تركت لنا السيرة النبوية المشرفة الكثير من القصص التي تبين منهجًا نبويَّا كريمًا في حلمه وحكمته صلَ الله عليه وسلم ، في دعوته ، وتعامله مع الوفود التي كانت تأتيه لتسأل عن هذا الدين الجديد ، مع اختلاف معتقداتهم وأفكارهم ، وبينت لنا اهتمامه بهم وحرصه على دعوتهم.
وكانت تلك الوفود حاملة الهدى والخير ، يعلمون أقوامهم مما تعلموا فأسلموا ، وبذلك تم انتشار الدين الإسلامي وتعالميه ، إلى كافة أنحاء الجزيرة العربية في العام التاسع الهجري.
فتح مكة وأثره في نشر تعاليم الدين الإسلامي :
بعدما نصر الله رسوله ، وفتح الرسول صلَ الله عليه وسلم ، مكة في العام الثامن للهجرة ، وفرغ من تبوك ، كان لهذه الفتوحات أكبر الأثر في تاريخ نشر الدين ، حيث انتشر سريعًا في جوانب الجزيرة العربية كلها نبأ الدين الجديد ، وما تضمنه من عقائد ، وما يفرضه على أتباعه من قيم وتعاليم .
وكان من نتائج الفتح أن أقبلت الوفود إليه من كل مكان في أرجاء الجزيرة ، لتستفسر عن الدعوة الجديدة ، وكان النبي صلَ الله عليه وسلم ، يهتم بتلك الوفود ، ويحرص على تعليمها ودعوتها ، بالحكمة والموعظة الحسنة.
وفود ضمام بن ثعلبة على النبي :
إن هذا الصحابي الجليل بعثه قومه إلى النبي محمد صلَ الله عليه وسلم ، فوفد على النبي وهو مع أصحابه في المسجد ، فأقبل يسأل عن النبي ، فأجابه النبي ، وكان يريد أن يسأل عن هذا الدين الجديد ، فقال : أسألك بربك ورب من قبلك ، آلله أرسلك إلى الناس كلهم ؟ فقال : اللهم نعم ، قال أنشدك بالله ، آلله أمرك أن تصلي الصلوات الخمس في اليوم والليلة ؟ قال : اللهم نعم .
واستمرت أسئلة الرجل الذي تدل على مبلغ علمه ، ودقة معرفته بالدين الجديد فقال : أنشدك بالله ، آلله أمرك أن نصوم هذا الشهر من السنة ؟ قال : اللهم نعم ، قال : أنشدك بالله ، آلله أمرك أن تأخذ هذه الصدقة من أغنيائنا فتقسمها في فقرائنا ؟ فقال النبي صلَ الله عليه وسلم : اللهم نعم ، ثم جعل يذكر فرائض الإسلام فريضة فريضة كلّها يناشده عند كل فريضة كما يناشده في التي قبلها حتى إذا فرغ .
فما كان من الرجل إلا أن أسلم ، قائلًا : آمنت بما جئتَ به ، وأنا رسول ومِن ورائي قومي ، وعاهد النبي على طاعة أوامره ، واجتناب نواهيه دون زيادة أو نقصان ، ثم انصرف إلى بعيره ، فقال النبي صلَ الله عليه وسلم : إن يصدق ذو العقيصتين ، يدخل الجنة .
لعن ضمام بن ثعلبة للأصنام :
خرج هذا الصحابي الجليل عائدًا إلى قومه ، حتى قدم عليهم ، فاجتمعوا إليه يسألونه عما سمع عن الدين الجديد ، فكان أول ما تكلم به أن لعن اللات والعزى ، قالوا له : اتق البرص ، والجذام اتق الجنون ، قال : ويلكم ، إنهما والله لا يضران ولا ينفعان ، إن الله قد بعث رسولًا ، وأنزل عليه كتابًا لينقذكم به مما كنتم فيه ، وإني أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدًا عبده ورسوله .
ضمام يدعو قومه إلى الإسلام :
واستمر يحاور قومه ويدحض الباطل ، مبينًا لهم ما أمر الله به نبيه والمسلمين ، وما نهاهم عنه ، ومن تعاليم هذا الدين ، قال فو الله ما أمسى من ذلك اليوم من رجل ولا امرأة إلا مسلمًا ، وفي ذلك يقول ابن عباس فما سمعنا بوافد قومٍ كان أفضل من ضمام بن ثعلبة.
ماذا نستفيد من قصة إسلام ضمام :
كان رضي الله عنه أمينًا ناصحًا حريصًا على قومه ، بقدر ثقتهم فيه ، فلم يُرد أن يظلوا على الشرك لحظة واحدة بعد ما عرف الحق ، وذاق طعم الهداية ، فعندما اطمأن لما سمعه من النبي ، وصدَّق رسولَ الله ، وآمن به ، هاجم الشرك المتمثل في اللات والعزى ، ولم يجامل في الله أحدًا بعد أن آمن به ، ولو كانوا قومه وأقرب الناس إليه .
توقعات الأبراج اليوم من اشهر علماء الفلك حصريا لموقع عرب كلوب في مقال يتجدد…
توقعات الأبراج اليوم من اشهر علماء الفلك حصريا لموقع عرب كلوب في مقال يتجدد…
توقعات الأبراج اليوم من اشهر علماء الفلك حصريا لموقع عرب كلوب في مقال يتجدد…
توقعات الأبراج اليوم من اشهر علماء الفلك حصريا لموقع عرب كلوب في مقال يتجدد…
توقعات الأبراج اليوم من اشهر علماء الفلك حصريا لموقع عرب كلوب في مقال يتجدد…
توقعات الأبراج اليوم من اشهر علماء الفلك حصريا لموقع عرب كلوب في مقال يتجدد…