نعلم جميعا أن الجري يمكن أن يكون له فوائد صحية هائلة، ولكن هل تساءلت يوما ما تأثير 30 دقيقة من الجري على جسمك؟.
لا يساعد الجري فقط في تحسين صحة القلب والأوعية الدموية، وحرق السعرات الحرارية وتعزيز الدورة الدموية، ولكن يمكنه أيضا تحسين صحتك العقلية.
وإذا كنت ترغب في اكتشاف ما يمكن أن يفعله الجري لمدة 30 دقيقة يوميا لصحتك، فتابع القراءة لمعرفة عدد السعرات الحرارية التي يمكن أن يحرقها والفوائد الصحية المختلفة التي تأتي معها، من تقوية العظام إلى تعزيز صحتك العقلية.
حرق السعرات الحرارية
تعتبر ممارسة الرياضة أمرا رائعا لصحتنا، ويمكن للجري أن يجعلك تتعرق بشدة ، وحتى إذا التزمت بخطى بطيئة، فستظل تحرق السعرات الحرارية.
ويعتمد عدد السعرات الحرارية التي تحرقها على عدة عوامل مختلفة، بما في ذلك طولك ووزنك، ولكن يمكنك حرق أي شيء تقريبا من 220 إلى 400 سعرة حرارية بالجري لمدة 30 دقيقة فقط.
تقوية العظام
سيعرف العدائون المنتظمون أن الركض القوي يمكن أن يكون قاسيا على ساقيك مثل جلسة تدريبات القوة في صالة الألعاب الرياضية، ولكن هل هذا يعني أن 30 دقيقة من الجري لها فوائد في بناء العضلات؟.
يقول ريتشارد بلاغروف، المحاضر في علم وظائف الأعضاء في جامعة لوبورو: “يوفر الجري المستمر لمدة 30 دقيقة يوميا حافزا منخفضا نسبيا للجهاز العصبي العضلي مقارنة بأنواع النشاط الأخرى مثل التدرب على المقاومة، لذا فإن مكاسب القوة تكون صغيرة في أحسن الأحوال”.
ومع ذلك – يقول بلاغروف – هذا لا يعني أن الركض يومياً لن يؤدي إلى أي مكاسب، خاصة إذا كنت قد بدأت للتو. ويضيف أن الأفراد الذين لم يسبق لهم الركض من قبل والذين بدأوا في الجري معظم أيام الأسبوع سيحصلون على بعض التحسينات (الصغيرة) في القوة في الأسابيع القليلة الأولى.
ليس سرا أن الجري طريقة مؤكدة لتحسين صحة القلب والأوعية الدموية، لكن دراسة من مجلة الكلية الأمريكية لأمراض القلب كشفت أن الجري، حتى من 5-10 دقائق في اليوم بسرعات بطيئة، مثل 6 ميل في الساعة، يرتبط به انخفاض ملحوظ في مخاطر الوفاة من جميع الأسباب ومن أمراض القلب والأوعية الدموية ضمنا.
وأظهرت دراسة من مجلة Hypertension أن 30 دقيقة من التمارين المعتدلة خلال اليوم يمكن أن تساعد في خفض ضغط الدم لدى كبار السن الذين يعانون من زيادة الوزن.
صحة نفسية أفضل
هناك الكثير من الدراسات التي تُظهر أن ممارسة رياضة الجري يمكن أن تفعل المعجزات لصحتك العقلية، ولكن أحدث دراسة من المجلة الدولية للبحوث البيئية والصحة العامة تُظهر أنه حتى الجري لمدة 10 دقائق يمكن أن يؤدي إلى تحسين الحالة المزاجية.
وتقول كلير ستيفنسون، وهي محاضرة كبيرة في الجوانب السلوكية للنشاط البدني و الصحة في جامعة لوبورو: “غالبا ما أدت تدخلات الجري المنتظمة إلى تحسينات في نتائج الصحة العقلية لدى البالغين الأصحاء والمصابين بأمراض عقلية”.
إنقاص الوزن
يعاني الكثير من الناس من أجل الحفاظ على وزنهم، ولكن، إلى جانب اتباع نظام غذائي صحي، يمكن أن تكون التمارين الهوائية المعتدلة، مثل الجري، وسيلة فعالة حقا للحفاظ على الوزن وفقدانه (إذا كان هذا هو ما تريد القيام به).
وأظهرت دراسة أجرتها جامعة كوبنهاغن أن 30 دقيقة من التدريب اليومي نتج عنها القدر نفسه من فقدان كتلة الجسم مثل التدريب لمدة 60 دقيقة يوميا. وفي الدراسة، فقد الرجال الذين مارسوا التمارين لمدة 30 دقيقة في اليوم 3.6 كغم في ثلاثة أشهر، بينما خسر أولئك الذين مارسوا الرياضة لمدة ساعة كاملة 2.7 كغم فقط.
نوم أفضل
كشفت دراسة نُشرت في المجلة البريطانية للطب الرياضي أن 75 دقيقة من الجري (أو 150 دقيقة من المشي) كل أسبوع تقضي على العواقب التي يمكن أن تسببها قلة النوم على معدل الوفيات.
ويعتقد الباحثون أن السبب في ذلك هو أن التمارين الهوائية المعتدلة تزيد من كمية النوم العميق. وهذه عملية أساسية تساعد الجسم والعقل على التجدد، كما يوضح مركز جون هوبكنز للنوم، والذي من شأنه أن يفسر مجموعة الفوائد الصحية.
ومع ذلك، تجنب الجري بالقرب من موعد نومك، لأن الإندورفين الذي يجعلك تشعر باليقظة سيؤثر على قدرتك على الاسترخاء في وقت قريب من موعد النوم.
“لايف ساينس”