كانت عمة إيما محتجزة بالمشفى ، لإجراء جراحة خطيرة بالقلب ، لذا قامت إيما بإحضار صديقتيها للمكوث بالمنزل ، والعناية به وحراسته ريثما تعود العمة ، من المشفى في أقرب وقت .
كان المنزل مبنيًا على الطراز الفيكتوري القديم ، وبالفعل كان عتيقًا وعاش به الكثير من أفراد العائلة قديمًا ، ولكن ما لم تلحظه الفتيات في تلك الليلة المشؤمة ، هو ذلك الكيان المظلم الذي يتحرك داخل المنزل ، وينتظر اللحظة المناسبة للظهور من بالمنزل .
انشغلت الفتيات في الثرثرة والأحاديث الطويلة ، بشأن حياتهن الخاصة ، حتى قالت إحداهن مقترحة ، أنها قد سمعت البعض يتحدثون ، بشأن لعبة الهالوين وأنها ممتعة للغاية ، فسألتها إيما عن الطريقة ، أخبرتها الفتاة وتدعي إليزابيث ، أنه يجب عليهن إحضار مجموعة من الشموع .
وأن تقف الفتاة كل واحدة منهن أمام المرآة ، تضع الشمعة على اليسار ، وتمشط شعرها بيديها ، وعلى اليمين تمسك بيدها تفاحة ، وتقضم منها قطعة صغيرة ، فيظهر وجه زوجها المستقبلي ، وأخبرتهن إليزابيث أن والدتها لعبت تلك اللعبة ، وظهر لها وجه أبيها .
تحمست الفتيات وقمن لإحضار الأدوات المطلوبة ، وانطلقت ميليسا وأتت بالشموع ، كانت في هذا الوقت إليزابيث قد حركت المرآة الكبيرة ، في حين أتت إيما بفرشاة الشعر الخاصة بعمتها ، وجلسن ينتظرن قدوم منتصف الليل ، حتى تفلح لعبتهن .
بدأت الفتيات في تحضير الجلسة ، ووضع الشموع بطريقة يسيرة ، ثم قامت ميليسا بالوقوف أمام المرآة ، وقالت ساخرة يا ترى من سيكون زوج إيما ، إلا أن إليزابيث حذرتها قائلة ، بأنها لا يجب أن تسخر من شيء ، قد يكون جزء من طقوس السحر الأسود .
مع دقات الساعة التي أعلنت ، قدوم منتصف الليل استعدت الفتيات بحماس كبير ، ووقفت إيما أمام المرآة ، بكل جدية تمشط شعرها ، بينما راقبتها ميليسا وإليزابيث بشغف شديد ، لاحظت الفتيات خروج وميض بسيط ، من شعر إيما عندما لمسته فرشاة الشعر ، ولكنهن تجاهلن ذلك ، وبدأت الفتاة في النظر على جانبها الأيسر ، مر بعض الوقت ولم تلحظ إيما شيئًا ، ولكن فجأة لمحت بالمرآة رجل شاحب الوجه ، وله شعر أحمر اللون ويزمجر بغضب شديد ، هنا التفت الفتاة خلفها ولكنها لم تجده ، كان فقط بالمرآه .
انطلقت إيما محاولة الركض ، ولكنها سقطت فاقدة الوعي ، خاصة وأن التيار الكهربائي قد انقطع فجأة ، وهبت نسمة هواء من النافذة أطفأت الشموع أيضًا ، لم تكن ميليسا وإليزابيث قد شاهدتا المرآة ، وبالتالي لم تعرفا ما حدث ، تحركت ميليسا لتغلق النافذة ، ولكنها داست بقدميها على بضع قطع من الفحم الملتهب ، فصرخت من الألم ، وهي تتعجب كيف تناثرت تلك القطع ، خارج المدفأة وهن لم تقمن بفتحها طيلة الليل .
كذلك كيف اشتعلت تلك القطع الفحمية ، والتهبت هكذا دون أن تشتعل من الأساس ، وفجأة بدأت بعض قطع الفحم المشتعلة تتناثر في الظلام ، داخل الغرفة وعلى الأثاث ، ورغم شدة الظلام ، إلا أنهن استطعن الوصول إلى الباب ، والانصراف فورًا كل إلى منزلها .
عقب مرور بضعة أيام ، كانت العمة قد عادت ، وهاتفتها إيما ، وأخبرتها بقصة القطع الخشبية المشتعلة ، واعتذرت منها على الفوضى التي حدثت بالمنزل ، ولكنها لم تخبرها بقصة المرآة ، وذو الشعر الأحمر ، ورغم ذلك فقد ظنت العمة ، بأن المراهقات قد تناولن بعض المواد المخدرة ، لأن المنزل كان نظيفًا وعلى نفس حاله .
تناست الفتيات ما حدث ، وتعايشن مع حياتهن ، وقابلت إيما شاب ظنت أن هذا هو الرجل المثالي بالنسبة لها ، كان طويلاً وله عينان زرقاوان وشعر أصفر ، وعقب عام واحد كانا قد خُطبا لبعضهما ، وانتقلت إيما لتعيش معه بمنزله ، مع الوقت بدأت شخصية روي في التغيير ، حيث بدأ سلوكه في التدهور ، وأدمن الشاب على تناول المواد المخدرة ، ودائمًا ما كان في حالة سكر مستمرة ، ونظرًا لتلك الحالة ، قام بضرب إيما بطاولة القهوة أثناء مشاجرة بينهما .
غادرت إيما المنزل في حالة غضب ، وعادت إلى منزل أهلها ، في حين بدأ روي في التواصل معها مرة أخرى ، وأبدى ندمًا كبيرًا عما فعل ، ووعدها بأن يترك كل ما يضايقها ، وسوف يعود إلى سلوكه الحسن مرة أخرى ، وافقت إيما بعد إلحاح شديد منه ، وعادت إلى المنزل .
أثناء جلوسها برفقة روي ، لاحظت إيما أن جذور شعره حمراء اللون ، فاندهشت لذلك وسألته ، وبعد إلحاح عليه أخبرها أنه كان يصبغ شعره ، لأنه يكره لونه الأحمر ، فتأملته قليلاً وأخبرته أن يتركه ، لأن لونه ليس سيئًا لهذا الحد .
وفي أحد الأيام ، لم يكن روي قد توقف عن طباعه السيئة ، فاحتدم الجدل بينهما ، وشاهدت مشهدًا عاد إليها فورًا من ذاكرتها ، فإذا بها تقف أمام روي ، وهو شاحب اللون ، بشعره الأحمر وينظر إليها بغضب شديد ، وامتدت يده نحو السكين ، راغبًا في قتلها ، إلا انها استطاعت الفرار ، وأدركت أن اللعبة التي لعبتها منذ أعوام ، كانت حقيقية وتحذير من أرواح طيبة ، أرادت لها الحياة .