جاءت بعض الراويات عن رجلًا عابد يدعى برصيصا ، من رجال بني إسرائيل في الزمن القديم ، تقول عنه الراويات أنه عبد الله سبحانه وتعالى ، عبادة لا يعبدها أحد مثله في زمنه ، واستمرت سبعين عامًا ، من الصيام والقيام والصلاة ولا يفارق صومعته أبدًا .
تجمعت الشياطين عليه فلم تستطيع إغوائه ، وجاءت في بعض الآثار أن إبليس بنفسه كان يحاول إغرائه فلم يستطع ، وكان يلوم أتباعه وجنوده ، أنهم كيف لا يستطيعون إغواء رجل واحد ، فالكل يتحدث عن برصيصا العابد ، الرجل الصالح التقي .
بداية قصة برصيصا :
حتى جاء يوم من الأيام ، وكان في القرية ثلاث أخوة ، أراد الأخوة الجهاد في سبيل الله ، وفي بعض الروايات قالوا أن الثلاث كان أبوهم الملك وتوفاه الله ، فأصبح عمهم الملك ، ولكنهم خافوا على أختهم من الذي يرعاها ، وتشاورا وقالوا لا أحد أمن عليها من برصيصا العابد ، لأنه أكثر الناس خلقًا وأحسنهم دينًا ، واتفقوا على ترك أختهم عنده أمانه ، واتفقوا على بناء غرفة بجانب صومعة الرجل لأختهم ، لكي تجلس فيها ولا تخرج .
في البداية رفض ، فقالوا له نحن نريد عبادة الله تعالى ، والطعام موجود كل ما عليك ، أن تأخذه لها كل يوم وتترك الباب عليها فقط ، حتى تدري الناس فقط أن هذا الرجل يحمي هذه الفتاة ، وألحوا عليه وفي النهاية قبل ، ورضي أن يفعل هذا الأمر من باب الدين والخير ، وودعوا أختهم وخرجوا في سبيل الله .
ومرت الأيام ، وكل يوم يذهب يترك الباب ، عليها ولا يتكلم بكلمة فيضع الطعام ثم يمشي ، وكان ذلك بداية خيط الشيطان ، أتي إليه من باب الخير والطاعة ، وبعد أيام طويلة جاءه الشيطان وقال له ، هل تعلم عن الفتاة ، أهي حية أم ميتة أهى مريضة أم لا ، ربما تحتاج شيئًا ولا تستطيع أن تكلم أحدًا ، وقال له ألست الأمين عليها ، فقال له نعم ، فقال على الأقل سلم عليها لترد السلام وتتأكد أنها بصحتها وعافيتها ، من وراء حجاب فلم يقبل في البداية ، ولكنه مع الأيام قبل أن يسلم على الفتاة فقط .
بداية خطوات الشيطان في إغواء الرجل العابد :
فكان يضع الطعام ويترك الباب ، ويسلم على الفتاة ، وترد السلام ، ثم يرجع إلى صومعته ، وكان أولى خطوات الشيطان في إغواء الرجل العابد ، ثم جاءه الشيطان بعد زمن ، بعد أن تعود على هذا ، الخطوة الأولى كانت الطعام ، والخطوة الثانية كانت السلام .
وفي الخطوة الثالثة ، قال له الشيطان ، ربما الفتاة تستحي وربما لها حاجة ، وإخوانها قد تأخروا عليها ، وهي حبيسة داخل البيت ، لابد أن هناك أمر تحتاجه تلك الفتاة ، فأسألها ألكي حاجة ، فإن كان لها حاجة وإلا رجعت ، وبدأ برصيصا بالخطوة الرابعة ، يضع الطعام ويترك الباب ، ويسلم عليها ويسألها ، فإن كان لها حاجة قالت وجاءها بهذه الحاجة وإن لم يكن لها حاجة قالت ليس لي حاجة .
وبدأت الخطوات تسترسل ، فالكلام يدعو للنظر ، ونسى نفسه ، وبدأ يتحدث مع الفتاة ويسألها عن شئونها ، ويحدثها من وراء حجاب ، ثم يأتيه الشيطان ويقول له ربما استوحشت فكلمها ، فهذا الأمر لم يحدث في يوم أو يومين ، بل أيام وأيام طويلة ، ثم جاءه الشيطان بعد زمن ، يقول تعلم أن الناس حين يمرون عليك وأنت تكلمها من وراء حجاب ، يقولون أهذا هو العابد الزاهد ، فبدأ يستشير الشيطان ، فقال له ما رأيك لو دخلت عندها وكلمتها حتى لا يراك أحد سترا على نفسك .
فبدأ يضعف واستجاب ، فلما طرق الباب وفتحت دخل عندها وأخذ يكلمها ولكنه لم يفعل شيئًا ، يكلمها ثم يخرج كل يوم هكذا ، في البداية بدأ يلمس ، ثم تدرج بيه الأمر والعين تزني وزناها النظر ، واليد تزني وزناها اللمس ، ثم بدأ يقبل والفم يزني وزناه القُبل ومرت الأيام حتى وقع الرجل العابد فيما كان يحظر ، بالفاحشة نفسها .
ظل العابد يبكي ورجع إلى صومعته يستغفر ربه ، ولم يقترب منها بعد هذا ، مرت الأيام فقط يوصل الطعام ويرجع ، فقال له أنا حامل ، ومرت الأيام وإخوانها لم يرجعوا ، وقالت قد ولدت ، أنجبت ولدًا ، فقالت له ماذا أصنع فخاف الرجل ، فقال له الشيطان خذ الطفل من أمه واقتله وادفنه وكأن الأمر لا شيء .
فأخذ الطفل منها ، وذهب عند الصحراء فذبح الطفل ، فكان بعد الزنا القتل ، ثم جاءه الشيطان وقال له أتظن أن الفتاة سوف تسكت عنك ، لأن رجع إخوانها سوف تفضح أمرك ، فقال له ماذا أصنع فقال الشيطان له أقتلها كما قتلت أبنها ، وقل لإخوانها مرضت وماتت ، فدخل على المرأة فقتلها ودفنها في المكان الذي دفن الابن فيه ، وبعد فترة رجع الثلاثة وبحثوا عن أختهم فلم يجدوها ، فذهبوا إليه وقالوا ماذا حدث فقال عظم الله أجركم مرضت وعالجتها ولكنها ماتت .
فجاء الشيطان لواحد واحد من الثلاث واخبرهم القصة الحقيقية ، وفي الصباح تحدثوا عن ما رؤوا في منامهم فلما اخبروا بعضهم ، قالوا رأينا مثل ما رأيت ، فذهبوا إلى الصخرة ونبشوا الأرض ، فإذا بأختهم مقتولة والطفل بجنبها ، فأسرعوا إلى العابد وجروه من الصومعة ، وهدموا الصومعة ، فسمع الناس الخبر وافتضح أمر العابد ، فإذا به يصلب ويضرب والناس تهينه .
ولم ينتهي الأمر عند الشيطان ، فسوف يطبق عليه حكم الإعدام ، فجاءه الشيطان في اللحظات الأخيرة ، وقال له الشيطان أن الذي فعلت معك كل هذا ، وقال أنا الآن أستطيع ان انجيك مما أنت فيه ، وقال سوف أنجيك فتوسل إلى الشيطان أن ينقذه مما هو فيه ، فبدا بدلًا من أن يدعو ربه ، يدعو الشيطان ، فقال له أطلب منك طلبًا واحدًا وتنجو ، فقال له اسجد لي ، هي سجدة وتنجو مما انت فيه ، وبعدها يستقيم حالك .
فقال لا ، وبدأ الناس في تخويفه وسوف يعدم ، وأشتد الخوف والهلع ، فلما أغراه سجد للشيطان ، فلما سجد قتله الناس وتركه الشيطان على شركه ، قال ابن جرير وابن كثير أن قول الله تعالى : {كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلإِنسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ} سورة الحشر الآية 16 ، نزلت تلك الآية في شأن هذا العابد على أمة محمد صلّ الله عليه وسلم لتحذرنا من خطوات الشيطان ، وكيف له أن يحول العابد إلى مشرك .
تفسير حلم انكسار السيف في غمده في المنام التفسير العام لرؤية انكسار السيف في غمده…
تفسير حلم سحب السيف في المنام التفسير العام لرؤية سحب السيف في المنام سحب السيف…
تفسير حلم رؤية الأعوان في المنام التفسير العام لرؤية الأعوان في المنام رؤية الأعوان في…
تفسير حلم الإمام يعطيك شيئًا في المنام التفسير العام لرؤية الإمام يعطيك شيئًا في المنام…
تفسير حلم الإمام أو السلطان يدخل داره أو محله في المنام التفسير العام لرؤية الإمام…
تفسير حلم الإمام أو السلطان يتبع سنن الرسول في المنام التفسير العام لرؤية الإمام أو…