الحياة التي يعيشها الطلبة ممن يدرسون الطب ، ليست مثل التي يعيشها غيرهم بالطبع ، فما تراه أنت مرعبًا ويمنحك كوابيسًا طوال الليل ، يشاهدونه هم على أرض الواقع وتصير كوابيسهم حقيقة ، وما عاشه بطل قصتنا شديد الهول .
يقول الراوي ويُدعى مصطفى ، أنا طالب في السنة الأخيرة بكلية الطب ، اخترت دراسة التشريح ؛ هذا التخصص الذي يفر منه أغلب طلاب ودارسو الطب في مجتمعنا العربي ، حيث يعتبره الجميع نذير شؤم !
ولكني اخترت هذا التخصص بكامل إرادتي الحرة ، ومن أجل المزيد من التمعن في تخصصي ذهبت لأعمل بإحدى المستشفيات الخاصة ، حتى أكتسب الخبرة المطلوبة في مهنتي ، فأنا من أسرة متوسطة الحال ، وأرغب في رفع ثقلي عن كاهل والدي .
ذهبت إلى المشفى وأجريت المقابلة الشخصية ، سعدت بقبولي خاصة أن من يعملون في مجال التشريح قليلو العدد ، بالإضافة إلى راتب مرتفع في حالتي هذه ، فالأمر إذًا مميز للغاية .
مضت عدة أيام داخل المشفى ، وكنت لا أشعر بالراحة أثناء تواجدي بها ، على الرغم من أن المبنى ليس قديمًا للغاية ، بل تم تجديده أيضًا منذ فترة قريبة ، ولكن هناك جزء متهدم وقابل للانهيار في أية لحظة ، سوف يتم هدمه بالفعل في القريب العاجل .
كنت دائمًا ما أشعر أن هناك أحدًا معي داخل غرفة المشرحة ، أو حتى أثناء تواجدي بالحمام ، أو أثناء تجولي في ردهات المبني ، في كل مرة كنت أشعر أن هناك من يسير خلفي ببطء ، وأرى ظلالاً سوداء تسير هنا وهناك ثم تختفي فجأة ، وعندما أستدير لا أجد أحدًا .
تكرر الأمر حتى صرت كارهًا لتواجدي بالمكان لوقت متأخر ، فكنت أعمل حتى عصر اليوم وأحرص على الانصراف قبل أن يحل الظلام ، فالمبني كان يشعرني بالرعب وعدم الارتياح به .
وفي أحد الأيام وعقب مرور الشهر الأول ، واستلامي لراتبي اتصلت الطبيبة غادة وهي مديرة المشفى ، وطلبت مني أن أظل بالمشفى قليلاً حتى أتسلم جثة قتيل ، تم الإبلاغ عن وصوله خلال ساعة من اتصالها ، بالطبع لم أستطيع أن أعترض فلازال الراتب في جيبي ولن أغامر بفقد وظيفتي.
ظللت ماكثًا داخل غرفتي بالمشفى ، ولكني شعرت بالملل بالإضافة إلى الارتعاب من تواجدي داخل المشفى مع حلول الظلام ودخول الليل هكذا، فخرجت أتجول بين ممرات المشفى ، حتى وصلت إلى الباب الخارجي فوجدت رجلاً عجوزًا يجلس إلى غرفة صغيرة ، ذهبت إليه وعرّفته بنفسي وأنني الطبيب العامل في المرشحة ، كان عجوزًا خمسينيًا يدخن سجائره وعرفت منه أنه حارس المشفى ، ضحكت حتى دمعت عيناي ، فكيف لعجوز مثل هذا أن يحمي المشفى ومرضاه وأطبائه !
جلست إلى جواره أرتشف كوبًا من الشاي الذي صنعه لي ، وأخذ يحكي عن جولاته وصولاته في صباه ، وأخذنا الحديث فأخبرته بما رأيت في المشفى ، وسمعت وهذا الشعور الدائم بأن هناك من يتبعني ولكني لا أراه ، بالإضافة إلى رؤيتي لبعض الظلال السوداء التي تظهر وتختفي من حين لآخر .
قال لي العجوز وكان يدعى عم فرج ، ألا أهتم بمثل تلك الأمر فالعديد من الأحياء لا يشعرون بمن يعيشون في العالم الآخر ، أو الأرواح المعلقة ، وطلب مني النوم في مسكنه حتى تأتي الجثة ، فالأمر قد يستغرق ساعات طويلة وسوف تصل الجثة في الصباح بهذا الشكل .
لا أدري متى خلدت للنوم ، ولكني استيقظت لأجد نفسي في غرفة فرج ، وشعرت بجسم بارد إلى جواري بالفراش وبمجرد أن نظرت له ، وجدتها جثة فرج نفسه !!
فرج مات ؟؟ هكذا صرخت ثم نهضت راكضًا في أرجاء المبنى ، لأذهب إلى غرفتي وأدخل لأغسل وجي بالماء ، فوجدت شخصًا له عينان بيضاوان تمامًا ، ينظر لي عبر المرآه ، استدرت فلم أجد أحدًا ، ثم عدت لأنظر بالمرآة فوجدته يقف أمامي مباشرة .
نهضت أتصبب عرقًا ، كان كابوسًا مخيفًا ، ذهبت لأغسل وجهي ، ونظرت للساعة فوجدتني قد نمت طويلاً ، خرجت إلى المشرحة لأجد الجثة لنفس الشخص الذي رأيته في المرآه ، فمن هو هذا الزائر ؟
بدأت تشريح الجثة لأكتشف أنه شاب عشريني ، مات إثر طعنة نافذة بالقلب أودت بحياته على الفور ، تأملت ملامحه لأجده فجأة مفتوح العينين ويحدق بي .
تراجعت بشدة لأرتطم بالمقعد خلفي وأسقط أرضًا ، فانفتح الباب لأجد شابين وبعض زملائي بالمشفى ينظرون لي ، ويتساءلون عما حدث ، فنهضت بمساعدتهم لأشير إلى منضدة التشريح وأن الجثة قد نظرت إلي ، وأثناء شرحي للموقف ومع نظراتهم استدرت لأجد المنضدة فارغة وليس عليها أية جثة!
ذهبت إلى الطبيبة مديرة المشفى ، فأنكرت أنها قد حدثتني بالهاتف من الأساس ، هنا شعرت بالرعب من الحالة التي وجدت نفسي عليها ، فسألتها بحذر بشأن عم فرج ، وكما توقعت ، توفى الرجل منذ خمسة أعوام إثر مشاجرة بينه وبين أحد الشبان الذين اقتحموا المشفى عقب وفاة حالة خاصة بهم .
وكان لابد من التعامل معه ، وأثناء المشاجرة حاول الشاب طعن فرج ، ولكن تراجع فرج بسرعة ليسقط الشاب فوق السكين الذي كان يحمله بيده ، وللأسف نفذ السكين إلى قلبه مباشرة ، بينما سقطت فرج أرضًا عقب أن ارتطمت قدمه على غفلة بإحدى درجات السلم ، فسقط على رأسه ، ليقع على الدماغ ، ولكنه فارق الحياة عقب عدة أيام من خضوعه للعلاج .
خرجت ذاهبًا إلى منزلي في هذا اليوم ، وأنا لا أدري لما ظهر لي الشاب والعجوز ، ولماذا أرادا أن أعرف قصتهما ؟ وماذا كان يمكن أن يحدث إذا لم أر هذا الشاب الزائر في كوابيسي ، أو فرج نفسه ، ماذا يريدا مني أنا شخصيًا ؟
abraj alyawm نعرض لكم في هذا المقال أحدث توقعات الأبراج اليومية ونصائح الحظ الفلكي. اكتشف…
توقعات الأبراج اليوم | حظك اليوم - مرحباً بكم في أبرز التوقعات اليومية لجميع الأبراج.…
فنجان الابراج اليوم مع قارئة الفنجان المميزة. انضموا إلينا لاكتشاف ما تخبئه لكم النجوم من…
abraj alyawm نعرض لكم في هذا المقال أحدث توقعات الأبراج اليومية ونصائح الحظ الفلكي. اكتشف…
توقعات الأبراج اليوم | حظك اليوم - مرحباً بكم في أبرز التوقعات اليومية لجميع الأبراج.…
فنجان الابراج اليوم مع قارئة الفنجان المميزة. انضموا إلينا لاكتشاف ما تخبئه لكم النجوم من…