نبذة عن ألب أرسلان ونشأته
ألب أرسلان ولد في عام 1026 قيل أنه ولد 1029 أو 1032، ولكن غير مؤكد وهو كان السلطان السلجوقي الثاني في بلاد فارس والعراق ومن أحد أعضاء السلالة التركية التي ارجعت إحياء الحكم الإسلامي في زمن تدهور حكم الدولة العباسية، وقد ولد ألب أرسلان محمد بن داود داخل مقاطعة خراسان الفارسية التي كانت تابعة للإمبراطورية العربية فقد كان ألب هو حفيد السلاجقة وزعيم الغز التركمان، وهم الذين دخلوا جنوب غرب آسيا خلال فترة القرن الحادي عشر.
قصة الب ارسلان
وقد عرف ألب أنه كان قائدًا عسكريًا، كما أن معنى اسم ألب اسلان هو “الأسد البطل”، و قد شرعت حياته المهنية من خلال حملته الانتخابية التي كانت بنطاق واسع لوالده المعروف بداود شاغري بك، قائد القوات التركمانية داخل خراسان، وبعد وفاة والده td عام 1059 أو 1060 وفي هذه الاثناء قد فاز ألب أرسلان، كما خلال الأثناء هذه كانت القوات السلجوقية ويقودها شقيق شاغري توغريل بك قد قضت على قرنًا من السيطرة الشيعية البويهية داخل بغداد، وقد تم تعينه الخليفة القيم سلطانًا، وحين مات توغريل عام 1063، فاز ألب أرسلان، وبالرغم من محاولة وصول شقيق توغريل سليمان بدلاً من ألب.
ولكن سرعان ما قام السلطان الجديد بشكل سريع بالقضاء على المعارضة الداخلية، فقام ابن عم والده ، كوتولميش الذي قاد خراسان في ثورة عام 1064، وكذلك في تمرد شقيقه كاورد وهو المؤسس لسلالة كيرمان في محاولتين، خلال عامي 1064 و 1067، وقد قام بقمع المرؤوسين المتمردين، من ثم قام ألب أرسلان بعمل حملة ضد جيرانه، وقد كانت هذه هي أولى خطواته الاساسية في غارة عام 1064 على كل من جورجيا وأرمينيا، والتي من خلالها قام الملك الجورجي بالاعتراف بالسيادة السلجوقية، في العام الاتي قام بقادة السلطان القوات إلى منطقة ما وراء النهر، في اثناء عام 1070 قد أخذ حلب من خلال حملة داخل سوريا، وقد امتدت ممتلكاته بدايةً من آسيا الوسطى إلى البحر الأبيض المتوسط.
كان ألب أرسلان بطلاً شجاعًا كريمًا حتى بمعاملته مع خصومه، فقد استطاعت قواته أن نتتفوق في المجال العسكري، وقد أولى الشؤون الداخلية لوزيره الفارسي، ونظام الملك كان مؤسس التنظيم الإداري الذي يميز بالسلطنة وقويت جداً في عهد ألب أرسلان وابنه، كما عمل إقطاعيات عسكرية وقد كان يحكمها الأمراء السلجوقيون، وكانوا يوفروا الدعم للجنود وقد فهم الأتراك الرحل في المشهد الزراعي الفارسي الاصيل.
في هذه الفترة، لم يقوم الأمر فقط على السلاجقة بل كان هناك الفرق التركية الاستقلالية وأنحدت الحدود البيزنطية، عندما كان الإمبراطور البيزنطي رومانوس الرابع ديوجين يقود قواته إلى السلطنة في عام 1071 ليرد على هذا، فقام ألب أرسلان بالسفر لسوريا وفي 26 أغسطس وتقابل الغزاة في مانزيكرت وهي كانت قريبة من بحيرة فان، وقد كانت المعركة، التي كانت إلى حد كبير في جانب الجنود والفرسان الأتراك وأصبحوا هم الفائزين، المعركة الحقيقية كانت من خلال فتح الأناضول أمام الاستيلاء التركماني، و بالرغم من أن سلطة السلجوق لم تكون قوية هناك حتى تكونت سلطنة رم في عام 1155، ومن ثم ظهرت إشارة إلى شخصية ألب أرسلان في كرمه، معاملة رومانوس، الذي رجع إلى وطنه بعد الاتفاقية السلمية بكل من الهدايا ومرافقة عسكرية.
وقام النشاط السياسي لألب أرسلان بناء على الأفكار التي كانت اساس لكل الملوك السلجوقيين الثلاثة، وفي اثناء الوجود بآسيا الوسطى، تم المحفاظة على السلام مع الحكام الغزنويين الذين كان من الصعب وصولهم في معاقلهم الجبلية داخل الهند، بينما تم استعمال القوة ضد القراخانيين داخل بلاد ما وراء النهر، في الجانب الغربي، حيث كان من المقرر أن يأخذ ألب أرسلان كل مجده، ولكن كان الوضع أكثر تعقيدًا، فمن جانب أخر، قرر الذهاب إلى مصر للتغلب على البدعة الإسماعيلية الفاطمية، والتي لم توافق عليها الخلافة العباسية السنية ببلاد بغداد، والتي كان حو يحميها، ومن جانب أخر، كان ألب مدرك ضرورة المحفاظة على سيطرته في قبائل أوز التركية التي تعرف أحيانًا التركمان، والتي كانت مهمة لقوته العسكرية، وقد كانت القبائل تهتم قبل كل أمر بنجاح المجهودات مع الكفار والهجمات على الأراضي المسيحية.
فقد كان له حرب مع كل من البيزنطيين والأرمن والجورجيين، فقد قام ألب أرسلان بمجموعة من الحملات، والتي كانت في شكل هجمات لعصابات أوغوز المستقلة، وفي عام 1064 قد حصل على آني وهي العاصمة الأرمنية السابقة وكذلك كارس، وقد أدت هذه الحركات فقط إلى بعض توطيد مع الحدود، مما قوى السيطرة للسلاجقة في المراعي على نهر أراس، ومع هذا على الرغم من أن العصابات رجعت إلى الأراضي الإسلامية لتزويد غنائمها، وقد تضايقت هذه الحملات نظام الدفاع البيزنطي وجهزت الطريق للحروب التركية اللاحقة في آسيا الصغرى، وقد أدت إلى ردود فعل بيزنطية في كل من سوريا وأرمينيا، وبعد هذا قد شرعت الإمبراطوريتان في التفاوض.
ليس من البسيط أن يتم تقييم شخصية ألب أرسلان، وبالرغم من الانتصار الذي يعرف به اسمه، فقد يرى المسلمون أنه بطلاً عظيمًا، وكان مدربًا للرجال الاقوياء، ورجلًا أمين، وعدوًا لأي أفعال غدر، فليس هناك شك في أن الغزو والحرب يوضحه ما هي هوايته المفضلة وما هو تأثيره على بلاده، على الرغم من أن الكاتب المجهول قد كرس له الملك نعمة، في سعي لتتبع أصول عائلته والإمبراطورية يبدو أن ألب أرسلان قد كان قليل في الاهتمام بالمسائل الفكرية ولم يحقق إياهم، مثل إيجادة إدارة إمبراطوريته والاحتفاظ ببلده، او تعينات الوزير.
وفاة ألب ارسلان
وفي عام 1072، وفي خلال حملته الانتخابية داخل تركستان، فقد تعرض ألب أرسلان للطعن عن طريق القائد الأسير لقلعة والتي قد احتلت مؤخرًا ومن ثم قد توفي بعد فترة وجيزة وكان هذا في 24 نوفمبر، وخلفه في الحكم ابنه مالك شاه.