قسوة البشر لا يضاهيها شيء ، فإذا نظرنا إلى أغلب ما حدث من جرائم بحق ، البشر والحيوانات وحتى الجماد! سوف نجد خلفها بشرًا ، إنسانًا فقد القدرة على الرحمة أو الإحساس والعاطفة تمامًا ، ليرتكب أفظع الجرائم ، ولعل الفتاة ياء ألف هي واحدة ، ممن ذاقوا قسوة البشر ، فأزهقت روحها وتحولت إلى كيان مظلم ، وروح معذبة إلى الأبد .
كما نسمع في الكثير من القصص ، كانت الفتاة (ياء ألف) ، تعيش برفقة أبيها وزوجته ، تلك الزوجة التي لم تكن ترغب في الفتاة بالمنزل ، وكانت تتعامل معها بوصفها خادمة ، أتى بها زوجها لتخدمها ، وكأنها ليست ابنته ، وبالطبع كانت الفتاة المسكينة ، تتعرض للضرب المبرح ، كل يوم من والدها بسبب شكوى زوجته منها ، ومن تقاعسها عن العمل ، وقلة تهذيبها معها .
ضاقت الحياة بالفتاة المسكينة ، فذهبت إلى الحمام ، وأشعلت النيران في جسدها الضعيف ، وأبدًا كلما حاولوا إطفاء النيران ، وإحاطة جسد المسكينة بالبطاطين ، إلا أنها لم تكن تستجب وماتت الفتاة داخل الحمام ، محترقة بدموعها وآلامها النفسية والجسدية .
عقب مرور فترة من الوقت ، بدأ كل من يصعد على سطح المنزل ، بسماع صوت الفتاة صارخة وهي تحترق ، لأنهم ألقوا بالبطاطين التي حاولوا بها إطفاء النيران ، عن جسد الفتاة ، فوق سطح المنزل ، حتى زوجة أبيها أخذت كافة متعلقاتها ، وملابسها وألقتها في الطريق ، بطريقة جاحدة وقاسية للغاية ، وليس بها أي احترام لحرمة الموتى .
تقول الراوية أنها أخذت ملابس (ياء ألف) ، حتى تنظفها وتعطيها لمن يحتاج ، وفي تلك الليلة سمعت الفتاة ، صوتًا يأتي من أسفل نافذة غرفتها ، أصوات كثيرة وكأن هناك أناسًا يتشاجرون أسفل النافذة ، وفجأة شعرت الراوية بأن هناك ظلالاً تتحرك داخل الغرفة .
بدأت الفتاة تصرخ حتى أتت والدتها ، فطلبت منها أن تبيت في غرفتها لأنها خائفة ، وفعلت أمها ونامت إلى جوارها ، فجأة وبعد منتصف الليل ، سمع كل من بالمنزل أصوات صراخ شديدة ، قادمة من الغرفة التي وضعوا بها ملابس الفتاة (ياء ألف) ، فانطلق والدها وأخذ الملابس ، وألقاها خارج الشقة بسرعة ، ثم عاد إلى أسرته .
ولكن بمجرد أن عاد الأب ، إلى داخل الشقة كان الجميع يسمعون أصوات طرق على الباب ، وكان الأب في كل مرة يفتح الباب لا يجد أحدًا !
بالطبع ظل من بالبيت مستيقظين ، في تلك الليلة الغريبة ، حتى أن الفتاة أخذت تفكر ، إذا ما أعطت تلك الملابس لأحد الأشخاص ، هل سيمر بكل ما مروا به جميعًا ، أم سيمر الأمر بسلام ؟
عقب مرور يومين بالضبط ، سقطت زوجة الأب من فوق سطح المنزل ، لتلقى حتفها بشكل مريب ، وعقب سنوات طويلة ، علمت الفتاة الراوية أن والدها ، كان قد أخذ الملابس وصعد إلى سطح المنزل ، ووضع ملابس الفتاة (ياء ألف) ، قائلاً أن من آذوا تلك المسكينة ، لابد أن يدفعوا ثمن ما فعلوا .
وإلا سوف نعاني جميعًا من وحشة الانتقام ، وبالفعل عقب عدة أعوام مات الأب محترقًا داخل شقته ، وهو داخل الحمام ، بعدما أغلق عليه الباب من الخارج ولم يكن معه أحدًا بالمنزل ، مات كما ماتت ابنته ، التي طالما تحيز ضدها ، وضربها كرامة لزوجته ، وهاهم جميعًا دفعوا ثمن تعذيبها .