وقعت أحداث هذه القصة في عام 1800م ، وتحديدًا في ولاية كنتاكي الأميركية ، حيث انتشر وباء أفنى الآلاف من البشر ، في تلك الحقبة المظلمة ، فتدهورت الحالة الصحية للكثير من سكان المدينة ، وكان من بين هؤلاء المساكين ، سيدة تدعى أوكتافيا سميث هاتشر ، وكانت قصتها مثيرة عن الآخرين ، خاصة وأن هذا المرض لم يقتلها مثلهم ، بل قتلها بطريقة مخيفة .
قصة وفاة اوكتافيا هاتشر :
جيمس هاتشر عرف عنه أنه واحدًا من أغنى رجال بلدة بايكفيل ، في ولاية كنتاكي ، وكان هذا الرجل قد تزوج من أوكتافيا سميث عام 1889م ، إلا أن زواجهما لم يدم طويلاً ، حيث انتهي بطريقة مأساوية للغاية ، إثر وفاة ابنهما يعقوب عام 1891م ، وهو الابن الوحيد لجيمس وأوكتافيا ، لتصاب بعدها أوكتافيا بصدمة الاكتئاب ، التي جعلت حالتها تتدهور سريعًا ، حزنًا على رضيعها ، وقد ظلت على حالها السيئ هذا ، حتى دخلت في غيبوبة كاملة ، عجز كافة الأطباء في هذا العصر عن علاجها ، أو حتى تشخيص أسبابها ، ليتم الإعلان في النهاية عن وفاة أوكتافيا لأسباب غير معلومة في 2 مايو عام 1891م .
في هذا الوقت ، لم يكن الطقس يسمح بإبقاء الجثة طويلاً ، دون دفنها فسارع الزوج ، بدفن جثة زوجته وتكريمها سريعًا ، فأقام لها الجنازة وإجراء طقوس الدفن .
عقب مرور عدة أيام ، بدأت علامات الحالة التي عانت منها أوكتافيا ، تظهر على عدد من المواطنين بنفس بلدتها ، إلا أنهم كانوا يدخلون في الغيبوبة ، ولكنهم يستفيقون منها فيما بعد ، ولم يكن قد عرف في هذا الوقت ، عن ذبابة تسي تسي ، التي تدخل المريض في حالة نوم طويلة ، ومع تزايد تلك الحالات التي تسقط بالغيبوبة المؤقتة ، لبضع أيام أو ساعات ، بدأ الشك يساور جيمس ، أنه يمكن أن يكون قد دفن زوجته أوكتافيا وهي حية .
لم يدع جيمس نفسه يسقط بالقلق لفترة طويلة ، فأحضر معه عددًا من الرجال ، وذهبوا إلى القبر الذي تم فيه دفن الزوجة ، وبدؤا في نبشه حتى وصلوا إلى التابوت وكانت المفاجأة ، لقد دفنت أوكتافيا وهي حية بالفعل ، وبدا ذلك جليًا ، على يديها التي تكسرت أظافرها وملأتها الدماء ، وغطاء النعش المتمزق ، وآثار وعلامات الخوف ، التي تجلت واضحة على وجهها ، إثر دفنها حية وحتى ماتت بالفعل ، فكانت كل تلك العلامات أدلة قاطعة ، على الجريمة التي تمت بحق أوكتافيا ، وقصّت عليهم ما مرت به المسكينة وشهدته خلال الساعات المروعة ، التي استيقظت فيها ، لتجد نفسها حبيسة القبر .
تمت إعادة دفن أوكتافيا وأقيمت لها جنازة أخرى ، وتم تجهيز نصب تذكاري ، وضع فوق قبرها كان عبارة عن تمثال لها ، بالحجم الطبيعي .
المقبرة المسكونة :
مع الانتهاء من التمثال ووضعه فوق المقبرة ، بدأت تتولد الأساطير من هذا المكان ، خاصة بعدما سقط ذراع التمثال ، الذي يحمل رضيعًا في إشارة إلى يعقوب ابن أوكتافيا ، والذي كان ضريحه يبعد بضع مترات ، عن ضريح والدته ، فانتشر بين الناس ، أن روح أوكتافيا الغاضبة هي من حطمت التمثال .
وبحلول عام 1990م ، قامت عائلة هاتشر ، بوضع سياج ضخم حول المقبرة ، حيث أقروا بأن ما حدث للتمثال والمقبرة ، لم تكن سوى أعمال تخريبية ، أراد بها البعض نشر الشائعات ، ووضعوا التمثال فوق قاعدة رخامية ، في مكان مرتفع يصعب الوصول إليه بسهولة .
إذا منع السياج اللصوص أو المخربين من الوصول إلى التمثال ، فإنه لن يمنع من انتشار الأساطير المرعبة بشأن المقبرة ، حيث روى البعض ، سماعهم لأصوات بكاء امرأة ، آتية من مقبرة أوكتافيا ، إلى جانب تأكيد زوار المقبرة على ظهور شبح سيدة ، ضبابي الشكل يظهر بالصور الفوتوغرافية ، الملتقطة للمقبرة ، كما انتشر أنه في يوم ذكرى وفاة أوكتافيا ، يدور التمثال تجاه ضريح الرضيع يعقوب ، ولكن تم دحض تلك الشائعة ، واكتشفوا أن بعض الطلبة ، يقومون بمثل هذا الفعل لإخافة الناس .