من الناس من يتعبد لله عزوجل ، وينسى عمله وأهله في غمرة عبادته ، ويظن أن العبادة ما هي إلا صلاة ودعاء ، وجريج رجل زهد الدنيا ، فزهدته ، وتعبد لله وحده ، ولم يبغي سواه ، فقربه الله منه ، وجعل في قلبه الصلاح والتقوى ؛ حتى ضربت به الأمثال والأساطير في قومه ، وهو رجل من الزمن الماضي اشتغل بعبادة الله عزوجل ، وبنى بالقرب من بيته صومعة للتعبد والصلاة ، وكان كل يوم يتعبد فيها من الصباح للمساء .
لم يكن جريج متزوجًا ، وليس له في الدنيا سوى أمه ، وكان وحيدها ، وفي يوم من الأيام أرادت منه أمه حاجة يلبيها لها ، فكان يصلي حينها ؛ فحار في أمره ، هل يرد على نداء أمه ؟ أم يكمل صلاته ؟ ، ولكنه اختار صلاته ، وظن أن هذا أعلى مراتب العبادة .
وفي اليوم التالي عادت أمه تناديه : يا جريج ، يا جريج ، فلم يجب ، كان يصلي أيضا ، وفضل صلاته على أمه ، رغم أنه كان من الممكن أن يقطعها إن كانت نافلة ، أو يخففها إن كانت فرض ، ولكن العابد الزاهد لم يفعل ، فغضبت أمه وانفطر قلبها .
فعادت أمه إليه في اليوم الثالث وهي تنادي : يا جريج ، يا جريج ، ولكنه لم يلبي نداءها ، لم يلتفت ، ظل على حاله يصلي ، فغضبت الأم أشد الغضب ، ودعت عليه وقالت : اللهم لا تمته قبل أن ينظر في وجوه المومسات ، وكانت هذه من أشد الدعوات حينها .
ظل جريج يتعبد في صومعته ، ويزداد في عبادته ، ويزهد الدنيا ، ولا يرغب في شيء من رغدها ، والكل يحكي عن صلاحه ، ويتغنى بتقواه ، إلى أن جاءت امرأة غانية زين لها الشيطان أمراً ، فقالت لهم ماذا تفعلون لي إن فتنت جريج ؟ .
تعجب الناس جريج يفتن ! وقالوا لها : لا والله لن يكون هذا أبدًا ، جريج الصالح ، العابد يفتن ، لن تستطيعين ، ولكن المرأة بمكرها وجمالها ذهبت إلى صومعته تعرض عليه نفسها ، فردها العابد الصالح ، فذهبت إليه مرة ثانية وثالثة ، وجريج على عهده مع الله ، أعرض عنها ، وطردها ، فظلت تحوم حول صومعته ، وهناك رأت راعي كان يمر كلما أتت جريج ، فتكلمت معه ، وراودته عن نفسه ، فوقع بها .
بعد عدة أشهر حملت المرأة ، ووضعت غلامًا ، فسألها الناس عن أبيه : فقالت إنه جريج الذي تتغنون به وبصلاحه ، هو من فعل بي هذا ؛ فجن الناس ، جريج يفعل هذا ! أكان يضحك علينا ، ويدعي التقوى والورع ، وأخذوا فؤوسهم غاضبين ، وذهبوا لجريج يرغبون في هدم الصومعة عليه ، فخرج جريج ، وهو لا يعرف شيئًا ، وقال لهم : ما بالكم أيها الناس ؟ لماذا تفعلون هذا ؟ .
فتجمعوا حوله ، وأخذوا يضربونه ، ويقولون له لقد وقعت بتلك المرأة ، وهي أخبرتنا بجرمك ، وكنا نظنك متعبدًا لله عزوجل ، زاهدًا في الدنيا وما فيها ، لقد خدعتنا وزنيت بها ، والله لنعدمنك جزاءً لما فعلت ، وجريج يدافع عن نفسه ، ويقسم لكن دون جدوى .
قيده الناس ومروا به في الشوارع ، حتى أتوا أمام بيت تقطنه المومسات ، وكانوا قد تجمهروا في الشرفات لرؤية الخطب العظيم قتل جريج ، فلما مر جريج من أمام المنزل ، رفع وجهه ونظر في وجوهم ، وكانت هذه هي دعوة أمه ، فضحك جريج .
وقف العامة حول جريج قبل إعدامه وسألوه ماذا تطلب ، قال اتركوني أصلي ركعتين لله ، فصلى ودعا الله في صلاته ، والله لا يضيع من دعاه ؛ فقد كان جريج صالحًا طيلة حياته ، فقبل الله دعواه .
انتهى جريج من صلاته ، وقال لهم أحضروا الغلام الذي تقولون أنه ابني ، فأحضروه ، فطعنه جريج بإصبعه في صدره أي نغزه بإصبعه وقال له يا غلام من أبوك ؟ ، فحدثت المعجزة ونطق الغلام ، أنطقه الله عزوجل بالحق وأنقذ جريج .
وكان الراعي مختبئا وسط الناس ؛ ليشهد ما يحدث لجريج ، فأشار الطفل إليه بإصبعه وقال هذا أبي ، ولما أراد أن يهرب ، أمسكه الناس وحل مكان العابد التقي ، وعلموا أن المرأة كانت تكذب ، فمن زنى بها لم يكن العابد الصالح أبدًا ، إنما ذلك الراعي .
ولما سئل الناس جريج عن سر ضحكه أمام بيت المومسات قال : كانت هذه دعوة أمي الغاضبة ، وأدرك جريج أن رضا الأم وطاعتها عبادة من أهم العبادات ، فأعطى الله حقه ، وأعطى أمه حقها ، وقد صدق رسولنا الكريم عليه أفضل الصلوات حين قال : أن الجنة ترقد تحت أقدام الأمهات .
أقوال وحكم عن العمل والاجتهاد عبارات تلهمك لتجاوز التحديات العمل والاجتهاد هما أساس النجاح وبناء…
أقوال وحكم عن السعادة والرضا عبارات تلهمك لتعيش حياة أكثر بهجة السعادة والرضا هما الحلم…
أقوال وحكم عن الحب والعلاقات: عبارات تلهمك لفهم أعمق للحياة الحب هو القوة الأعظم التي…
أقوال وحكم عن التفاؤل والطاقة الإيجابية تلهمك لتغيير حياتك هما المفتاحان لتغيير حياتك وتحقيق أحلامك.…
أقوال عن النجاح وحكم تلهمك لتحويل أحلامك إلى حقيقة النجاح والصبر هما وجهان لعملة واحدة؛…
أسباب التهاب المثانة وطرق العلاج والوقاية التهاب المثانة هو حالة شائعة تصيب الجهاز البولي، خاصة…