يمكنك الآن أن تعدي الكاميرا للتصوير ، حيث يتعين عليك تسجيل هذا المشهد ، دون أن نوقف السيارة ، وأن تدورين ، وتلتفتي دورات وجيزة ، ومجرد التفاتات صغيرة ، وأنت في مقعدك إلى وراء الزجاج ، وربما يكون من المستحسن أن ننزل زجاج النوافذ لتكون الرؤية أنفذ ، في هذه الأثناء سأكون قد فتحت جهاز التسجيل ، لتأتي الأصوات متزامنة مع الصور .
أسفلت أسود وغيمة عكرة :
انظري إنهم هم ، الذين يظهرون هناك ، على امتداد الطريق ، حيث تتشكل من احتشادهم فوق الإسفلت الأسود ، وهم في الملابس التي يكثر بينها لون قماش الخام ، غيمة خفيضة عكرة البياض على الطريق ، والبناية البيضاء المصفرة ، التي تظهرين جذوع الأشجار الداكنة وفوق الذؤابات الخضراء المغبرة هناك ، هي بالضبط البناية التي يأوون إليها .
الدار :
لقد قرأت على يافطة البوابة ، التي لم يبق منها إلا أثر مصاريع نزعت من زمن ، كلمة : دار ، وخيل لي أنني قرأت ربما كلمة مثل الاصلاح ، أو الاستشفاء ، أو التقويم ، شيء بهذا المعنى ، اذ أن اليافطة حالت من أثر كونها في العراء سنين عديدة ، عندما نقترب منهم .
تصوير خارجي :
سترينهم وقد أخذوا يتحركون متزاحمين في كتلة تسد الطريق ، حينئذ يستوجب علينا أو نضطر إلى الابطاء من سرعة السيارة ، في هذه اللحظات والسيارة تشق كتلتهم حولنا ، ستعملين أنت بالكاميرا فيما يكون جهاز التسجيل مفتوحًا ، ستستعرضين وجوها شديدة الانفعال ، عرقة ومعروقة ، بأفواه فاغرة ، وعيون غاضبة ملتمعة بحدة ، ستقتربين من ملامح هجومية لبشر بينهم العاري وشبه العاري في أسمال من القماش وبقايا الملابس القديمة .
والتي كانت عليهم عندما جيء بهم ، حفاة ومنتعلين أحذية ، تبعا لقدم عهدهم أو حداثتهم بالمكان ، سيكون هذا كله قرينًا ، بالطبع ، لما يخرج من أفواههم ، والذي نتبينه إلا ضوضاء ، عندما نعمل فيما بعد ، على ترشيح الأصوات فيها سنتبين : مفردات ما .. شتائم ، كلمات مغلولة ، أشعار غضب ، أغان حماسية ، أناشيد صاخبة وهمهمات فيها توحش .
المتابعة والتسجيل والخوف :
ها هم ها هم ، إننا ندخل في كتلتهم ، لا لا لا تخافين ، البثي بقرب الزجاج ، أو افتحيه ، انهم لا يهاجمون ، اعملى بالكاميرا ، الخوف سيفوت عليك المتابعة ، نعم نعم إنني قد فتحته ، لا تخافين ، فتحت جهاز التسجيل ، إنهم يحيون بالسيارة ، نعم كلهم لا يهاجمون ، حسنا إنك تصورين من هذا الجانب خذي هنا أيضًا ، هنا في مواجهة الزجاج الأمامي ، حسنًا ارجعي إلى الجانب ، تابعي ، تابعيهم بالكاميرا ونحن نخلفهم وراءنا ، نعم من خلال الزجاج الخلفي .
ما بين الماضي والحاضر :
ياه ! تلتقطين أنفاسك كأنك طالعة من غرق ، لم تصدقي أنهم غير خطرين ، إنهم فعلاً لا يهاجمون رغم تزاحمهم ، رغم جمهرتهم الصاخبة والغضب الصريح ، كانوا فيما مضى يهاجمون ، يعترضون السيارات المارة على هذا الطريق ، كانوا يستعملون الحجارة والقضبان الحديدية والعصى وأفرع الشجر ، والضعاف منهم كانوا يرشون بالماء ويعفرون .
ذلك فيما مضى ، لنفس الأسباب التي تجعلهم يفعلون ما يفعلونه الآن : تأخر الطعام أو انقطاع المياه ، بالإضافة بالرغبة في تصفية حسابات قديمة لم تصف بعد ، إذ سيقوا إلى هذا المكان عنوة ، نعم نعم ، كانوا في الماضي يهاجمون ، إلى أن ظهر بينهم ذلك الرجل !
الرجل الحكيم والصراخ :
ذلك الرجل كان يصرخ في العربات وهي تمر ، يصرخ فقط ، وهو في قلب تزاحمهم ، ويحث الآخرين على الصراخ ، كان يقظ العينين ، غير تلقائي النظرات مثلهم ، ثم إنه كان يلح عليهم أن يفعلوا مثله ، وعندما راحوا يفتحون أفواههم ويصرخون ، كانت أياديهم تكف عن الحركة ، انظري ، انظري الآن ، وقد ابتعدنا عنهم ، ثمة سيارة أخرى تجاهد ، وهي تشق تزاحمهم حولها ، وها هي ذي تعبرهم ، وهو يصرخون !
فنجان برج الحوت اليوم مع قارئة الفنجان المتميزة لدينا. من خلال تحليل الرموز والإشارات في…
فنجان برج الدلو اليوم الاثنين 28/10/2024 اكتوبر تشرين الاول برج الدلو ماذا يقول فنجانك؟هناك مناسبة…
فنجان برج الجدي اليوم الاثنين 28/10/2024 اكتوبر تشرين الاول برج الجدي ماذا يقول فنجانك؟أنت على…
فنجان برج القوس اليوم مع قارئة الفنجان المتميزة لدينا. من خلال قراءة دقيقة للرموز والإشارات…
فنجان برج العقرب اليوم مع قارئة الفنجان المبدعة لدينا. من خلال تحليل الرموز والإشارات في…
فنجان برج الميزان اليوم مع قارئة الفنجان المميزة لدينا. من خلال تحليل دقيق للرموز والإشارات…