الصحابيّ سلمان الفارسي ، يُعرف باسم أبو عبد الله أو سلمان الخير مولى رسول الله صلّ الله عليه وسلم ، وكان مشهورًا باسم مابه بن مورسلان بن بهبوزان بن فيروز بن سهرك قبل أن يدخل إلى الإسلام ، وكان أبوه مجوسيًا وهو من إحدى القرى التابعة لمدينة أصفهان .
وقيل أنه كان قد هرب من أبيه وذهب إلى الحجاز في صحبة بعض الرهبان ، وكانت تلك الفترة إبان ظهور النبي محمد صلّ الله عليه وسلم ، فباع الرهبان سيدنا سلمان إلى يهودي قاس من قبيلة بني قريظة ، وشاء المولى عزوجل أن يأتي به اليهودي إلى المدينة ، وعاش بها إلى أن أتى رسول الله إلى المدينة فأسلم معه سلمان وخاض معه الكثير من المواقف ، كانت أشهرها موقعة الخندق ؛ فهو من أشار على الرسول عليه الصلاة والسلام بحفر الخندق عندما جاءت الأحزاب.
وعُرف عن سلمان أنه من فضلاء الصحابة وأكثرهم زهدًا ، وعلمًا ، وعقب وفاة النبي عليه الصلاة والسلام ، تولى الخلافة من بعده سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه ، وسار على نهج الرسول الكريم فكان يأمر بالعدل ، وطاعة أولي الأمر ؛ وقال ابن عباس في إحدى الروايتين عنه ، وجابر بن عبد الله والحسن البصري ؛ أن أولوا الأمر هم العلماء ، وقال أبو هريرة وابن عباس في الرواية الأخرى ، أن أولي الأمر هم الأمراء .
والتحقيق أن الأمراء إنما يطاعون إذا أمروا بمقتضى العلم ؛ فطاعتهم تابعة لطاعة الأنبياء ، وإن الطاعة تكون في المعروف وما أوجبه العلم وأقر به ، وكما أن طاعة العلماء من طاعة الرسل ، فإن طاعة الأمراء مثلها كطاعة العلماء ، ولا تصلح الأمة سوى بهاتين الطاعتين ، وكما قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه عندما تسلّم زمام الحكم ، إن أحسنت أعينوني ، وإن أسأت فقوموني وأطيعوني ما أطعت الله ورسوله فيكم .
وبالمثل قال أمير المؤمنين الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، عندما تولى حكم البلاد ؛ من رأى منكم فيّ اعوجاجًا فليقوّمه ، حينها قال رجل لعمر اتق الله يا عمر ، فأجابه آخر أتقول هذا لأمير المؤمنين ، فقال له عُمر لا خير فيكم إن لم تقولوها ، ولا خير فينا إن لم نسمعها .
وفي إحدى القصص غير الموثقة والمنسوبة لكل من سلمان الفارسي وأمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنهما ، أنه في إحدى المرات ، ورد إلى المسلمين جملة من الغنائم ، كان من بينها أبراد من الأقمشة اليمانية ، فقام سيدنا عمر بن الخطاب بتوزيع الغنائم بالعدل على المسلمين ، ونال منها مثل أي رجل مسلم ، وبالمثل أخذ ابنه عبد الله نصيبه من تلك البرادي مثل غيره .
فصعد بعدها سيدنا عمر بن الخطاب إلى المنبر ، وقام يخطب بالمسلمين ، وبدأ خطبته بحمد الله والثناء على رسوله الكريم صلّ الله عليه وسلم ، ثم قال أيها الناس اسمعوا وأطيعوا ، فنهض سلمان رضي الله عنه وقال لا سمع لك علينا ولا طاعة ، فسأله أمير المؤمنين ولم يا سلمان ، فسأله سلمان عن المئزر الذي يرتديه من أين له بقماشه .
فقد كان سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه طويل القامة وضخم البنية ولن يكفيه قطعة قماش واحدة ، فقال له سيدنا عمر بأنه قد استكمل ثوبه بالقطعة التي نالها ابنه عبدالله من الغنائم ، ونادى ابنه عبدالله وناشده أن يقول صدقًا فأجاب عبدالله بمثل ما قال أبيه ، فقال سلمان رضي الله عنه لما سمعه ، الآن نسمع ونطيع .
وتلك القصة باطلة وفقًا للعديد من آراء علماء المسلمين ، فهي ليس لها إسناد ورواها العتبي وهو مجهول النسب ولا يُعرف عنه المسلمون شيئًا ، وكان بينه وبين عمر وسلمان رضي الله عنهما مفاوز شديدة ، تنقطع دونها أعناق الدواب .
كذلك من الواجب تنزيه كل من سيدنا سلمان وعمر رضي الله عنهما ، وأصحاب النبي محمد صلّ الله عليه وسلم عن تلك الروايات الفوضوية المخالفة للمنهج القرآني والنبوي ، في وجوب طاعة أولي الأمر إذا ما كانوا يصلّون ، فما بالنا بعمر بن الخطاب وهو أمير المؤمنين ، الذي روي عنه أنه قال الشعبي من سرّه أن يأخذ بالوثيقة في القضاء ، فليأخذ بقول عمر ، وقال مجاهد إذا اختلف الناس في شيء فانظروا ما صنع عمر فخذوا به ؛ كناية عن مكانة سيدنا عمر بن الخطاب العلمية بين الصحابة .
توقعات الأبراج اليوم من اشهر علماء الفلك حصريا لموقع عرب كلوب في مقال يتجدد…
توقعات الأبراج اليوم من اشهر علماء الفلك حصريا لموقع عرب كلوب في مقال يتجدد…
توقعات الأبراج اليوم من اشهر علماء الفلك حصريا لموقع عرب كلوب في مقال يتجدد…
توقعات الأبراج اليوم من اشهر علماء الفلك حصريا لموقع عرب كلوب في مقال يتجدد…
توقعات الأبراج اليوم من اشهر علماء الفلك حصريا لموقع عرب كلوب في مقال يتجدد…
توقعات الأبراج اليوم من اشهر علماء الفلك حصريا لموقع عرب كلوب في مقال يتجدد…