كانت بيل كورن امرأة في منتصف العمر ، متزوجة وتعيش مع زوجها في وضع اقتصادي متوسط ، وتعيش حياتها بسعادة في ولاية ميسوري الأمريكية ، كانت سيدة متواضعة ولا تملك خيالاً جامحًا بل متواضعة للغاية ، وتقديراتها الدراسية أيضًا متوسطة الحال ، ولم تكن تمتلك أية موهبة سوى أنها تعشق الموسيقى وتحبها بشدة ، حيث كانت ترغب منذ طفولتها بأن تصبح مطربة شهيرة ، وبدأت في تعلم العزف على البيانو ، ولكنها لم تحقق ما أرادت مثل غيرها من العديد من البشر .
لم يكن للسيدة كورن أية اهتمامات بالأدب أو الشعر ومثل تلك المواهب الفذة ، التي لابد من توافر ملكة لها أو قريحة ذكية موهوبة تعمل على تغذية تلك الموهبة ، لم تكن هي وزوجها من الأثرياء ، وإنما كانا مرفهين وينعمان بحياة بسيطة ، كانت لديهما خادمة ، وغالبًا ما كانت السيدة كورن تقضي وقتها برفقة جاراتها ، حيث تجلسن سويًا لتبادل أطراف الحديث .
وفي أحد الأيام جلست السيدة كورن لدى صديقتها ، التي ظلت تتحدث بشأن ألواح الويجا والأرواح لمعلقة بها ، وكيف يمكن لهذا اللوح أن يتواصل مع الأرواح ، حيث زعم العديد من الوسطاء الروحانيون بأن لهذا اللوح القدرة على التواصل مع الموتى ، وفي هذا اليوم اقترحت واحدة من الصديقات أن تتواصلن مع إحدى الأرواح ، وقررت واحدة منهن أن تبتاع لوح ويجا لنفسها ، وتقوم بدعوة الصديقات لتجربته معها من أجل الحصول على بعض المرح .
بالفعل ابتاعت الجارة السيدة هايجنز لوح ويجا ، ودعت إلى بيتها السيدة كورن والصديقة الثالثة وجلسن جميعًا للاستمتاع باللعب .
لم تكن كورن تؤمن بقدرات لوح خشبي على التواصل مع أرواح أو مثل تلك الأمور ، ولكنها أحبت تجريب شيء مختلف لكسر حدة الملل ليس أكثر ، في البداية لم تتلق الصديقات سوى أحرف متباينة ليس لها أية معنى ، وفجأة بدأت الحروف تهبط على اللوح لتتحرك الأداة المتحركة وتصنع جملاً وحروفًا مترابطة ، وكانت الرسالة التي تلقتها الصديقات هي ؛ أنني قبل الأقمار حييت ، وها أنا قد عدت ، بيشنز وورث هو اسمي .
بالطبع تلك العبارة كانت كفيلة ببث الرعب في نفوس الصديقات الثلاث ، وقمن بسؤال الروح التي تواصلت معهن حسب اعتقادهن عن هُويتها ، فأجابتهن بأنها امرأة عاشت في الفترة من 1649م وحتى 1694م .
في الأيام التالية استمرت السيدات في التواصل مع الشبح ، وعرفن أنها سيدة انجليزية وأعطتهن وصفًا دقيقًا للمكان الذي ولدت وترعرعت به ، كما أخبرتهما بأنها قد ماتت مقتولة على يد الهنود الحمر ، عندما سافرت إلى أمريكا وهبطت من رحلتها على الشاطئ بالقرب من مدينة نيويورك .
بعد ذلك بدأت التواصل يحدث مباشرة بين كل من السيدة كورن والشبح ، بشكل لم تعد تستخدم فيه كورن لوح الويجا على الإطلاق ، ويبدو أن بيشنز كانت أديبة أو شاعرة فقد أخذت كورن تكتب كل ما يدور برأسها ، حيث ألهمتها بيشنز العديد من الروايات والأشعار ، وسرعان ما بدأ المجتمع المحلي يهتم بأخبار الشبح الأديبة ، التي صارت الصحف والنقاد يهتمون جميعهم بإنتاجها الأدبي.
وبحلول عام 1922م توفى زوج كورن بصورة مفاجئة ، وكانت هي في الشهر السادس من حملها ، ثم توفت والدتها ، وتأثرت كورن كثيرًا بتلك الأحزان في عام واحد ، ثم تزوجت مرتين لم تنجح فيهما في الاستقرار ، إلى أن انقطعت فجأة زيارات بيشنز لها ، وكانت الرسالة الأخيرة للسيدة كورن ، أشبه برسالة الوداع من جانب بيشنز ، إذ أخبرتها الأخيرة بأنها لن تتواصل معها مرة أخرى ، وعندما سألتها كونر عن السبب أخبرتها بيشنز بأن كورن سوف تتوفى عن قريب .
أخبرت كورن صديقة لها بتنبؤ الشبح لموتها ، ولم تكن كورن تعاني من أية مشاكل صحية ، إلا أنها عقب عدة أيام توفت بشكل مفاجئ في ديسمبر من عام 1937م ، عن عمر ناهز الرابعة والخمسون ، وتظل قصتها مع الشبح الأديبة هي الأكثر إثارة للجدل حتى وقتنا هذا .