في قديم الزمان عاش نبي كريم هو ذو الكفل ، وذكر في القرآن مرتين الأولى في قوله سبحانه وتعالى : {وإسماعيل وإدريس وذا الكفل كل من الصابرين} {سورة الأنبياء: الآية 85} ، والثانية في قوله تعالى : {واذكر إسماعيل واليسع وذا الكفل وكل من الأخيار} {سورة ص :الآية 48} .
وقد سمي نبي الله ذو الكفل بهذا الاسم ، لأنه تكفل للنبي الذي كان مبعوثًا في عصره بأن يخلفه في قومه إذا مات بثلاث أشياء : أن يقوم الليل ويصوم النهار ولا يغضب في القضاء ، لذلك جعل إبليس يقول للشيطان عليكم بذو الكفل أوقعوه في الذلل ، حاول الشيطان بكل جهده لكنه فشل ، ولم يستطع إيقاع ذو الكفل في الذلل أبدًا ، فقال إبليس : لعنة الله عليه سأتولى الأمر بنفسي ، وذلك لأنه يتمتع بقمة الخبث و الدهاء ، والذي علم بعض منه لذريته من الشياطين .
أتى إبليس في صورة شيخ عجوز وفقير ، إلى ذو الكفل حينما هيأ نفسه واتخذ مضجعه للقيلولة كي ينام قليلًا ، فهو لم يكن ينم الليل لأنه كان يعبد الله فقد كان يصلى في اليوم مائة ركعة ، وكان يقضي مع الناس حتى وقت الظهر ، وبعد ذلك يعود في وقت القيلولة للبيت ينام ، وبعدها يرجع ليقضى بين الناس إلى الليل وهكذا .
وكان لدى إبليس رغبة في إثارة غضب ذو الكفل عليه السلام ، حتى يوقعه في الخطأ ولهذا طرق إبليس باب ذو الكفل عليه السلام في ساعة القيلولة ، وهي الساعة التي يستريح فيها ذو الكفل ، ولما فتح ذو الكفل الباب سأل الطارق : من أنت ؟ فقال : أنا عجوز كبير في السن وأتيتك في حاجة .
فسأله ذو الكفل : وما حاجاتك أيها الشيخ ؟ قال إبليس: إن بيني وبين عشيرتي خصومة كبيرة فقد جاروا عليّ وظلموني كثيرًا وفعلوا بي كل سوءٍ وشر ، واستمر يكلمه حتى جاء موعد القضاء ، وذهبت على ذو الكفل القيلولة ولم ينم ، فقال ذو الكفل عندما أذهب إلى مذهب القضاء فأتني آخذ لك حقك .
فانطلق وراح ولما كان في مجلسه ، ظل ينظر حوله باحثًا عن الشيخ فلم يره فقام من مجلسه وذهب للعبادة ، فلما كان الغد ذهب ذو الكفل ليقضي بين الناس في أمورهم ، وظل ينتظر الشيخ فلم يراه ، فلما رجع إلى بيته للقيلولة لينام قليلًا ، وبعد أن أخذ مضجعه دق الباب ، فقال ذو الكفل من هذا ؟ قال إبليس: الشيخ الكبير المظلوم .
فقام ذو الكفل من مضجعه وفتح له الباب قائلًا : ألم أقل لك إذا جلست في مجلس القوم فتعال إليّ ، فقال إبليس لذو الكفل : إنهم قومٌ خبثاء إذا علموا أنك جالس فى مجلسك قالوا سنعطيك حقك ، وإذا قمت من مجلسك جاحدوني ، قال ذو الكفل : انطلق هذه الساعة وإذا ذهبت للقضاء فأتني ، ومرة أخرى فاتت القيلولة ذو الكفل .
فجعل ينظر الشيخ فلم يره فشق عليه النعاس ، لأنه لم ينم منذ يومين متتاليين ، فقال لأحد رجاله لا تدع أحد يقرب هذا الباب حتى أنام فإني قد شق عليا النعاس ، وأخذ مضجعه فجاء إبليس وأراد أن يطرق الباب ولكن الحارس استوقفه ، وقال له ما أنت فاعل ؟ قال إبليس إني أتيت ذو الكفل أمس وذكرت له أمري .
فقال الحارس : لا والله لا فقد أمر ألا ندع أحد يقربه ، فلما رأى إبليس عناد ذلك الرجل وتصميمه ، نظر متفحصًا للبيت فإذا به يرى ثقب فى البيت فدخل منه ، فإذا هو داخل البيت يطرق الباب من الداخل ، فاستيقظ ذو الكفل وقال أيها الرجل ألم أمرك أن لا يقربني أحد في هذه الساعة .
قال الحارس : والله لم يدخل من عندي ، فسأله من أين دخل فنظر ذو الكفل فوجد الباب كما أغلقه ، ولا يوجد مكان في البيت يستطيع هذا الشيخ الدخول منه ، فعلم أنه إبليس عليه لعنة الله ، فقال ذو الكفل ما أنت إلا إبليس : قال نعم وكل ما أردته أن أغضبك وأجعلك تخطئ ، وهكذا لم يستطيع إبليس أن يغير من صفات ذو الكفل ذلك النبي العابد الهادئ الذي كان قدوةً حسنةً في قومه .
أقوال وحكم عن العمل والاجتهاد عبارات تلهمك لتجاوز التحديات العمل والاجتهاد هما أساس النجاح وبناء…
أقوال وحكم عن السعادة والرضا عبارات تلهمك لتعيش حياة أكثر بهجة السعادة والرضا هما الحلم…
أقوال وحكم عن الحب والعلاقات: عبارات تلهمك لفهم أعمق للحياة الحب هو القوة الأعظم التي…
أقوال وحكم عن التفاؤل والطاقة الإيجابية تلهمك لتغيير حياتك هما المفتاحان لتغيير حياتك وتحقيق أحلامك.…
أقوال عن النجاح وحكم تلهمك لتحويل أحلامك إلى حقيقة النجاح والصبر هما وجهان لعملة واحدة؛…
أسباب التهاب المثانة وطرق العلاج والوقاية التهاب المثانة هو حالة شائعة تصيب الجهاز البولي، خاصة…