تدفق الإيمان إلى قلبه فاعتنق الدين الإسلامي الحنيف ، وأخلص في عبادته وجهاده في سبيل الله تعالى وحبه لرسوله المصطفى صلّ الله عليه وسلم ، حتى منّ الله عليه بشرف الشهادة ، ليصبح من الصحابة المخلصين الصالحين الذين يطيب ذكرهم في الحياة الدنيا ، إنه الصحابي العباس بن عبادة الأنصاري رضي الله عنه .
نسبه وإسلامه :
هو الصحابي العباس بن عبادة بن نضلة بن مالك بن العجلان بن زيد بن غنم بن سالم ، وأمه هي عميرة بنت ثعلبة بن سنان بن عامر بن عدي بن أمية بن بياضة بن عامر بن الخزرج ، والعباس هو خال عُبادة بن الصامت ، وقد اعتنق الدين الإسلامي حينما وصلت الدعوة الإيمانية إلى قلبه ، فكان أحد الذين خرجوا إلى رسول الله صلّ الله عليه وسلم وهو بمكة ، وقد شهد معه العقبتين الأولى والثانية ، وذُكر أنه كان من النفر الستة الأولى الذين التقوا برسول الله صلّ الله عليه وسلم في مكة ؛ فأسلموا قبل سائر الأنصار .
من مظاهر إخلاصه للإسلام :
لقد كان الصحابي الجليل العباس بن عبادة رضي الله عنه مخلصًا إلى الإسلام وحب الجهاد في سبيل الله ، ويظهر ذلك من خلال قوله أثناء خطبته للأنصار : يا معشر الخزرج هل تدرون علام تبايعون هذا الرجل؟ ،قالوا: نعم ، قال: إنكم تبايعونه على حرب الأحمر والأسود من الناس فإن كنتم ترون أنكم إذا أنهكت أموالكم مصيبة وأشرافكم قتلا أسلمتموه ؛ فمن الآن فهو والله إن فعلتم خزي الدنيا والآخرة وإن كنتم ترون أنكم وافون له بما دعوتموه إليه على نهكة الأموال وقتل الأشراف فخذوه فهو والله خير الدنيا والآخرة”.
وقد ورد عن عاصم قوله عن حديث العباس : “فوالله ما قال العباس هذه المقالة إلا ليشد لرسول الله صلى الله عليه وسلم بها العقد” ، كما قال عنها عبد الله بن أبي بكر: “ما قالها إلا ليؤخر بها أمر القوم تلك الليلة ليشهد عبد الله بن أبي أمرهم فيكون أقوى لهم” ، وقد قالوا : “فإنا نأخذه على مصيبة الأموال وقتل الأشراف، فما لنا بذلك يا رسول الله إن نحن وفينا قال: “الجنة” قالوا: ابسط يدك فبسط يده فبايعوه”.
أحد مواقفه مع الرسول :
من بين المواقف التي جمعت بين العباس بن عبادة بن نضلة ورسول الله صلّ الله عليه وسلم قوله له :” والذي بعثك بالحق لئن شئت ( لنميلن ) غدًا على أهل منى بأسيافنا ” ، فقال رسول الله صلّ الله عليه وسلم: “لم نؤمر بذلك ولكن ارجعوا إلى رحالكم” ، وقد خرج العباس بن عبادة بن نضلة إلى رسول الله صلّ الله عليه وسلم حينما كان بمكة ، فقام معه حتى هاجر إلى المدينة فكان أنصاريًا مهاجريًا ، وحينما هاجر إلى المدينة آخى رسول الله صلّ الله عليه وسلم بينه وبين عثمان بن مظعون رضي الله عنهما .
وفاته :
لم يشهد الصحابي العباس بن عبادة يوم بدر ، ولكنه شهد يوم أحد ، وهناك التقى مع سفيان بن عبد شمس السلمي ، حيث قام العباس بضربه ضربتين فتسبب له في جرحين عظيمين ، كما أن العباس تلقى منه بعض الضربات ، وقد قال صفوان بن أمية :”أنا قتلت بن قوقل يوم أحد” ، وهو يقصد الصحابي العباس بن عبادة رضي الله عنه الذي اُستشهد يوم أحد .