العديد ممن قضوا فترات بالخدمة العسكرية ، إما أن تطول أو تقصر ، رووا بعض الأهوال التي مروا بها ، خلال تلك الفترة ، خاصة وأنا قضاء هذه الفترة ، يمكن في المكوث بأماكن صحراوية شبه مهجورة ، أو هي مهجورة بالفعل ، ولا يطأها بشر ، وما رواه معاذ بشأن صائدة الجنود ، قد يكون شبيهًا بقصص الرعب الخيالية .
معاذ شاب عشريني ، أنهى حياته الجامعية ، ليتقدم بأوراقه الرسمية ، ويذهب لخدمة الوطن ، وقضاء خدمته العسكرية بكل فخر ، مثل زملائه ممن هم في مثل عمره ، ذهب معاذ إلى مجموعته التي تقرر لها ، أن تخدم في منطقة صحراوية مهجورة ، ولا يوجد بها سوى برج واحد وبعض الأماكن النائية ، التي يقيمون فيها كمجموعة من العساكر ، والقائد الخاص بمجموعتهم .
في اليوم الأول ، التقي معاذ بيوسف ، زميله بنفس المجموعة ، والذي بدا عليه الرعب الواضح طيلة الوقت ، خاصة مع شروده وحالته النفسية السيئة ، التي تبدو عليه عندما يحل ظلام الليل .
في البداية ظن معاذ أن يوسف قد مر ، بأمر ما قد تعرض له وترك به مثل هذا الأثر ، ولكن الحقيقة كانت أكثر فزعًا مما يتصور ، وظل معاذ على حاله يراقب يوسف من بعيد ، حتى بدأ الأخير يهدأ بالاً ، وتنشأ صداقة طفيفة بينهما .
وذات ليلة لاحظ معاذ ، ارتجاف يوسف الواضح ، فبادر بسؤاله عما يشغله ، في البداية نظر له يوسف ، أنه لا يرغب بالحديث ، وتركه وسار بعيدًا ، وعقب مرور نصف الساعة ، وكأنه قد حسم أمره ، أتى يوسف وتحدث إلى معاذ قائلاً (احذر صائدة الجنود) .
روى يوسف ، كنت أجلس في البرج القريب ، في نوبتي الليلة بالأعلى ، بينما جلس على باب البرج بالأسفل ، زميلي عبدالله ، فجأة لمحت وأنا أقف فوق البرج ، امرأة غاية في الجمال ، تسير وهي تحمل بين يديها مشعلاً مضيئًا ، ولكنني وجدت عيناها تلمعان بنيران مستعرة ، ولهب ملحوظ فخشيت منها ، وبالنظر لأسفل لأسأل عبدالله .
هل يرى ما رأيته ، فجأة وجدته فاغرًا فاه وكأنه منوم مغناطيسيًا ، وبدأ في السير تجاه الجبل ، بدأت أشعر بعدم ارتياح شديد ، وأخذت أناديه ولكنه لم يسمعني قط ، على الرغم من قرب المسافة بيننا ، وشاهدته يصعد الجبل نحوها وكأنه نائمًا ، لا يدري شيئًا ، وفجأة فتحت فاها لتبرز نابين ضخمين ، غرستهما في رقبته وامتصت دماؤه ، ثم قطعت أوصاله بمخالبها في مشهد مرعب للغاية ، كان عبد الله يصرخ فزعًا ورعبًا ، وبدأ ينتفض حتى فاضت روحه لبارئها .
استكمل يوسف قصته ، وأخبر معاذ أن القائد لم يفعل شيئًا ، وتم دفن جثمان عبد الله ، دون أن يخبروا زملائهم بما حدث ، حتى لا يفزعون ، ثم صمت فشعر معاذ بالارتكاب ، وظن أن يوسف قد يكون راغب في إفزاعه مثلما يحدث عادة ، مع العساكر الجدد ولكنه شعر بصدقه ، فأخبره أن الأمر قد يكون مجرد ذئبًا ، فهز يوسف رأسه بأسف ، وقال كنت أظنك مختلفًا .
مرت بضعة أيام ، لم نتحدث بها أنا يوسف مرة أخرى ، ولكن في أحد الأيام جمعنا القائد ، وأخبرنا بوفاة أحد الزملاء فوق الجبل ، بعد أن هاجمه أحد الذئاب ، وطلب منا أن ندفن الجثة ، ذهبنا جميعًا لوداع زميلنا ، إلا أن مظهر الجثة كان بشعًا ، تم تمزيق الجثة إلى أشلاء ، وكانت عيناه جاحظتان رعبًا ، ما أن شاهده يوسف حتى صاح صائدة الجنود ، وسقط مغشيًا عليه ، بينما تفحصت أنا الجثة ، أي ذئب هذا الذي يترك فريسته ، دون أن يأكل منها شيئًا !
حدثت بلبلة بين الجنود ، وبدأ القائد يفقد أعصابه ، خاصة بعد أن أقر عددًا منهم برؤية تلك الجنية أو الروح الغاضبة ، فلم يجرؤ أحدهم على مخاطبتها قط ، في النهاية قرر القائد أنها موجودة بالفعل ، وبدأ يروي قصتها .
قال القائد أنه أثناء خدمته ، عسكري صغير في منطقة قريبة من هذه ، كانت هناك قبيلة تسكن بالقرب من الثكنة العسكرية ، ولإحدى العائلات ابنة شابة ، كانت رائعة الجمال ، فاتنة حقًا ولا مثيل لها بين النساء ، وفي أحد الأيام شاهدها جنديين ، من الكتبية وخلبت لبيهما ، فقررا أن يختطفاها ويقضيا برفقتها الليل ، وهي لن تجرؤ على التفوه بما حدث ، وقد تكون وسيلة يسيرة لتهديدها ، وسوف تأتي إليهما ، كلما هددوها بالفضيحة بين أهلها وعشيرتها .
نفذ الجنديان خطتهما ، ونجحا فيها بالفعل وكانت الفتاة في حال يرثى لها ، ولكن حدث ما لم يتوقعاه ، فقد ماتت الفتاة في المكان الذي اعتدوا عليها به ، وكان قريبًا من مقر الثكنة ، وبالقليل من اقتفاء الأثر علم الرجال أن هؤلاء الجنود هم من ففعلوا هذا بابنتهم ، فأتوا ببضعة رجال ، وذهبوا إلى مقر الكتيبة .
وكان أحد الجنديين المتهمين بارتكاب الجريمة البشعة ، قد حصل على إجازة وذهب لزيارة أهله ، في النهاية أغار الرجال من أفراد القبيلة على الثكنة ، وأفرغوا طلقاتهم في صدور الجنود ، ومات أحد المجرمين الذين ارتكبوا الحادث .
عاد الجندي بعد الإجازة ، ليكتشف مقتل كتيبته كاملة ، وبالتحقيقات اضطر الجندي للاعتراف بالواقعة ، بعدها بدأت المنطقة تشهد ظهور الفتاة ، ولكن بشكل مريب وبشع ، فكانت تظهر في منتصف وتسحر الجنود ، وتصطادهم الواحد تلو الآخر ، مثل النداهة ومن يذهب إليها ، نجد جثته مقطعة الأوصال ، وعلى وجهه أعطى آيات الرعب .
انتهى القائد من روايته ، ولم أنم في تلك الليلة ، سوى بعد أن اعتذرت من يوسف ، وظللت إلى جواره بالمشفى ، حتى شفى تمامًا ، وبدأنا نفكر في كيفية الانتقال إلى كتيبة أخرى .
فنجان برج الحوت اليوم مع قارئة الفنجان المتميزة لدينا. من خلال تحليل الرموز والإشارات في…
فنجان برج الدلو اليوم الاثنين 28/10/2024 اكتوبر تشرين الاول برج الدلو ماذا يقول فنجانك؟هناك مناسبة…
فنجان برج الجدي اليوم الاثنين 28/10/2024 اكتوبر تشرين الاول برج الجدي ماذا يقول فنجانك؟أنت على…
فنجان برج القوس اليوم مع قارئة الفنجان المتميزة لدينا. من خلال قراءة دقيقة للرموز والإشارات…
فنجان برج العقرب اليوم مع قارئة الفنجان المبدعة لدينا. من خلال تحليل الرموز والإشارات في…
فنجان برج الميزان اليوم مع قارئة الفنجان المميزة لدينا. من خلال تحليل دقيق للرموز والإشارات…