عرض القمر الصناعي صورًا لأعماق البحار والمحيطات مُغطاة بغيوم رفيعة ؛ والتي تعرقل كمية كبيرة من ضوء الشمس ؛ حيث تعكس تلك الغيوم الكثير من أشعة الشمس ، وتمنع بعضًا من ضوئها من الوصول إلى الكرة الأرضية ؛ كما تعكس المياه في البحار والمحيطات جزءًا من هذا الضوء الثابت الذي يأتي عبر الأرض ؛ ثم تمتص الباقي .

يبدأ مستوى الظلام داخل أعماق البحر على عُمق 200 متر ، ويحدث الظلام التام على عُمق 1000 متر ؛ وذلك يوضح أن أعماق البحار تتميز بالظلام التام ؛ وهو ما ورد في القرآن الكريم بسورة النور في قوله تعالى ﴿ أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ ﴾ .

وصفت الآية الكريمة أعماق البحار واصفًا دقيقًا لم يتم التوصل له إلا في العلم الحديث ؛ حيث تم استخدام التكنولوجيا الحديثة للتصوير الإلكتروني في نهاية القرن التاسع عشر ؛ فاكتشف علماء البحرية أمواج نشطة في أعماق المحيط والتي تكونت بين كتلتين من الماء مختلفتين في الكثافة ، ودرجة الحرارة ، والتيارات .

تتشابه أمواج السطح مع الأمواج الداخلية ؛ حيث أن عمق المياه يمتلك كثافة أعلى مع درجة حرارة أقل من مياه السطح ، كان هناك العديد من الخرافات في العصور السابقة فيما يتعلق بمفهوم أعماق البحار والمحيطات ؛ حيث لم يكن هناك معلومات علمية أو أجهزة متطورة للتعرف على وصف البحار من الداخل ؛ ولكنهم عرفوا أن تيارات الرياح الجارية تؤثر على حركة أمواج البحر ، ولم يكن لديهم الأدوات المناسبة لملاحظة أعماق البحار ومعرفة الأمواج الداخلية .

ورد في القرآن الكريم بأن الظلام داخل البحار يتكون من طبقات ؛ وكانت التفسيرات المبكرة تُجبر بأن تلك الطبقات هي الموجودة في السحاب ، والأمواج ، وأعماق البحار ؛ وأثبتت الدراسات الحديثة أن السحب الكثيفة التي تغطى البحر تعكس بعض أشعة الشمس ؛ كما يعكس سطح البحر بعضًا منها ؛ مما يؤدي إلى امتصاص السبع ألوان المعروفة باسم ألوان الطيف واحدًا بعد الآخر حتى لا يوجد ضوء على الإطلاق ؛ إلى الحد الذي لا يستطيع الشخص رؤية يده في أعماق البحر .

كما أشار القرآن الكريم إلى كلمة أمواج ليثبت وجود أمواج أخرى غير التي توجد على السطح ؛ وذلك ما أثبته أخصائيو علم المحيطات في دراستهم الحديثة ، وقد استخدموا قرص السيتشي “Secchi ” وهو يًعتبر أول أداة تُستخدم لقياس العمق ؛ فاستطاع فريق العمل الرؤية عن طريق الأدوات المضيئة على عمق من 600 متر إلى 2700 متر ؛ وهو ما جعل دراسة عمق البحر تبدو بصورة أسهل .

تحقق العلماء مما ورد منذ قرون في القرآن الكريم ؛ حيث اكتشفوا ظلمات البحر وأمواجه الداخلية ؛ وفي ذلك دليل واضح على الإعجاز العلمي للقرآن الكريم .

By Lars