الجماد حي ، أثبت العلماء على مدار السنوات الماضية أن كل جماد حي ، وأنه يسجل كل ما يدور حوله ، حتى جلد الإنسان يمتلك ذاكرة طويلة المدى ، وبعيدًا عن العلم ، كم سردنا قصصًا بشأن حوادث عدة يشيب لهولها الولدان ، ثم ظلت الأرواح حبيسة الأماكن التي دارت بها الأحداث ، وظل الجماد يتألم ويتذكرهم ويعبر عن غضبه أيضًا جراء ما حدث هو الآخر.
البداية :
سلوى فتاة شابة في أواخر العقد الثاني من عمرها ، عاشقة للقراءة والجلوس على ضوء القمر ، خاصة عندما يكتمل ويصير بدرًا يضيء الكون كله بفضل الله ، اعتادت سلوى أن تصعد إلى سطح منزلها ، وتجلب معها كوبًا من الشاي الساخن ، وتجلس إلى جوار السور مباشرة ، حيث تظلل إحدى الأشجار القديمة على المنزل كله ، فتجلس هي إلى جوارها تستأنس بها ، وهي ترشف بضع رشفات من كوبها المفضل .
في إحدى الليالي التي صار بها القمر محاقًا ، فكانت ليلة مظلمة وقاتمة أيضًا ، أصرت سلوى على الصعود لممارسة هوايتها بالقراءة ولكنها لم تجد القمر ، فقد كنا في نهاية شهر هجري ، فجلست سلوى بالفعل وافترشت الأرض إلى جوار السور ، وبدأت بالقراءة كما اعتادت ، ومد يدها تلتقط كوبها فإذا به قد أوشك أن ينتهي ، وهي لم تتذكر أنها قد شربت منه كل هذا خلال هذا الوقت القصير ، وعندما استغرقت سلوى بالتفكير ، سمعت صوت حركة إلى جوارها ، فالتفتت منزعجة حولها لترى من يفعل هذا؟
ولكنها لم تجد أحدًا سواها ، ارتعبت الفتاة ونهضت حتى تهبط إلى حجرتها ، وبالفعل بدأت تتحرك ولكنها شعرت بأن قدميها مكلبّلتان ، بدأت سلوى تشعر بالتوتر خاصة أن المكان كان مظلمًا بشدّة.
هبطت سلوى إلى حجرتها وهي تجر قدميها جرًا ، وكانت شاحبة الوجه بشدة ، ولم تنتهي ليلتها على ذلك ، فقد راحت في سبات عميق ، ونهضت من نومها تتصبب عرقًا بشدة ، وتلهث وترتعد فرائصها وكأنها قد خرجت من الجحيم لتوها ، بالفعل عندما شاهدتها والدتها ولمحت ما طرأ على وجه ابنتها من تغيرات ، شعرت بالقلق فأخبرتها سلوى أن تطمئن ، بضعة كوابيس وانتهت ثم ابتسمت لها بإجهاد.
مرت الأيام ، وانتصف الشهر وظهر القمر ، لم تتمالك سلوى هذا المنظر الفريد الذي طالما جذبها لاحتضانه بالجلوس في ضوئه ، وتناول كوب الشاي ، بالفعل صعدت سلوى ولم تخش شيئًا وجلست إلى جوار السور كعادتها ، وما أن جلست حتى شعرت بعد بضع دقائق بأنها هناك من يراقبها ، وسمعت صوت خافت لحفيف بعض الأشجار ، فنهضت حاملة كوبها وهبطت تجري في سرعة إلى غرفتها.
اختفى القمر عقب عدة أيام ، وسلوى تريد أن تكسر حاجز خوفها ، فلماذا ارتعبت هكذا ، وقد يكون ما حدث هو مجرد حفيف أوراق الشجر ، أو أن غرابًا جاء من هنا أو هناك وتسبب في تلك الضجة فقط.
تمالكت سلوى نفسها ، وصعدت هذه المرة لتتفقد المكان دون كوبها أو كتابها ، وظلت تمر هنا وهناك ثم توقفت لترهف السمع ، فصوت حفيف الأشجار يتعالى ، أرهفت سلوى سمعها قليلاً مرة أخرى ، ولكنها ارتعبت عندما صوتًا يهمس في أذنيها ويقول لها أين كوب الشاي ؟ مع إحاطة جسدها بذراعين من أغصان الشجرة العجوز المجاورة للمنزل ، وكأنها شخص يحتضنها .
انهارت الفتاة وسقطت مغشيًا عليها ، وعندما استفاقت صرخت بشدة وروت لوالدتها ما حدث ، بالطبع لم يصدقها والديها وظنا أن الفتاة تهلوس ، ولكنهم عندما تركوها بغرفتها حتى تأخذ قسطًا من الراحة ، إذا بها تلمح الشجر ليلاً تقتحم نافذتها وتكسر الزجاج ، لتجد أذرعها تزحف نحوها بسرعة ، فصرخت بشدة ، حتى اقتحم والديها الغرفة وشاهدها الشجرة وهي تنسحب بسرعة من الغرفة .
فغر أبوها فاه مما رأى ، وذهبت والدتها إلى سيدة عجوز تزعم أنها تستطيع تخليص الناس من السحر وتفك كروبهم ، وأخذتها معها لرؤية ابنتها ، فقالت لها العجوز لا تقطعوا الشجرة ، أو تفعلوا شيئًا يضرها ، وضعوا لها أكواب الشاي يوميًا إلى جوار السور! وكان هذا جل ما أشارت إليه حتى تتعافى الفتاة ، ولا يظن أحد بها الظنون خاصة أنهم في قرية صغيرة ، وبدأت القصة في الانتشار.
قام الوالدان بفعل ما أشارت إليه العجوز ، وكانوا يلاحظون أن أكواب الشاي يتم رشفها بالفعل حتى آخرها ، وكأن أحدهم قد ارتشفها للتو ، لم يطمئن الأب هكذا ، وشعر بأن هناك شيء ما لهذا الوضع ، فذهب لشيخ القرية ، الذي قال له بأن الشجرة المجاورة لمنزله ملعونة ، وتلك العجوز تضع بها الأعمال لأذية البشر منذ أمد بعيد ، وعندما ذهب والده ليقطعها اختفى فجأة ولم يعلم أحد مكانه منذ أكثر من عشر سنوات مضت ، وتلك العجوز لا ترغب بقطع الشجرة فهي تساعدها ، ولكنها تريد طريقة إلى دخول المنزل حتى تستطيع ، مواصلة ما قد بدأته.
اقترح الشيخ على الأب أن يجعلوا رجالاً من القرية ، ويذهبوا لقطع تلك الشجرة الملعونة من جذورها علّهم يخلصون القرية من تلك الأهوال التي يتعرضون لها ، فوافق الأب واجتمع الرجال وذهبوا ، وكانت الشجرة تصرخ مع كل ضربة فأس ، صرخات ارتعب لها الجميع ، وهم يخرجون من باطن الشجرة العيدي والمزيد من الصور والأعمال وبعض الأقمشة ، التي تنتمي لأشخاص كثر وأقفال ، وفجأة ارتطم معول الشيخ بهيكل عظمي ، فصرخ الرجل أن توقفوا هذا أبي المفقود.
عقب تلك الوقائع ، انتظر الناس ليروا نتيجة فعلتهم ولكن ، العجوز اختفت من القرية ، وساد الهدوء المكان كما كان من قبل ، وبالفعل تخلصت القرية من شر تلك الشجرة ، حتى أن البعض ممن عانوا من مشاكل جسدية ونفسية ورؤية الخيالات والكيانات المظلمة ، قد تعافوا جميعًا واحدًا تلو الآخر.
فنجان الابراج اليوم مع قارئة الفنجان المميزة. انضموا إلينا لاكتشاف ما تخبئه لكم النجوم من…
توقعات الأبراج اليوم | حظك اليوم - مرحباً بكم في أبرز التوقعات اليومية لجميع الأبراج.…
abraj alyawm نعرض لكم في هذا المقال أحدث توقعات الأبراج اليومية ونصائح الحظ الفلكي. اكتشف…
فنجان الابراج اليوم مع قارئة الفنجان المميزة. انضموا إلينا لاكتشاف ما تخبئه لكم النجوم من…
abraj alyawm نعرض لكم في هذا المقال أحدث توقعات الأبراج اليومية ونصائح الحظ الفلكي. اكتشف…
توقعات الأبراج اليوم | حظك اليوم - مرحباً بكم في أبرز التوقعات اليومية لجميع الأبراج.…