كان نبي الله صلّ الله عليه وسلم ، قد أمر بأن توزع بعض صدقات كندة في حضرموت ، وبعض صدقات حضرموت في كندة ، ويبدو أنه حدث خلاف بين سكان البلدين بشأن هذا التوزيع والتبادل في الصدقات ، وتوفيّ النبي في هذه الأثناء مما دفع سكان البلدين إلى الارتداد ، واستجابت كندة لدعوة الأسود العنسي .
الأمناء على الصدقات في كندة وحضر موت :
كان زياد بن لبيد البياضي الأنصاري عامل النبي صلّ الله عليه وسلم ، على حضرموت ، والمهاجر بن أبي أمية عاملة على كندة ، لكنه لم يتسّلم منصبه حتى توفي النبي ، وأناب عنه زيادًا ابن لبيد .
الثورة في كندة وحضرموت :
ويبدو أن هذا الوالي اشتد في جباية الصدقات ، مما أثار الناس ، وشكل دافعًا آخر للجنوح نحو الارتداد ، ولما حاول قمع الثورة بالقوة ، تعرّض للهزيمة على يد ، الأشعث بن قيس الكندي ، وتوسعت الثورة ، فشملت كندة وحضرموت .
الاستنجاد واتفاق القادة :
خشي الوالي من استفحال الأمر ، فاستنجد بالمهاجر في صنعاء فأنجده ، كما أنجده عكرمة ، وانضمت قواته إلى قوات المهاجر ، وهاجمتا الأشعث بمحجر الزرقان وتغلبتا عليه ، وفرّ الأشعث من ساحة المعركة والتجأ إلى حصن النجير ، فحاصره المسلمون ، وأرسل المهاجر في الوقت نفسه قوة عسكرية طهرت المنطقة حتى الساحل ، أما عكرمة فقد تمركز في مأرب وفقًا لاتفاق القادة .
انتصار المسلمين :
ويبدو أن المتحصنين في النيجر أزعجهم توغل المسلمين في بلادهم ، كما خشوا من عواقب إطالة الحصار ، لذلك قرروا الخروج والتصدي للمحاصرين ، وهكذا حدث الصدام الذي أسفر عن انتصار المسلمين .
استئمان عكرمة على المهاجر:
وأسقط في يد الأشعث الذي اتصف بالتقلبات السياسية ، فهو مع الجانب القوي دائمًا ليخاف على حياته ونفوذه ، فبدا له أن يسلم الحصن للمسلمين وينجو بنفسه ، فذهب إلى عكرمة ليستأمن له من المهاجر على نفسه ، وعلى تسعة من أتباعه ، فطلب منه عكرمة أن يُدون أسماءهم فدوّنها ، ونسي أن يدون اسمه معهم .
عتاب وتهديد بين الأشعث والخليفة :
وعندما دخل المهاجر إلى الحصن أطلق سراح التسعة ، ولما لم يكن اسم الأشعث من بينهم قبض عليه وأرسله إلى المدينة ، وجرى حوار بينه وبين الخليفة ، هو أقرب إلى المعاتبة والتهديد بالقتل من جانب الخليفة .
القضاء على الردة في كندة وحضرموت:
وانتهى بالعفو عن الأشعث بعد أن عاد إلى الاسلام ، وأقام المهاجر وعكرمة في حضر موت وكندة حتى استتبت الأمور تمامًا للمسلمين وتحقق الأمن ، فكان ذلك آخر حروب الردة .