكومة ؛ غير أن زعيم حزب الشعب بباكستان قد رفض أن يتنازل عن رئاسة الوزراء ؛ مما جعل الرئيس يحيي خان يقوم بدعوة الجيش لقمع المعارضة .

بدأ الجيش في تنفيذ عمليات الاعتقال الجماعي لفئة المعارضين ، وكانت هناك محاولات لانتزاع الأسلحة من شرطة باكستان الشرقية ، قام الكثيرون من حزب رابطة عوامي بالفرار إلى الهند ؛ كما اُعتقل الشيخ مجيب الرحمن في مارس من عام 1971م ؛ ثم نُقل إلى باكستان الغربية ، وقامت المحاولة التالية للقضاء على نخبة المفكرين بالشرق .

بعد اعتقال الشيخ مجيب الرحمن ؛ قام رائد بالجيش الباكستاني ويُدعى ضياء الرحمن بالإعلان الرسمي عن استقلال بنغلاديش وهي باكستان الشرقية ؛ وكانت تلك الخطوة نيابةً عن الشيخ مجيب الرحمن .

الحرب بين الهند وباكستان :
كان هناك تصعيدًا سياسيًا مصحوبًا بوجود عمليات عسكرية واقعة على الحدود بصورة محدودة والتي دامت لثمانية أشهر ؛ وذاك قبل أن يقع الهجوم الكامل ، وقام يحيي خان رئيس باكستان بالإعلان عن قيام حالة من الطوارئ ، بعد وقوع أول هجوم من الهند .

تمكنت الهند خلال الأول من ديسمبر لعام 1971م بمساعدة الجماعات الفدائية بباكستان الشرقية (بنغلاديش) من قطع خطوط السكك الحديدية التي تربط بين العاصمة داكا والميناءين الأساسيين الواقعين على خليج البنغال وكوميلا التي تقع بالقرب من الحدود الشرقية .

نشبت الحرب بشكل رسمي في اليوم الثاني من ديسمبر ؛ حينما قامت القوات الهندية الجوية بتنفيذ هجمات مركزة قامت باستهداف الطيران الباكستاني من مطارات وطائرات ، واستمر ذاك القصف لمدة يومين حتى تم تدمير الغالبية العظمى من طائرات باكستان ، وتمكنت الهند من فرض سيطرتها الجوية بباكستان الشرقية .

تمكنت القوات القتالية البحرية للهند من إغراق مدمرتين لباكستان وهما شاه جيهان وخيبر ، كما استطاعت تعطيل سفينتين لباكستان أيضًا في واحدة من المعارك البحرية ، وتمكنت أيضًا من أن تُغرق غواصة باكستانية داخل خليج البنغال والتي كانت تحمل ثمانين بحارًا .

قامت القوات الهندية بقصف بلدة تُدعى “جيسور” ، وكانت تمهد بذلك إلى انتقال حكومة بنغلاديش إلى هذه البلدة بعد عودتها من المنفى بكلكتا ، كما تمكنت الهند أيضًا من أسر سفينتين لباكستان وهما مينيليدي ومينيلوف ، مما دعا قائد القوات الباكستانية بالشرق إلى استصدار أوامر بالانسحاب الاستراتيجي .

لم تتمكن باكستان من الصمود طويلًا أمام ذلك القتال العنيف من الهند وخاصةً بعد فشل المساعي الدولية لإنهاء الحرب بين الطرفين ؛ مما أدى إلى استسلام القوات الباكستانية وقام قائد القوات الباكستانية الشرقية “خان نيازي” بالتوقيع على وثيقة الاستسلام يوم 16 من ديسمبر لعام 1971م .