هي قصة وقعت في زمن موسى عليه السلام ، فبعد أن أهلك الله فرعون بالغرق ، ونجا موسى عليه السلام ومن معه ، خرجوا في الصحراء باتجاه فلسطين ، ولما مروا على قوم يعبدون بقرة من دون الله ؛ قالوا يا موسى اتخذ لنا إلها نعبده ، فتعجب سيدنا موسى عليه السلام من قولهم ، فقد نجاهم الله عزوجل من الغرق ومن رجال فرعون ، أيشكرون الله بعبادتهم لغيره!
موسى يذهب للقاء ربه :
قال نبي الله موسى عليه السلام لقومه اتقوا الله ، فأنتم قوم جاهلون ، وسار بهم بعد ذلك في غياهب الصحراء إلى أن جاء وعد الله ، وذهب موسى للقاء ربه ، فغاب عنهم ثلاثين يومًا ، وازدادوا عشرة ، والتقى بربه فعلمه التوراة ، ودونت على الألواح ، وفي تلك الفترة كان هارون عليه السلام مع بني إسرائيل يرشدهم ويعلمهم .
خبث السامري :
وقد كان فيهم رجلًا يدعى السامري ، لم يكن السامري قد أمن لوجه الله ، بل كان إيمانه نفاقا ورياء ، ولما غاب موسى سنحت له الفرصة ؛ ليعيد قومه إلى الضلال ، فقال لهم أين الذهب الذي أخذتموه من قوم فرعون وحاشيته أخرجوه لي .
فلما أخرجوه صهره وحوله لعجل من الذهب الخالص ، وألقى عليه بتراب من أثار فرس جبريل عليه السلام ، وكان قد حصل عليه حينما أرسل الله تعالى جبريل عليه السلام ليغرق فرعون وجنوده ؛ فقد رآه السامري ولم يره غيره ، وأخذ من أثرة حفنة تراب .
وألقى السامري بحفنة التراب على العجل الذي صنعه ، فصدر منه صوت خوار ، فتعجب الناس وقالوا ما هذا ؟ قال لهم هذا إلهكم ، هيا اعبدوه ، فتساءل بعضهم : إذا كان هذا إلهانا ، فمن الذي ذهب موسى للقائه ؟ .
عبادة العجل الذهبي :
فأخبرهم السامري أن هذا هو الإله ولكن موسى قد نسى ، وللأسف صدقوه ، وأخذوا يعبدون العجل ويطوفون حوله ، ويستغيثون به ، ولما رآهم نبي الله هارون أخذ يستنكر ما يفعلون ، ويذكر بالواحد الأحد ، الذي أنزل لهم من الآيات والعبر الكثير ، والكثير ولكن دون جدوى ، فقد كانوا قومًا جهلاء ، وتكاثروا عليه وكادوا أن يقتلوه .
وفي تلك الأثناء كان موسى كليم قد اقتربت عودته من لقاء ربه ، فأخبره الله عزوجل أن قومه أعرضوا عن ذكره ، وأن السامري هو من غرر بهم ، فاتبعوه ، وأشركوا بالله ، وهذا هو الجرم الذي لا رحمة فيه ولا هوادة .
غضب موسى عليه السلام :
عاد موسى والغضب يعصف بقلبه ، ورأى قومه يطوفون حول العجل ، ويمجدونه ويسجدون له ، فدخل على أخيه هارون ، وجذبه من لحيته ، وأخذ يعنفه ويقول له : كيف تركتهم يفعلون ذلك ، ويعبدون مع الله أحدًا أخر ، لقد تركت فيهم فأضعتهم ، فقال هارون عليه السلام أنه حاول معهم مرارًا وتكرارًا ، ولكنهم استضعفوه وكادوا أن يفتكوا به ، وخشي أن تشيع الفتنة بينهم ويقتتلوا .
فلما سمع سيدنا موسى قول أخيه تركه وذهب للسامري يسأله عن جرمه ؛ فلم ينكر السامري ، وقال لما رأيتهم يودون عبادة إلها أخر من دون الله صنعت لهم العجل ، وألقيت عليه من أثر الرسول الذي أهلك فرعون فأصدر خوارًا صدقه الناس ، وقد سولت نفسي لي هذا يا موسى ، فطرده سيدنا موسى عليه السلام ، فلا يمسنهم ، ولا يمسوه ، وقد كان هذا عقابه بالدنيا ، ولكن عقاب الآخرة أشد وأعظم .
لعنة الشرك :
أما العجل فقد صهره سيدنا موسى ، وأعاده كما كان ذهبًا ، وفتته ونثره في البحر ، وأما الذين أشركوا بربهم ، فقد قال الحق كلمته فيهم ؛ بأن يقتلوا عقابًا لهم على شركهم بالله ، فنادى فيهم سيدنا موسى أن يتوبوا إلى الله ، ويقتلوا بعضهم البعض .
وبالفعل أعملوا السيوف ، وأخذ كل منهم يقتل الأخر جزاء لهم من الله على جرمهم الكبير ، وشركهم بالله عزوجل ، فالله على قدر الجرم يعفي أو يعذب ، والشرك بالله أعظم الكبائر ، وبني إسرائيل لم تدع كبيرة إلا وفعلتها ، رحم الله نبيه موسى الذي عاني من كفرهم وجهلهم ، وصبر عليهم حتى اصطفي الله منهم المؤمنين .
أقوال وحكم عن العمل والاجتهاد عبارات تلهمك لتجاوز التحديات العمل والاجتهاد هما أساس النجاح وبناء…
أقوال وحكم عن السعادة والرضا عبارات تلهمك لتعيش حياة أكثر بهجة السعادة والرضا هما الحلم…
أقوال وحكم عن الحب والعلاقات: عبارات تلهمك لفهم أعمق للحياة الحب هو القوة الأعظم التي…
أقوال وحكم عن التفاؤل والطاقة الإيجابية تلهمك لتغيير حياتك هما المفتاحان لتغيير حياتك وتحقيق أحلامك.…
أقوال عن النجاح وحكم تلهمك لتحويل أحلامك إلى حقيقة النجاح والصبر هما وجهان لعملة واحدة؛…
أسباب التهاب المثانة وطرق العلاج والوقاية التهاب المثانة هو حالة شائعة تصيب الجهاز البولي، خاصة…