تعد الولايات المتحدة الأمريكية ، وانجلترا من أكثر الدول ، التي حملت قصصًا عدة حول أماكن ، سكنها الجن والأشباح ، ولكن ماذا عن مجتمعنا العربي ؟ ، بالطبع لدينا المزيد من القصص ، والراويات عن الأماكن المسكونة ، ولطالما سمعنا في صغرنا ، عن روايات مرعبة بشأن ، أماكن سكنها الجن ، وصارت ملاذًا لهم ، مثل القصور والمنازل القديمة ، وعلى غرار الروايات المتعلقة بالأماكن المسكونة ، في الدول الأوروبية ، نروي قصتنا .
البداية ..
مشفى عرقة ، يقع هذا المشفى في مدينة الرياض ، ويقال بأنه قد تم تأسيسه في عام 1987م ، وأن من بناه السيد رفيق الحريري ، رئيس وزراء لبنان الراحل ، وأنه قد أنشأه لكي يهديه ، لوزارة الصحة بالمملكة ، ولكن لا توجد أدلة للتأكيد على صحة تلك الرواية ، وكل ما أصدرته وزارة الصحة من بيانات ، هو ما يتعلق بأن المشفى خاص ، وأنه مجهز بالكامل ، ولم يتم تشغيله .
بالنظر للمبنى ، تجده مبنى ضخم ، مكون من أربعة طوابق ، ومجهز من الداخل بأفخم الأرضيات ، والديكورات ، بالإضافة إلى وجود الأجهزة الطبية الحديثة به ، وتم توصيل الكهرباء إليه ، وهي تعمل حتى الآن !
القصة الغامضة ..
تكمن القصة الحقيقة بشأن المبنى ، في أن المالك الأصلي له ، لم يكن قد سجل المبنى لوزارة الصحة بالمملكة إبان إنشائه ، وبعد وفاة المالك رفض الورثة التبرع بالمشفى ، وطلبوا من الحكومة سداد قيمة الأرض ، وتكلفة تجهيز المبنى ، والأجهزة الطبية بداخله .
وهو الأمر الذي فشلت كل السبل لحله ، على مدار السنوات المنصرمة ، وتُرك المبنى هكذا مهجورًا بلا فائدة ، وبالتدريج ومع مرور السنوات ، بدأ الشائعات في الانطلاق ، حيث زعم السكان المجاورون للمشفى ، بأنهم قد رأوا نيران تخرج من نوافذ المشفى ، وزعم آخرون أنهم قد سمعوا أصوات تخرج من المشفى ، وذكر غيرهم بأنهم قد رأوا أضواء تنطفئ وتشتعل ، داخل المبنى ، مما أثار الرعب في نفوس الجميع .
مغامرة مريبة ..
بالطبع هذا النوع من القصص الغريبة ، تلفت الشباب كثيرًا خاصة المراهق منه ، ولذا يروي بعض الشباب أنهم في أحد الأيام ، وأثناء تجولهم بالسيارة ، شعروا بالملل ، فاقترح أحدهم أن يدخلوا إلى مشفى عرقة ، ويفحصونه من الداخل في مغامرة للتأكد من صحة الأقاويل عنه .
وبالفعل نزل الشباب من سيارتهم ، وانطلقوا صوب المبنى ، وما لبثوا قليلاً حتى رأوا ، بابًا مكسورًا يؤدي إلى داخل المبنى ، دخل الشباب إلى المبنى عبر الباب المكسور ، وكان عددهم خمسة أفراد ، تجولوا بالطابق الأرضي يمينًا ويسارًا ، ولما لم يجدوا شيئًا صعدوا إلى الأعلى ، هنا رأى الشباب ثلاثة ظلال تحدق بهم إلى جوار الحائط ، ففزعوا وانطلقوا يركضون ، ومع ركضهم توقف أحدهم وأشار لهم بالصمت ، فوقفوا لاهثين ، وإذا بهم يسمعون أصوات همسات في آذانهم ، وكأنهم يقفون داخل أحد الأسواق !
وفجأة سمع الشباب صرخة مدوية بالمكان ، وانطلقت الظلال فجأة تركض نحوهم ، ففزع الشباب وانطلقوا هاربين ، إلا أن أحدهم صرخ مستنجدًا برفاقه ، فعادوا إليه يخلصوه مما يسحبه ، إلى إحدى الغرف الجانبية ، ظل الشباب يسحبون صديقهم حتى خلصوه ، من الطرف المجهول غير المرئي ، وما أن وصلوا حتى الطابق الأرضي ، حتى صرخ فيهم رجل الأمن متسائلاً عن سبب وجودهم .
فأخبروه الشباب بما فعلوا ، وظلوا يضحكون معه ، حتى لا يتلقون غرامة على فعلتهم ، ولكن الرجل كان صارم الوجه ولا يبدي أية انفعالات ، فغادر الشباب وقابلوا إحدى دوريات الشرطة ، وروى أحدهم للضابط ما حدث ، فدُهش الضابط مخبرًا إياهم بأنه ليس هناك ، أي أفراد للأمن بهذا المبنى ، وكادت أن يغمى على الشباب فور علمهم ، وعندما عادوا للمبنى ، مرة أخرى مع الدورية بالفعل ، لم يكن هناك أي شخص ، أو فرد أمن .
بالطبع ، لا يمكن الجزم إذا ما كان المبنى المهجور ، أو مشفى عرقة مسكونًا بالأشباح أم لا ، ولكن جميعنا نعرف بأن الأماكن المهجورة ، يسكن بها ما يُعرف بالعمّار ، وكذلك ما اشتكى منه جيران المشفى ، قد يكون مجرد مزحات من بعض المراهقين ، لا أحد يعلم الحقيقة .