قد يبدو هذا الاسم أنسب لمكان أثري أو بارك ترفيهي خاص بفئات معينة ولكنه على العكس من هذا وذاك كان مركز للأمراض النفسية بني سنة 1885م لعلاج الجنون والمرضي العقليين آنذاك ، وكان يطلق علية كينغس بارك لوناتيك اسيلوم ، وقد شاع عن هذا المركز وجود الأشباح والأرواح المعذبة به .
وقد كانت أساليب العلاج في ذلك الوقت قاسية جدًا ، حيث عاني المرضي العقليين من إجراءات طبية مروعة ، مثل تعريض الفصوص الدماغية للصدمات الكهربائية .
ويشاع أن العديد من المرضى في ذلك المركز ، إما قتلوا من قبل نزلاء آخرين وغطى على وفاتهم الموظفون ، وإما أنهم قد تجولوا وأصبحوا مفقودين في المناطق المشجرة الكبيرة التي تحيط بالمستشفى ، ولم يتم العثور عليهم أبدًا رغم محاولة البحث عنهم مرارًا وتكرارًا .
ويقال أيضا أن العديد من المرضى النفسيين الذين كانوا يتلقوا العلاج بالمركز غرقوا في جزيرة لونغ القريبة من ذلك المشفى ، ولم يسمع عنهم بعدها أي شيء حتى أغلق المركز في عام 1966م .
وهناك من الناس من يعتقد في انتشار بعض الأشباح المعذبة داخل حديقة الملوك ، وهم أشباح الذين عاشوا وتوفوا هناك ، من جراء أساليب التعذيب والقتل العمد .
كما يدلي العديد من الناس بأنهم اكتشفوا بقايا غرف تعذيب سرية تحت الأرض ، وممرات تودي إلي سردايب واكتشفوا بها عظام أموات ، الأمر الذي يشير إلى وجود جريمة تتعلق بالاحتفاظ بالمرضي دون إرادتهم وحجزهم فيها ، وقد أفاد الناس أيضًا برؤية أشباح تتجول بتلك الأنفاق مع سماع أصوات غريبة وصراخ وعويل ، يأتي من بعض الغرف المظلمة ، ترى ماذا كان يحدث ؟! ، لم يكن هذا مركزًا للعلاج بل كان مركز لممارسة أقصى أنواع التعذيب والقتل العمد .
أما المبنى رقم 93 فهو اكبر مبنى في حديقة الملوك ، وهو يتكون من 13 طابق ، هذا المبني عندما تعبر بجواره ترى أشباح ، والعجيب أنها تنظر إليك وكأنها تصرخ ولكنك لا تسمع الصوت أثناء النهار ، على عكس الليل يكون فيه صوت الصراخ والعويل واضح بشدة .
كما أن هناك عبارة مكتوبة علي كل أرجاء المبنى تقول : الشر قادم ، وتبدو كأنها تهديد لكل من تسول له نفسه الدخول إلى المبنى أو الاقتراب منه .
وفي سنة 1977م كان هناك مجموعه من العمال الذين يعملون بالغابة المجاورة بقطع الأشجار ، وذات مرة أراد أحدهم ويدعي مارك الدخول إلي المركز المهجور لاكتشافه ، ولكن زملائه نصحوه بعدم الدخول ولكنه لم يسمع لهم ، وأصر علي الدخول إلى داخل المركز .
وبعد دخوله أغلق الباب بقوة من تلقاء نفسه ، فارتعب مارك وأراد الخروج والتراجع عن الفكرة ، ولكنه لم يستطيع ذلك فقرر البحث عن مخرج أخر ، وأثناء عبوره في الظلام كان يرى أشباح تجرى من أمامه بسرعة البرق لكنها لا تلمسه .
فأسرع مهرولًا إلي النوافذ يحاول أن يفتحها ويقفز منها ، ولكن كان هناك شيء غريب يلقيه علي الأرض ، شيء لم يراه أبدًا وفجأة ظهر له رجل أسود الوجه ، غريب ذو عيون حمراء ويلبس زي الأطباء وحوله كانت توجد أشباح كثيرة .
فقاموا بربطه علي كرسي وتعذيبه ببعض الأصوات التي يصدرونها ، ولم يستطيع هو تحملها كما كانت الضحكات الهستيرية تنتشر في أرجاء حديقة الملوك ، ولما سمع زملائه أصوات الضحكات الهستيرية وأرادوا الدخول ، لم يستطيعوا ذلك .
وما هي إلا فترة قصيرة وسكنت كل الأصوات ، فبعد أن عذبته الأشباح قتلته وألقت بجثته علي زملائه ، وبدأت الدماء تملأ المكان فهرعوا يهرولون في الغابة المجاورة ، ولم تكن تلك الأشباح التي تسيطر علي المكان مسالمة ، فلم تترك الدخلاء في حالهم ، وطاردتهم رغم هروبهم إلى الغابة ، وهناك تم العثور علي جثثهم بعد فترة في الغابة مقطعة .
وهكذا ضربت حديقة الملوك أكبر مثل في حدوث الشر الذي يمكن أن يسكن المكان نتيجة لأفعال التعذيب الوحشي والقتل للمرضى الذين كانوا يعانون من الأمراض النفسية والعصبية .