المزيد والمزيد من قصص الأشباح ، والغموض الذي تلتحف به قصصهم ، فكم من قصص وروايات تم سردها ، عن الأشباح ورؤيتهم ، صدقها البعض ونفاها آخرون ، ولكن تظل الحقيقة دائمًا هي المحرك والدينامو الرئيس ، في كافة القصص التي سردها البعض عند رؤيتهم للأشباح ، ولعل المشافي المسكونة بالأشباح إلى جانب الفنادق ، هم أكثر الأماكن ذخرًا بهذا النوع من الروايات ، فياتُرى من هي الممرضة ، التي تظهر في صورة شبح يتجول ليلاً في إحدى مستشفيات ميكسيكو سيتي؟
البداية ..
لابلانشادا ، هذا هو اسمها ، ممرضة شقراء ذات شعر أصفر اللون ، وعينان بلون السماء وزرقتها ، كان اسمها الحقيقي لاليا ، وكانت تشتهر بنظافة ثيابها ، ورقتها ، وطيبتها المعهودة مع المرضى ، وقد عاشت في ثلاثينات القرن المنصرم ، وكانت دائمًا تهتم بالمرضى ، وتحرص بشدة على راحتهم ، حتى أنها كانت في بعض الأحيان تقوم بعمل زميلاتها ، من أجل توفير الرعاية الكاملة للمريض.
أحداث جديدة ..
كان العديد من زملاء أولاليا ، من الأطباء والممرضون ، يحاولون خطب ودها ، فهي جميلة للغاية وشديدة الطيبة ، ولكنها كانت ترفض كافة العروض والإغراءات ، مهتمة فقط ، بوالدتها وشقيقها الأصغر ، وفي أحد الأيام جاء إلى المشفى ، طبيب شاب شديد الوسامة ، وفارع الطول وعذب اللسان أيضًا .
لفت أنظار كافة الممرضات والطبيبات بالمشفى ، ولكن أولاليا لم تلق بالاً له ، فهي كما قلنا أرادت الاهتمام بعملها وأسرتها الصغيرة ومرضاها فقط لا غير ، ولعل هذا التجاهل من جانبها هو ما جذب الطبيب إليها ، فبدأ يطلب حضورها عند قيامة بإجراء أية عملية جراحية ، أو أثناء مروره بالعنابر ، وهنا فقط ، استطاع أن يصنع لنفسه نفقًا يتسلل منه إلى قلب أولاليا .
وتتوالى الأحداث ..
غرقت أولاليا في حبها وعشقها الجديد ، ولم تلق بالاً لما يدور من خلف ظهرها ممن عرفوا بقصتها مع الطبيب الوسيم ، والذي كانت تراه ملاكًا بريئًا ، في حين لم يكف هو عن مغازلة غيرها من الفتيات ، وظنت أن ما تسمعه من همسات هو مجرد حسد وغيرة من الأخريات ، اللاتي يرغبن في الفوز بحبيبها .
مضت عدة أشهر ، وأخبر الطبيب أولاليا بأنه سوف يتقدم لخطبتها ويتزوجا ، هنا طارت أولاليا فرحة للغاية ، ثم غادر بعدها الطبيب الشاب لحضور أحد المؤتمرات خارج البلاد ، وبالفعل غادر الطبيب ، وبقيت أولاليا تنتظره حين يعود ، ولكن مرت الأيام ، والأشهر ولم يأتِ أي خبر بشأن حبيبها ! تُرى ماذا حدث.
النهاية ..
ظلت أولاليا تنتظر حبيبها وقد خبت من عينيها متعة الحياة ، إلى أن استمعت في أحد الأيام إلى حديث زملائها بالعمل ، حول الطبيب ، الذي تزوج من امرأة أخرى قابلها عند ذهابه للمؤتمر ، ونمى إلى علمها أنه كان قد تقدم باستقالته في نفس اليوم الذي سافر فيه ، سرًا حتى لا يعلم أحد ، وبالتالي فقد كان هذا التخطيط الشيطاني مبيتًا.
بدأت أولاليا تتهاوى رويدًا رويدًا ، ولم تعد تلك الممرضة الحريصة على رعاية مرضاها والالتزام بعملها ، بل صارت شخصًا آخر ، لا يدرك ما يفعل ، حتى أنها قد تسببت في وفاة أحد المرضى بإعطائها عقارًا خاطئًا ! وظلت العقوبات تتوالى عليها الواحدة تلو الأخرى ، إلى أن سقطت مريضة وتقبع في أحد الأسرة بالمشفى الذي تعمل به!
ظلت أولاليا مريضة لفترة من الوقت ، إلى أن فارقت الحياة تمامًا ، وعلى ما يبدو فقد تعلقت أولاليا بهذا المكان ، فبعد عدة أشهر ، بدأت الأقاويل حول مشاهدة الممرضة الشقراء ، تتجول في أرجاء المشفى ، تعتني بالمرضي الذين أهملتهم الممرضات ، وتظل لابلانشادا من أشهر الأشباح في هذا المشفى ، وبعض المستشفيات في الولاية ، ومازال البعض يقرون بأنهم يشاهدونها حتى يومنا هذا .