قصة شيطان جيرسي

سمعنا كثيرًا عن قصص وروايات مختلفة بشأن الشيطان ، وكيف وصفه البعض وكيف يبدو مظهره ، وكما سبق وروينا قصة وحش القلعة الذي تم احتباسه داخلها في الظلام ، نظرًا لأنه قد وُلد مشوهًا ، فقد لا تختلف بدايات قصتنا الحالية بشأن شيطان جيرسي عن تلك .

تدور قصة شيطان جيرسي عن سيدة فقيرة تدعى ليدز ، تلك الأم التي تزوجت وأنجبت اثني عشر طفلاً ، ربتهم جميعًا في كوخ صغير بمنطقة ليدز بوينت في ولاية نيوجيرسي ، كانت ليدز امرأة فقيرة للغاية ، بالكاد تستطيع إطعام أطفالها الإثني عشر ، وبالطبع عندما علمت بأنها حاملاً ضاقت ذرعًا من حالها ، ورفعت أكفها إلى السماء وهي تبكي في ليلة ممطرة وشديدة الرعد ، وقالت عسى أن يصبح هذا الطفل شيطانًا.

عقب مرور عدة أشهر  جاء للسيدة ليدز المخاض ينذرها بقدوم طفلها إلى الحياة ، اجتمعت حولها العديد من سيدات القرية البسيطة ، ومعهن من تساعدها في عملية الولادة ، ولكن ما أن وُلد الطفل جميل الطلعة ، حتى تحولت ملامحه في لحظات إلى هيأة أقرب إلى البشاعة .

فقد امتلآ جسده بشعر كثيف ومخيف ، ونبت له قرنين فوق رأسه ، وانشقت عيناه طوليًا ونبت له ذيل وتحولت قدماه إلى شكل غريب ، باختصار تحوّل الطفل في لحظات إلى شيء آخر أقرب إلى الشيطان ، ومثل الوحوش زأر هذا الطفل بصراخ مرعب وحاول أن يهاجم أمه ، ولكن بعض الرجال تصدوا له .

وكان من بينهم قس القرية الذي أخذ يتلوا صلواته برعب شديد ، وما لبث الطفل أن اتجه نحو المدخنة وطار من خلالها إلى الغابة كثيفة الأشجار ، وحاول الرجال اصطياده خشية أن يهاجم أبنائهم ولكن دون جدوى ، فقد اختفى تمامًا عن أعينهم في لحظات.

في هذا الوقت انتشرت شائعات عدة بشأن الأم فقال البعض أنها من الأساس ساحرة ، تمارس السحر الأسود وقد باعت روحها إلى الشيطان فهي كانت أرملة من الأساس ، بينما رأى البعض الآخر أن هناك مجموعة من الغجر قد صبوا لعنتهم على الأم ليدز ، فيما رأى فريق ثالث بأن تسلسل ميلاد الطفل بين إخوته أي الثالث عشر ، قد جعله ملعونًا بالتبعية من قبل أن يولد ، ولا شك أن رغبة أمه السابقة وهي تدعً أن يصير شيطانًا كان هو التفسير الأخير .

وبداية من عام 1735م ، قال العديد من السكان المحليون بأن هذا الشيطان منذ ولادته قد حلت لعنة ما عليهم ، فقد تسبب وجوده في إتلاف محاصيلهم الزراعية ، وجفت منابعهم ، كما توقفت أغناهم عن در الحليب وخطف ماشيتهم ، وكانت تلك علامات مؤكدة على ما فعله الشيطان بهم ، خاصة وأنه ليس فقط السكان المحليون من رووا ذلك ولكن أيضًا كبار رجال الدولة ، والشرطة وكذلك العديد من المسئولين.

شهود العيان :
كانت من بين شهادات رؤية الشيطان جيرسي ، ملك إسبانيا الأسبق جوزيف بونابرت ، شقيق نابليون بونابرت والذي قال أنه قد طارد الشيطان جيرسي بنفسه ، وذلك بالقرب من قصره بولاية جيرسي ، حيث اكتشف وجوده عندما رأى آثار أقدام تشبه أقدام الماشية ولكنها لقدمين فقط!

ثم اختفت آثار الأقدام فجأة وكأن من قد سار قد اختفى فجأة ، وفي لحظة سمع صوت صفير ما يأتي من خلفه فاستدار ، ليجد نفسه واقفًا أمام كائن غريب الهيأة له قرنين وذيل ، وجناحين ، وقال الرجل أنه قد صمت ولم يستخدم سلاحه من شدة الفزع ، حتى اختفى الكائن الغريب من أمامه ، وقد شكك البعض في صحة تلك الرواية.

مشاهدة أخرى لشيطان جيرسي ، رواها رجل يدعى تشارلي يعمل بالصيد ، حيث عاد غاضبًا إلى منزله وروى أنه أثناء جولته للصيد اليومية ، هاجمه كائن غريب له قرنين وجناحين وبشع الهيأة ، وما أن رآه حتى انتفض رعبًا ، مما أفقده قبعته وصنارته في مياه البحيرة ، وقام بالفعل بإبلاغ الشرطة التي حاولت عبثًا أن تجد هذا المخلوق دون جدوى ، فلم يجدوا سوى آثار أقدام لماشية وكأنها تسير على قدمين فقط.

وكانت الرواية الأخيرة لسيدة عجوز ، سمعت نباح كلبتها فخرجت لترى ما بها ، لتجدها بين يدي مخلوق غريب الهيأة وبشع المظهر له قرنين وذيل طويل ، ارتعبت المرأة ولكنها أفاقت سريعًا لتحاول مهاجمته إلا أنه ترك كلبتها وطار بعيدًا ، وأبلغت السيدة رجال الشرطة الذين بحثوا عنه ، وعندما وجدوه سمعوا أصوات صفير حادة ، وعند محاولتهم إطلاق النار عليه اختفى .

روايات متفرقة بشأن مشاهدة شيطان جيرسي ، ولكن هل هي حقيقية أن أنهم قد أصابتهم هلوسة جماعية ، وكيف يمكن له أنه يعيش تلك الفترة الطويلة ؟ كلها أسئلة تدور برأس كل من قرأ القصة ولكن بلا إجابة حتى الآن .