اسمه عبدالرحمن بن عوف ، كان من السابقين الأولين الذين سارعوا إلى الإسلام وذلك بعدما عرض عليه أبو بكر الإسلام ، وقد شهد كل المشاهد والغزوات مع الرسول كما أنه هاجر إلى الحبشة في كلتا الهجرتين وأصيب في غزوة أحد بعشرين جرحًا وأصبح يعرج بقدمه .

نسبه :
هو عبدالرحمن بن عوف بن عبد عوف بن عبد بن الحارث بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان .

وُلد بعد عام الفيل وكان سنه أصغر من سن النبي محمد صّل الله عليه وسلم بحوالي 10 سنوات ، وكان اسمه قبل الإسلام عبد الكعبة ، ولكن النبي صّل الله عليه وسلم اسماه عبدالرحمن بعد إسلامه .

وقد كان عبدالرحمن رضي الله عنه محظوظًا في تجارته حتى أنه قال عن نفسه : لقد رأيتني لو رفعت حجرًا لوجدت تحته فضة وذهبًا ، وكان عمله في التجارة لا لجلب المال ولكنه كان سعيًا .

وقد كرس عبدالرحمن تجارته لله تعالى وللمسلمين ليس له وحده حتى قال عنه الرسول صّل الله عليه وسلم : يا بن عوف إنك من الأغنياء ، وإنك ستدخل الجنة حَبْوا ، فأقرض الله يُطلق لك قدميك ، ومن بعدها قام ببيع أرضًا بأربعين ألف دينار ووزع أموالها كلها على أهله وأمهات المسلمين والفقراء المسلمين ، كما أنه قام بإعطاء جيوش الإسلام حوالي 500 فرس و1500 راحلة .

وكان ثراء عبدالرحمن رضي الله عنه مصدرًا للخوف فكان في مرة من المرات جالسًا مع أصحابه ووضع الطعام أمامه فبكى ، وسألوه ما لذي يبكيك يا أبا محمد ، فقال : لقد مات رسول الله صّل الله عليه وسلم وما شبع هو وأهل بيته من خبز الشعير ، ما أرانا أخرنا لما هو خير لنا  ، ويقيل عنه أنه لو رآه غريب لا يعرفه وهو جالس مع خدمه ، ما استطاع أن يميزه من بينهم .

أما عن هروبه من السلطة ، فكان عبدالرحمن بن عوف من الستة أصحاب الشورى ، وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه قد جعل الخلافة لهم من بعده حيث قال أنه الرسول قد توفي وهو راضٍ عنهم .

وكان الجميع يشير إلى عبدالرحمن في أحقيته بالخلافة وقال وقتها : والله لأن تُؤخذ مُدْية فتوضع في حَلْقي ، ثم يُنْفَذ بها إلى الجانب الآخر ، أحب إليّ من ذلك ، وتنازل عبدالرحمن بن عوف عن حقه في الخلافة والذي قد أعطاه إياه عمر رضي الله عنه ، وأصبح الأمر بين الخمس الباقيين وعين هو حكم عليهم حيث قال علي كرم الله وجهه : لقد سمعت رسول الله صّل الله عليه سلم يصفك بأنك أمين في أهل السماء ، وأمين في أهل الأرض ، وأختار عثمان بن عفان رضي الله عنه .

وفي عام 32 من الهجرة كان عبدالرحمن يلتقط أخر أنفاسه ، وأرادت أم المؤمنين رضي الله عنها أن تختصه بشيئًا لم تقم به سوى معه هو ، وعرضت عليه أن يدفن في جوار الرسول مع أبي بكر وعمر بدلًا منها ولكنه رفض هذا الشرف واستحى أن يكون في هذه الرفعة وهذا الجوار .

وطلب أن يدفن بجوار صديقه عثمان بن مظعون حيث اتفقا سويًا أن يدفنوا إلى جوار بعض وقال وعينيه مليئة بالدمع : إني أخاف أن أحبس عن أصحابي لكثرة ما كان لي من مال وتوفى وهو في حالة سكينة ومشرق الوجهه وكأن هناك من كان يحادثه ويطمأن قلبه .

By Lars