قصة التبع اليماني مع كليب

من هو التبع اليماني

التبع اليماني أسمه هو أسعد أبو كريب بن ملكيكرب  اليماني، وهو من أحد الملوك الذين داموا في الملك قرابة 326 عام، وتعد هذه هي أطول مدة حكم كانت داخل مملكة حمير، ولقد سبقت وفاة التبع اليماني البعثة النبوية الشريفة بقرابة 700 عام، وكلمة تبع هو في حقيقة الأمر لقب، فقد كانت العادة أن يطلق على الملوك الذين يأتون للحكم في سبأ وحمير اسم تُبع.

وقد كان التبع اليماني دائم التنقل بين كل أرجاء البلاد حتى أخيراً وصل سمرقند، وقويت مملكته أشتدت سلطاته وكبر جيشه، وتوسعت مملكته وايضاً بلاده، وزادت أعداد رعاياه، ولقد سافر للمدينة المنورة خلال العصر الجاهلي، وسعى أن يُقوم بقاتل أهل المدينة فكانوا يتقاتلوا في أثناء النهار ولا يقاتلوه خلال الليل، فكان يشعر بالطمأنينة لذا خجل من ذاته وأوقف قتالهم.

كما أن رجلين من اليهود نصحوه بالبعد عن المدينة لأن لا جدوى من القتال فيها، فعاد التبع إلى اليمن، وأخذ معه الرجلين من اليهود وفي طريق العودة مر بمكة وأراد أن يهدم الكعبة،  فقاما الرجلان بمنعه عن هذا أيضاً وقالا له عن مدى قدسية وأهمية هذا المكان وأن من قام ببنائه هو النبي إبراهيم عليه السلام، وقالا له أن سيكون هناك نبي قادم وسيكون فيما بعد هذا البيت ذو شأن عظيم ومقدس، فأقتنع واحترم مكانة الكعبة بل قام بالطواف بها وعمل على كسائها، من ثم عاد لليمن وقام بدعوة أهل اليمن ليكونوا من اليهودية مثلما فعل هو، وفي هذا الوقت كانت الديانة اليهودية في أزهر رونقها ومجدها، فهي كانت دين موسى عليه السلام، وهذا كان ذلك قبل انتشار الديانة المسيحية، ولذلك فقد أعتنق غالبية أهل اليمن الديانة اليهودية في تلك الحقبة.

من هو كليب بن ربيعة

اسمه وائل بن ربيعة بن الحارث بن مرّة بن زهير بن جشم ابن بكر بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب بن وائل، وقد كان يعيش اثناء العصر الجاهلي في الفترة من 433 م وحتى 492 م، ويقال أنَّ كليب بن ربيعة هو أخ المهلهل بن ربيعة كذلك أنه خال امرئ القيس الكندي وكان يحكم كل من البكريين والتّغليبيين، وكان شخصاً شجاعًا فارسًا لا يخاف البتا، كان يعيش في أطراف نجد واتسع ملكه حتى قتله على يد جساس في آخر الأمر ومن هنا بدأت حرب البسوس بسبب ذلك.

كان كليب يعتبر من الرجال الشجعان المنتصرين على الدوام وقد كان ذو أراء حكيمة وعقل رزين، وكان بنو بكر وتغلب وبعض من القبائل الأخرى على خلاف مستمر مع ملوك اليمن وبينهم مشاحنات كبيرة جداً، وفي إحدى المرات كان في قبضة أحد ملوك اليمن أسارى تابعين لمجموعة من القبائل العربية، وحين طالب وفد من القبائل الملك أن تسرح الأسارى من خلال الوفد القادم إليه وطالب الحكام أن يأتوا لديه فيقدموا له الطاعة، ثم تصاعدت الأحداث واتخد أهل معد كليبًا قائداً لهم فكان هو الررئيس لهم بيوم خزاز وقد انتصر على ملوك اليمن.

نبذة عن الملحمة التبع اليماني مع كليب

تحكي هذه الملحمة أن الملك تبع اليماني قبل أن تحدث موقعة قتله من خلال كليب بن ربيعه، فقد طلب من التبع أن يقص على ساعيه قصيدة يحكي فيها رؤيته عن مستقبله ومستقبل ما ستكون عليه الأحداث فيما بعد، فقد أخبر التبع من خلال هذه القصيدة عن مقتله وما سيتم بعد قتله، كذلك أشار إلى بعثة النبي محمد وكتب عن أخبار الخلفاء وايضاً عن الدولة العباسية والأموية وعن أحداث حدثت بالفعل بعد مقتله، حتى أنه قال عن تفاصيل وأحداث داخل الدولة العثمانية، حتى أنهم أطلقوا على محلمته أسم الملحمة الكبرى، كان الملك التبع من الملوك القوية فهو قد خاض الكثير من الحروب وغلب وانتصر على الكثير من البلاد حتى رسى أخيراً إلى ربوع الشام ولبنان وفلسطين، مما خلق الكثير من العداوات بينه وبين العديد من القبائل هناك.

تبدأ القصة بأن البسوس بنت منقذ قالت للتبع أن يوجد مرأة رائعة الجمال داخل ديار تغلب وهي تليق أن يتزوجها وكان اسم المرأة الجليلة، فأمر الملك بأن تأتي إليه ليتزوجها، وكانت الجليلة من اتباع قبيلة بني قيس، وقد سافرت في رحلة إلى الملك تبع اليماني، وهي محملة بالملابس بالحلي وكانت مقتنيات الجليلة لا تعد ولا تحصى، وكان معها مئة صندوق، وكان في أخر كل صندوق كان يوجد جندي محارب، وحين وصلت الأميرة جليلة وصل معها كليب ومن معه، وقد دخلت الجليلة للقصر ومعها مائة فارس مختبئين بالصناديق وكان الصندوق مصمم من طابقين، طابق يشمل كنوز الجليلة وطابق يختبأ فيه جندي قوي بكامل سلاحه ومعداته، وكان الهدف الأساسي من هذه الزيارة هو الوصول إلى رأس الملك تبع اليماني وقتله، وقد كانت خطة مقتل تبع اليماني وفقاً لتخطيط أحد الكهان وهو «العابد نعمان»  من خلال عمل حيلة ثم تنفيذها بجدارة وتم الاغتيال.

وبدأت قصة مقتل التبع اليماني، حين أستغل كليب بن ربيعة وعدي بن الربيعة المهلهل وجساس بن مرة مع أخيه و امرؤ القيس بن أبان هذا الموقف حتى يذهبوا إلى تبع اليماني، وبالفعل تمكنوا من دخول قصر الملك تبع اليماني وكانوا يرتدون مثل لباس العبيد، وفي أثناء لهو الملك ومن معه بأحتفالات الزواج التي أعدها الملك تبع لهذه المرأة، فقاموا كليب ومن معه بالدخول إلى قصر تبع اليماني ومن ثم قاموا بقتله وبالفعل فقد قطع كليب رأس تبع ومن ثم علقت رأس التبع على سيف كليب بعد أن خدعوه بأمر الزواج من الجليلة وقد صدق التبع اليماني هذه الحيلة.

وحتى تكتمل مأساة  التبع اليماني فكان بسبب قتله أو بالأحرى اغتياله على يد عروسته الجليلة بنت مرة في ليلة زفافهم الدامي على يد ابن عمها أو عشيقها أو خطيبها أو زوجها الأمير كليب، وما نتج عن هذا المقتل الدامي هو بداية أشتعال ألسنة لهب حرب البسوس المعروفة التي استمرت وامتدت نتيجة لتأثير النزعات القبلية والثأرية لحوالي ما يقرب من أربعين عامًا، كما كتب في بعض النصوص والتي تعرف باسم نصوص السيرة سواء الفولكلورية أو التقليدية.