بورلي هي بلدة صغيرة تقع في مقاطعة إيسكس في انجلترا ، تلك البلدة التي لم تخل يومًا من قصص الأشباح والأرواح الطليقة البتي روتها الجدات وتناقلتها الأجيال ، جيلاً بعد جيل .
ويعد منزل بورلي هو أشهر المنازل في تلك البلدة الصغيرة ، وقد اكتسب شهرة واسعة منذ عشرات السنوات المنصرمة ، حيث تم تشييد منزل بورلي متوسط الحجم عام 1863م ، وكان يقطنه راعي الأبرشية في بورلي ، وتقع بالقرب منه كنيسة قديمة كانت قد أنشئت إبان القرن الثالث عشر .
وتروي الحكاية القديمة لهذا المنزل ، أنه كان هناك أحد رجال الدين يعيش في هذه القرية ، وفي أحد الأيام ربطت هذا القس علاقة حب براهبة تعمل في أحد الأديرة القريبة ، ولأن مثل هذه العلاقات كانت محرمة تمامًا في هذا الوقت ، فقد قام القس والراهبة بالهروب خوفًا من البطش بهما ، بعد أن ذاع خبر ارتباطهما وعلاقتهما سويًا .
وقد اختبأ العاشقان في منزل أحد الأصدقاء ، وتم التخطيط لتوفير عربة تجرها الخيول ، وتحمل كلاهما إلى خارج القرية ، حيث يصعب الوصول إليهما ، لم تكتمل الخطة للأسف ، فقد صعد القس والراهبة على متن العربة التي قادها صديقين لهما ، ولكن أهل القرية قطعوا عليهم الطريق وتم إلقاء القبض عليهم جميعًا ، وتم تحويلهم جميعًا للمحاكمة فحُكم على القس بالإعدام شنقًا ، بينما قطعت أعناق الصديقين الذين حاولا مساعدتهما ، بينما نالت المرأة العقوبة الأكثر قسوة ، حيث تم دفنها حية بأحد جدران الدير .
ومنذ حدوث تلك الواقعة ، حتى آلت الأمور إلى الأسوأ ، فقد بدأ سكان القرية يشاهدون ويختبرون أمورًا غريبة تحدث معهم ، حيث شاهد بعض السكان المحليون عربة تجرها الخيول ، ويقودها شخصان مقطوعي الرأس ! بينما شاهد آخرون شبح لراهبة تجري مسرعة وباضطراب بين الأشجار ، ثم تختفي فجأة .
عقب تلك الأحداث حضر أحد رعاة الأبرشية وأقام منزله فوق بقعة ، كان أهل البلدة يعتقدون أنها المكان الأكثر سوءً داخل قريتهم ، وقام العديد من السكان بتحذير الراعي وكان يدعى هنري بول ، إلا أنه أصر على رأيه وقراره ورفض تصديق أقوالهم ، مدعيًا أن كل ما يقال هو محض خرافات متوارثة ليس أكثر .
أقام الراعي هنري بول بالمنزل هو وزوجته وأربعة عشر ابنًا له ، ولم تمض سوى أيامًا معدودات حتى بدأت الحوادث الغريبة في الظهور ، فقد كان أفراد العائلة يسمعون خطوات أقدام لأشخاص يسيرون داخل المنزل ، ولكنهم بالبحث لا يجدون أحدًا ، وأجراس الخدم تدق في منتصف الليل دون أن يلمها أحدهم ، وقد رأت ابنتي الراعي هنري شبحًا لراهبة تقف داخل حديقة المنزل ، وعندما ذهبتا لمحادثتها اختفت فجأة كما جاءت من العدم ، ولا داعي لذكر أصوات الحديث والهمسات المتبادلة دون وجود أي شخص بالمكان .
وبحلول عام 1892م توفى الراعي هنري بول ، وتولى ابنه نفس المنصب الخاص بوالده وعاش بالمنزل من بعده هو وزوجته أيضًا ، وظلت الأمور الغريبة والماورائيات ورؤية الأشباح حتى توفى هنري عام 1927م .
ظل المنزل مغلقًا طوال عام كامل عقب وفاة هنري بول ، ورحيل عائلته من المنزل ، إلى أن طالب أحد الروحانيون باستئجار المنزل لمدة عام ، يبحث خلاله عن الأشباح ويحاول الوصول إليها ، فقد كان مؤمنًا بشدة بأن المنزل مسكونًا بالأشباح ، وأحدهم هو شبح الراهبة المقتولة .
تم لهنري بريس رجل الروحانيات ما أراد ، وتم تأجير المنزل له عام 1937م ، وقام بنشر إعلان بأنه سوف يقيم مخيمًا بحديقة المنزل ، ويرغب في تواجد العديد من المهتمين برفقته حتى يستطيع تسجيل كافة اللحظات واللقطات المهمة .
تقدم الكثيرون ولكن اختار بريس أربعين شخصًا فقط ، أقاموا برفقته وبالطبع لم يخل المخيم من الظواهر الخارقة ، ولكنكان أهم ما حدث هو اتصال إحدى المتطوعات بأحد الأرواح التي تسكن المنزل ، والتي قالت بأنها تدعى ماري ليري ، وأنها كانت راهبة فرنسية قتلها زوجها داخل المنزل وأخفى جثتها أسفل القصر .
وبالبحث في السجلات التاريخية تأكد بريس ومرافقيه من الرواية وأنها صحيحة ، فالمنزل كان ملكًا لثري انجليزي يدعى هنري ويلدكراف ، وأنه كان يسكن هذا المنزل في القرن السابع عشر ، ولكن لم يتم ذكر اسم زوجته في أي من المراجع أو المصادر .
بدأ الفريق في نبش المنزل من أجل العثور على الجثة ، حيث كان بريس متيقنًا بأنها تريد أن تدفن مثل غيرها بأحد المقابر ، ولكن دون جدوى ، وأثناء البحث تواصلت المتطوعة مع روح غاضبة أخرى ، وكانت لرجل وأخبرهم بأنه سوف يحرق المنزل في مارس عام 1938م حتى تخرج الجثة .
ولكن المنزل لم يحترق سوى في مارس عام 1939م ، عندما سقط أحد المصابيح النفطية على الأرض ، فاشتعلت النيران بالمنزل وحولته كومة من الرماد ، والمفاجأة أنه بمجرد احتراق المنزل تمكن بريس من العثور على عظام بشرية راقدة أسفل حطام المنزل ، وكانت العظام بالفحص والتشريح تعود لفتاة شابة .