اسمها هند بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف أم معاوية ، وكانت إبان فترة الجاهلية متزوجة من الفاكه بن المغيرة المخزومي وهو أحد فتيان قريش ، وكان من زوجها أن اتهمها بأنها قد فعلت الفاحشة ، ظلمًا وزورًا وطلقها.
عادت هند إلى بيت أبيها وأخبرته بما وقع من زوجها ، وأنه قد كذب ، فقام أبوها عتبة بن ربيعة بمحاكمة الفاكه إلى عدد من كهنة اليمن ، وتمت تبرئتها مما اتهمها به زوجها ، وبشّروها بأنها سوف تلد صبيًا وسوف يطلق عليه معاوية .
وعندما علم الفاكه بأن زوجته سوف تنجب صبيًا ، قام يأخذ بيدها إلا أنها ابتعدت عنه وقالت له أنهما لن تجمع رأسيهما وسادة واحدة مرة أخرى قط ، وأقسمت بأن تجعل لهذا الصبي مكانته ، تزوجت عقب ذلك من سفيان بن حرب ، ثم أنجبت ابنها معاوية .
إسلام هند بنت عتبة :
دخلت هند بنت عتبة إلى الإسلام ، في يوم الفتح الذي بايع فيه الرسول الكريم صلّ الله عليه وسلم النساء ، سمعت رسول الله صلّ الله عليه وسلم يقول ؛ لا يسرقن ولا يزنين ، فتساءلت هل تسرق وتزني المرأة الحرة ، تلاها قوله ولا يتقلن أولادهن ، فقالت وقتها أن النساء يربين أولادهن صغارًا ويقتلوا وهم كبار ، وقيل أنها عندما دخلت إلى الإسلام ، قامت تضرب صنمًا في بيتها بمعول حتى حطمته إلى أشلاء صغيرة ، وقالت له كنا معك في غرور .
ثم شكت هند بن عتبة زوجها أبو سفيان إلى رسل الله ، وقالت أنه شحيح عليها وعلى ابنها ولا يعطيهما ما يكفي من الطعام ، فأشار عليها الرسول الكريم بأن تأخذ من مال زوجها بالمعروف ما يكفيها وودلها .
مواقف هند بنت عتبة مع النبي :
روى عروة بن الزبير أن رسول الله صل الله عليه وسلم ، قد أمر بقتل هند بنت عتبة ، فقد كانت تؤذي رسول الله في مكة ، ولكنها أتت إليه متخفية بين النساء وأعلنت إسلامها بعد أن حطمت كافة الأصنام في بيتها ، قائلة أنها كانت في غرور ، وأهدته جديين واعتذرت منه لأن أغنامها قليلة التكاثر ، فدعا لها رسول الله فكثرت الغنم ، فكانت هند بن عتبة رضي الله عنها تهب من مكنها وتقول هذا من بركة رسول الله ، والحمد لله الذي هدانا للإسلام .
موقف هند بنت عتبة مع أبي سفيان يوم فتح مكة :
كان أبو سفيان قد خرج إلى مكة صارخًا بأعلى صوته ، أن محمدًا قد أتى إلى قريش بما لا قبل لهم به ، وأن من دخل داره ، دار أبي سفيان بن فهو آمن لا محالة ، موقفه هذا من رسول الله دفع زوجته هند بنت عتبة رضي الله عنها لأن تنهض غاضبة وتأخذ بشاربه ، قائلة اقتلوا الحَمِيت الدَّسِم الأَحْمَس .
موقفها هذا دفع أبو سفيان لأن يقل بأن ما يحدث هو من أنفسهم ، وأن محمدًا قد جاءهم ليبطش بهم جميعًا ، ودعاهم مرة أخرى للاحتماء بمنزلة ، فقاموا بتوبيخه معلنين أن داره لن تغني عنهم شيئًا ، فقال لهم أن يختبؤا ببيوتهم أو بالمساجد ، فانصرفوا جميعًا إلى المساجد كما أشار عليهم أبو سفيان .
وفاة هند بنت عتبة :
حضرت هند بنت عتبة رضي الله عنها معركة اليرموك ، وتوفاها الله يوم أن مات أبو قحافة في العام الرابع عشر من الهجرة .
- الحميت: وعاء السمن .
- الأحمس: الكثير اللحم .