قصة حادثة مدينة دريسدن

تعد مدينة دريسدن من أكثر المدن الألمانية شهرة وجمالًا بل هي أشهرهم على الإطلاق ليس بسبب التراث الحضاري الذي كان يوجد بها ولكن بسبب الحادثة الشهيرة التي وقعت فيها حيث بدأت قوات الحلفاء يوم الثالث عشر من شهر فبراير من العام 1954م أثناء فترة الحرب العالمية الثانية بشن هجوم عنيف على المدينة أدى إلى تدميرها بالكامل وأسفر أن ذلك الهجوم الغاشم مقتل نحو 25 ألف شخص ولكن في تقديرات أخرى قالوا أن عدد الضحايا وصل لـ خمسمائة ألف ضحية .

هذا الحادث من أهم الحوادث التي حدثت في فترة الحرب العالمية الثانية وأثار الكثير من الجدل لأن قصف هذه المدينة في ذلك التوقيت لم يكن له أي قيمة استراتيجية تذكر للقوات الحلفاء ، غير أن الجيش الألماني بالفعل قد انهزم وأوشك على بداية الاستسلام لذلك يعتبر الكثير من الناس والمؤرخين أن قصف المدينة من جرائم الحرب التي قامت بها قوات الحلفاء .

كان القصف منفصل بواسطة أربع غارات منفصلة عن بعضها ، حيث قامت الطائرات المقاتلة التابعة للقوات الملكية البريطانية وعددها 722 طائرة مع قوات تابعة للجيش الأمريكي وعددها 527 مقاتلة بإلقاء حوالي 3900 طن من المتفجرات عن المدينة وأدي ذلك لتدمير نحو 1600 فدان في وسط المدينة بجانب تدمير المدينة الأكثر حضارة وعراقة وثقافة ألمانية تدمير كامل ، قال المؤرخون ومن بينهم المؤرخ البريطاني فريدريك تايلون أن قصف المدينة من الأحداث الأكثر مأسوية في تاريخ الحروب بسبب طابع المدينة التاريخي .

حيث تعد المدينة من رموز العصر الباروكي تحملت المدينة أسوء الأمور تحت الحكم النازي وكان القصف عليها رمز من رموز أهوال الحروب في القرن العشرين ، وقد استغل النازيون هذا القصف في الدعاية وتبرير مذابح النازيين بحق الشعب الألماني وغرف الغاز ليدللون على تكافئ الجرائم بين قوى الحلفاء والمحور .

قال وزير الخارجية البريطانء لاحقًا أنه كان لابد من التركيز على قصف المواقع العسكرية وأماكن الاتصالات ومراكز ومحطات الوقود والطاقة بدلًا من التدمير الوحشي للمدن وقصف المدنيين الرافضين أصلًا للنظام النازي ، تناولت العديد من الأفلام السينمائية والروايات تلك الحادثة الدموية من ضمنها رواية المسلح رقم 5 للكاتب الامريكي الاصل  كورت فونيجوت في العام 1975م قال أن الحادث كان مخطط له بدقه ووضح فظاعة الحادث البشع وقصته المأساوية بعد انتهاء الحرب ..