ما الذي يفعله بالضبط ؟ يتردد السؤال في ذهنها وهي تراقبه بخوف ، هادئًا كان يداعب تامر! ، يخرج قطعه نقدية من جيبه 25 قرشًا ، قطعة نقدية على شكل حلقة معدنية ، حين رأتها شعرت بقشعريرة باردة تسري في جسدها !
قطعة نقدية معدنية :
يقذف بالقطعة في الهواء ليلتقطها على يده ، ويقول لأبنها تامر : تستطيع أن تفعلها ؟ تشد على أسنانها بغيظ وألم ، هو يفعل هذا عن قصد ، يعذبها به ، لم يتبادلا الكلام ولا مرة ، إنه حتى لم ينظر إليها ، كما لو كان يتجاهل وجودها من الأساس ، على طاولة الغذاء كان ينتظر ، طفلهما تامر بين ركبتيه ، تضع الأطباق على المائدة وهي لا تكف عن مراقبته بنفس الذعر ، يضحك بفرح غريب مع تامر ، يداعبه كما لم يفعل من قبل ، ويخرج القطعة النقدية من جديد !
تجاهل :
على المائدة الخشبية المصقولة ، يدير القطعة بسبابته وابهامه ، وتدور حول نفسها القطعة النقدية ، تدور.. تدور.. وتزداد سرعتها مع كل دورة ، وتزداد وهي تقوم بحركة لولبية فوق سطح المائدة ، قبل أن تتهاوى فجأة ، للصوت المعدني في أذنيها وقع مختلف ، رنان ، ومؤلم ! .. يتناولا الغذاء دون أن يتبادلا الكلمات ، ينقل الطعام إلى طبق تامر بنفسه ، ويحثه على الأكل ، مستمرا في تجاهلها ، كانت تحترق من الداخل ببطء وألم ، ترى تامر وكأنما يتجاهلها بدوره ، ألم يجد ضالته في صحبة أبيه ! وهو الذي كان يعاني من فقدانه صحبته كثيرًا ؟
أجازة :
الآن هو معه طوال الوقت ، لم تعرف كيف لم يذهب للشركة منذ خمسة أيام متتالية ؟ لكنها استنتجت أنه طلب أجازة ؟ ربما لأول مرة في حياته يطلب أجازة ؟ .. تتساءل : كيف سيمر اليوم أيضا وهما على هذا الحال ؟ منذ خمسة أيام وهو على هذا الحال معها ! لا يغادر الشقة إلا لدقائق لشرب السجائر في الكشك المقابل للعمارة التي يقطنون بها ، يراقبها ! يلهو بالقطعة المعدنية مع تامر ، يعذبها ، ينتقم منها !
زيارة عائلية :
فكرت أن ترحل وتنفذ بجلدها ، لكن لا مكان تعرفه يؤويها ، لن تقبل العائلة التقليدية المحافظة بأن تغادر ابنتهم بيت زوجها ، وهي أيضًا لا تريد ، الابتعاد عن ابنها ، كانت ترتجف لفكرة أنهم على موعد الليلة مع عائلتها ، موعد الزيارة الشهرية لهم ، إذ يحضرون لرؤيتها من مدينة مجاورة ، وهذا يعني أن عليها أن تعد طعام العشاء للعائلة ! أبوها .. أمها .. أخوها.. زوجة أخيها ..
25قرشًا :
لم ترد أن تطلب منه نقودًا لشراء بعض الأشياء ، لكنه فهم ما تفكر فيه ، دون أن يرى حتى نظرة عينيها القلقة ، على طاولة المطبخ رأت المصروف الذي تركه هناك ، وهي تغسل الأطباق ، المبلغ كله بقطع نقدية من نفس القيمة والنوع 25 قرشًا !!! .. تراجعت بذعر لمرأى القطع النقدية ، لم تحتمل هذا بعد! أرادت أن تبكي أن تصرخ ، ولكن الدموع أبت أن تفر من عينيها .
صرخات مكتومة :
وكتمت صراخها بقوة القهر ، نادت البواب ليشتري الحاجيات ، وعادت لتقوم بتنظيف الصالون ، بينما كان هو يلهو مع تامر على جهاز اللعب في غرفته ، كانت ضحكات الفتى تصل إلى أذنيها ، فتتعذب وتحترق حية كأنها في جحيم حقيقي !
لن يستطيع فعل شيء :
ليلاً كانت مائدة العشاء معدة على أحسن ما يكون من اعداد ، وكان الجميع سعيد نشيط ، باستثنائها هي ، حتى هو يتحدث مع أبيها بحميمة غريبة ، وكأنه يسخر منها ، طبعا هو يسخر منها ، لاحظ أخوها أنها ذابلة ، شعر بمعاناتها ، لكنه لم يعرف كيف يتصرف ، لن يستطيع فعل شيء ، قالت لنفسها ذلك ، في وقت ما من العشاء ، أخرج زوجها القطعة النقدية ، هنا جمدت مكانها من الرعب ، تحول قلبها إلى مضخة قوية تضخ الماء المثلج إلى عروقها .
قطعة نقود واحتراق:
تعلق كيانها كله بشفتيه ، سأل ببراءة موجهًا كلامه لأبيها : هل تعرف يا عماد لماذا تبدو قطعة النقود وكأنها تدور بسرعة على الطاولة ؟وأعقب قوله بأن أدار القطعة المعدنية بسبابته وإبهامه على السطح المصقول للمائدة قال الب وقد اندهش للسؤال : لا.. ربما لأنه خداع بصري ؟ هز هو رأسه نافيًا وقال بابتسامة : أخطأت يا عماه .. ليس بخداع بصري !..كانت القطعة تدور حول نفسها متصارعة وراسمة حول نفسها لولبيًا ثم وقعت بين الأطباق .
وقال وقد جذب انتباه الجميع ، واستغرابها الفزع : من العجيب أن يقف العلم حائرا أمام ألغاز فيزيائية بسيطة كهذه .. نفس العلم الذي اخترع القنبلة الذرية .. وأوصلنا إلى القمر ! قال أخوها بفضول : ارني القطعة .. وعاد يدير القطعة على سطح الطاولة والجميع يتابعها باهتمام غريب ، كانت قطعة تدور وتدور وتدور .. ثم تسقط فجأة دون إنذار ، وبينما ترتسم على ملامحها علامات الاستغراب ، كمن يكتشفون شيئا جديدا ، كانت هي تحترق .
بعض الفيزياء لا تضر أحد :
لم تعرف ما الذي يفعله بها بالضبط لكنه ينجح .. وقال وقد سلب انتباه عائلتها كلهب شمعة يجذب الحشرات الليلية : في ابريل عام 2000 قام العالم الفيزيائي الانجليزي ، كيث موفات ، بنشر أول دراسة نظرية حول دوران قطعة معدنية على سطح أفقي ، نظريا لا تتوقف القطعة المعدنية عن الدوران لأن سرعتها ستبقى ثابتة .
ولكن في الواقع فالقطعة تدور بسرعة أكبر وأكبر أثناء حركتها على الطاولة قبل أن تتوقف بغتة ، استنتج كيث بأن هناك فقدان للطاقة ، وبوساطة حسابات ميكانيكية بين أن تلاشى طبقة الهواء المحصورة بين القطعة والطاولة كاف لتفسير الظاهرة ، ستو أشهر بعد ذلك ، فندت فرضية كيث ، عندما قاك الباحث الأميركي جيرفان ديرانج ، بإعادة التجربة في الفراغ ولخص إلى أن وجود الهواء أو انعدامه لا يؤثر على الحركة الدورانية ، كان الجميع يتابع درسه كمن يستمع لحكاية مسلية ، لم لا ؟ بعض الفيزياء لا تضر أحد !
قهر:
أما هي فكانت تشعر بالقهر ، وتكتم في صدرها ، كان واضحا في حركتها العصبية ، وهي تضرب بالشوكة والسكين طبقها بعنف ، لكن أحدًا من عائلتها لم ينتبه لها ، وانغمسوا في حديثه العلمي الشيق ، منذ ذلك الوقت نشأ ميدان جديد في علم الديناميكا ، وأخذ الجميع يحاول وضع خاتمة للقصة ، دون أن يصل أحدهم إلى الحل القاطع والنهائي ، والذي كما اعترف كيرك ماكدونالد : لابد أن يكون حلاً معقدًا جدًا ، بعد نهاية كلامه كانت الساعة الحادية عشرة ، وكانوا جالسين في الصالون بعد أن شربوا الشاي .
دموع صامتة :
لذلك تظاهرت بالنعاس ، هنا قام الأب معلنًا عن رغبتهم في المغادرة ، ورافقهم حتى باب العمارة ، تبادل الأب كلمات مع الزوج وهي تراقبهم من نافذة الشقة التي ترتفع احدى عشر طابقا تراقبهم بتوتر ، وخوف حين عاد اطمأن على أن تامر نام بعمق ، وقصد غرفة الضيوف وطفأ اللنور من فوره .
بينما هي تنظف الأطباق في المطبخ وتفكر فيما يجب أن تفعله ،كانت تبكي بصمت وحرقة ، وبدأت ترى الوجود من حولها كأنه يعاقبها ، حين نظفت المطبخ جيدا ، مرت أمام غرفة ابنها ، ألقت نظره على تامر النائم كالملاك ، ذرفت المزيد من الدموع في صمت ، وخرجت من باب الشقة .
رحيل :
كان الجو بالخارج باردًا ، والنيل كئيب كأنما يناديها لتنفذ ماعزمت عليه ! وكانت تقف كالمحطمة على طرف الكورنيش ، والريح الباردة خلفها تدفعها بقوة ، هي أيضًا تقدم لها دعمًا إضافيًا ، على الصفحة السوداء من النيل ، والأنوار المتلألئة على سطحه كمئات القطع النقدية ، التي تبدو كأصفار لانهائية ، وقبل أن ترمي نفسها رأت كل شيء .
خيانة :
رأت نفسها مع عشيقها في غرفة النوم ، وزوجها يدخل فجأة عليهما ، لم يفعل شيئًا ، لم يقتلهما ، لم يتصل بالشرطة ، بقى ثابتًا يرمقها بغضب ، هي ، هي فحسب ، أمر العشيق أن يغادر ، لكنه استوقفه قائلاً : انتظر .. لقد قضيت وترك منها.. ادفع لها !.
اندهش العشيق ونظر للزوج بخوف قبل أن تمتد يده لحافظة النقود بتوتر ويخرج ورقة مالية ، لكن الزوج فجأة : هذه مجرد عاهرة رخيصة ، ماذا تفعل ؟؟..25قرشًا وحسب .. 25قرشًا ، وأعطى العشيق القطعة النقدية للزوج ، وغادر غير مصدق ، 25 قرشًا .. كل ما تساويه 25 قرشًا
توقعات الأبراج اليوم من اشهر علماء الفلك حصريا لموقع عرب كلوب في مقال يتجدد…
توقعات الأبراج اليوم من اشهر علماء الفلك حصريا لموقع عرب كلوب في مقال يتجدد…
توقعات الأبراج اليوم من اشهر علماء الفلك حصريا لموقع عرب كلوب في مقال يتجدد…
توقعات الأبراج اليوم من اشهر علماء الفلك حصريا لموقع عرب كلوب في مقال يتجدد…
توقعات الأبراج اليوم من اشهر علماء الفلك حصريا لموقع عرب كلوب في مقال يتجدد…
توقعات الأبراج اليوم من اشهر علماء الفلك حصريا لموقع عرب كلوب في مقال يتجدد…