معنى الحلم لغة واصطلاحا
معنى الحلم في اللغة:
الحِلْمُ بالكسر: الأَناةُ، والعقل، وجمعه: أَحْلام وحُلُومٌ. والحِلْم خلافُ الطَّيش. يقال حَلُمْتُ عنه أحلُم، فأنا حليمٌ. وقال الجوهري: والحِلْمُ: بالكسر الأناةُ. تقول منه: حَلُمَ الرجل بالضم. وتَحَلَّمَ: تكلّفَ الحِلْمَ. وقال: تَحَلَّمَ عن الأَدنَيْنَ واسْتَبْقِ وُدَّهُمْ … ولن تستطيعَ الحِلْمَ حتّى تَحَلّما
معنى الحلم اصطلاحا:
عرف الحلم بعدة تعريفات منها:
- الحلم: ضبط النفس والطبع عن هيجان الغضب، وجمعه أحلام.
- وقيل هو: الطمأنينة عند سورة الغضب.
- وقيل: تأخير مكافأة الظالم.
- وقيل الحلم: اسم يقع على زم النفس عن الخروج عند الورود عليها ضد ما تحب إلى ما نهي عنه. فالحلم يشتمل على المعرفة والصبر والأناة.
والحلم: ضبط النفس والطبع عن هيجان الغضب، ويشتمل على الصبر والأناة والرفق والسكون مع القدرة والقوة.
اقوال وحكم قصيرة عن الحلم والحليم
فما الحداثة عن حلم بمانعة ** قد يوجد الحلم في الشبان والشيب
وقال أيضًا:
إني أصاحب حلمي وهو بي كرم ** ولا أصاحب حلمي وهو بي جبن
ولا أقيم على مال أذل به ** ولا ألذ بما عرضي به درن
وقال أيضًا:
وإذا الحلم لم يكن في طباع ** لم يحلم تقادم الميلاد
وقال أيضًا:
إذا قيل رفقا قال للحلم موضع ** وحلم الفتى في غير موضعه جهل
وقال أيضًا:
كل حلم أتى بغير اقتدار ** حجة لاجئ إليها اللئام
من لي بإنسان إذا أغضبته ** وجهلت كان الحلم رد جوابه
وإذا صبوت إلى المدام شربت من ** أخلاقه وسكرت من آدابه
وتراه يصغي للحديث بطرفه ** وبقلبه ولعله أدرى به
وقال أيضًا:
ورحب صدر لو أن الأرض واسعة ** كوسعه لم يضق عن أهله بلد
ألم تر أن الحلم للجهل قاطع ** وأن لسان الرشد للغي مسكت
وقال أيضًا:
ذو الحلم في جنة ترد سهام ** الجهل عنه إن جاهل جهلا
وقال أيضًا:
ما أزين الحلم لأربابه ** وغاية الحلم تمام التقى
وقال أيضًا:
وقار الحلم يقرع كل جهل ** وعزم الصبر ينهض بالجليل
وقال أيضًا:
فيا رب هب لي منك حلما فإنني ** أرى الحلم لم يندم عليه حليم
ويا رب هب لي منك عزما على التقى ** أقيم به ما عشت حيث أقيم
ألا إن تقوى الله أكرم نسبة ** تسامى بها عند الفخار كريم
إذا ما اجتنبت الناس إلا على التقى ** خرجت من الدنيا وأنت سليم
إذا سبني نذل تزايدت رفعة ** وما العيب إلا أن أكون مساببه
ولو لم تكن نفسي علي عزيزة ** لمكنتها من كل نذل تحاربه
ولو أنني أسعى لنفعي وجدتني ** كثير التواني للذي أنت طالبه
ولكنني أسعى لأنفع صاحبي ** وعار على الشبعان إن جاع صاحبه
ولا خير في حلم إذا لم تكن له ** بوادر تحمي صفوه أن يكدرا
ولا خير في جهل إذا لم يكن له ** حليم إذا ما أورد الأمر أصدرا
ففي الحلم خير من أمور كثيرة ** وفي الجهل أحيانا إذا ما تعذرا
لا يحسن الحلم إلا في مواطنه ** ولا يليق الوفا ألا لمن شكرا
باه الرجال بفضل حلمك فيهم ** وافخر به فبمثل ذلك يفخر
ولطالما عزيت غيرك في ردى ** بالصبر والمعزى بصبر يصبر
سأحلم عن خصمي بمجلس لغوه ** ولست حليما عنه في حومة الوغى
وأستر طول الدهر في الغيب عيبه ** حفاظا ولا أبغى رضاه إذا بغى
- وقال الشيخ عبد الله السابوري:
والحلم ستر عند الغضب ** وجار صدق في دواعي العطب
والمجد لا يدرك باستطالة ** ولا بفحش القول والجهالة
والحلم يستجلب للحليم ** فضيلة الإجلال والتعظيم
والحلم عند سوء الجهال ** أنصر للمرء من الرجال
خذ العفو واغفر أيها المرء إنني ** أرى الحلم ما لم تخش منقصة غنما
- وقول أبو الخثارم الباهلي:
لعمر أبيك لا أجزي ابن عمي ** بعثرته وأمنع فضل مالي
ولكني أرد عليه حلمي ** ليوم السوء أو غدر الليالي
إذا كنت بين الحلم والجهل مائلا ** وخيرت أنا شئت فالحلم أفضل
ولكن إذا أنصفت من ليس منصفا ** ولم ير فضلا منك فالجهل أفضل
أصب ذا الحلم منك بسجل ود ** وصله ولا يكن منك الجفاء
ولا تصل السفيه ولا تجبه ** فإن وصال ذي الخربات داء
وإن فراقه في كل أمر ** وقطع حبال خلته شفاء
وبعض الحلم عند ** الجهل للذلة إذعان
وفي الشر نجاة حين ** لا ينجيك إحسان
أرى الحلم في بعض المواطن ذلة ** وفي بعضها عزا يسود صاحبه
أرى الحلم بؤسا في المعيشة للفتى ** ولا عيش إلا ما حباك به الجهل
وقال أيضًا:
من الحلم عند انتقاص الحلوم ** والحزم عند انتقاض المرر
ومما يبدد لب الحليم ** حسن القوام وفتر النظر
والحلم صبر أخي عز لظالمه ** حتى يقول أناس ذل أو قمرا
ومن عناء الليالي خادم ضغن ** إن يؤمر الأمر يفعل غير ما أمرا
وقال أيضًا:
يتشبه الطاغي بطاغ مثله ** وأخو السعادة بينهم من يسلم
في الناس ذو حلم يسفه نفسه ** كيما يهاب وجاهل يتحلم
وكلاهما تعب يحارب شيمة ** غلبت فآض بحربها يتألم
وقال أيضًا:
والحلم أفضل ناصر تدعونه ** فالزمه يكفك قلة الأنصار
وقال أيضًا:
سألت أقواما فلم تلف من ** يهديك من رشد إلى معلم
فاحلم عن الجاهل مستكبرا ** فالعين إن تلق الكرى تحلم
تحلم عن الأذنين واستبق ودهم ** ولن تستطيع الحلم حتى تحلما
لذي الحلم قبل اليوم ما تقرع العصا ** وما علم الإنسان إلا ليعلما
أبا حسن ما أقبح الجهل بالفتى ** وللحلم أحياناً من الجهل أقبح
إذا كان حلم المرء عون عدوه ** عليه فإن الجهل أعفى وأروح
ومن يحلم وليس له سفيه ** يلاقي المنكرات من الرجال
- وقال الإمام علي بن أبي طالب:
وذي سفه يخاطبني بجهل ** فأكره أن أكون له مجيبا
يزيد سفاهة وأزيد حلما ** كعود زاد بالإحراق طيبا
رب حلم أضاعه عدم المال ** وجهل غطى عليه النعيم
والحلم يطفئ عنك كل عظيمة ** كالماء لا تبقى به النيران
والغش يزري بالفتى ولو أنه ** بالفهم قس والصلاح بيان
والحلم في بعض المواطن ذلة ** فاصفح وعاقب واعجلن وتأبدا
ما كل حلم مصلحا فلطالما ** غر السفيه الحلم عنه فأفسدا
قل ما بدا لك من زور ومن كذب ** حلمي أصم وأذني غير صماء
ولربما ضحك الحليم من الأذى ** وفؤاده من حره يتأوه
ولربما شكل الحليم لسانه ** حذر الجواب وإنه لمفوه
واستشعر الحلم في كل الأمور ولا ** تسرع ببادرة يوما إلى رجل
وان بليت بشخص لا خلاق له ** فكن كأنك لم تسمع ولم يقل
- وقال المرار بن سعيد الفقعسي:
إذا شئت يوما أن تسود عشيرة ** فبالحلم سد لا بالتسرع والشتم
وللحلم خير فاعلمن مغبة ** من الجهل إلا أن تشمس من ظلم
ت
وفي الحلم والإسلام للمرء وازع ** وفي ترك أهواء الفؤاد المتيم
بصائر رشد للفتى مستبينة ** وأخلاق صدق علمها بالتعليم
رجعت على السفيه بفضل حلم ** وكان الحلم عنه له لجاما
وظن بي السفاه فلم يجدني ** أسافهه وقلت له سلاما
فقام يجر رجليه ذليلا ** وقد كسب المذمة والملاما
وفضل الحلم أبلغ في سفيه ** وأحرى أن ينال به انتقاما
وقال أيضًا:
إني وهبت لظالمي ظلمي ** وغفرت زلته على علمي
ورأيته أسدى إلي يداً ** لما أبان بجهله حلمي
فكأنما الإحسان كان له ** وأنا المسيء إليه في الحكم
مازال يظلمني وأرحمه ** حتى بكيت له من الظلم
- وقال محمود سامي البارودي:
وما الحلم عند الخطب والمرء عاجز ** بمستحسن كالحلم والمرء قادر
ولكن إذا قل النصير وأعوزت ** دواعي المنى فالصبر فيه المعاذر
ولولا تكاليف السيادة لم يخب ** جبان ولم يحو الفضيلة ثائر
وعما قليل ينتهي الأمر كله ** فما أول إلا ويتلوه أخر
لئن كنت محتاجا إلى الحلم إنني ** إلى الجهل في بعض الأحايين أحوج
ولي فرس للحلم بالحلم ملجم ** ولي فرس للجهل بالجهل مسرج
وما كنت أرضى الجهل خدنا وصاحبا ** ولكنني أرضى به حين أحرج
ألا ربما ضاق الفضاء بأهله ** وأمكن من بين الأسنة مخرج
فإن قال قوم إن فيه سماجة ** فقد صدقوا والذل بالحر أسمج
فبالجهل لا أرضى ولا هو شيمتي ** ولكنني أرضى به حين أعوج
وذي رحم قلمت أظفار ضغنه ** بحلمي عنه وهو ليس له حلم
صبرت على ما كان بيني وبينه ** وما تستوي حرب الأقارب والسلم
ويشتم عرضي في مغيبي جاهدا ** وليس له عندي هوان ولا شتم
إذا سمته وصل القرابة سامني ** قطيعتها تلك السفاهة والإثم
وإن أدعه للنصف يأب ويعصني ** ويدعو لحكم جائر عصره الحكم
فما زلت في ليني له وتعطفي ** عليه كما تحنو على الولد الأم
وخفض له مني الجناح تألفا ** لتدينه مني القرابة والرحم
وصبري على أشياء منه تريبني ** وكظمي على غيظي وقد ينفع الكظم
لأستل منه الضغن حتى استللته ** وقد كان ذا ضغن يضيق به الجرم
وأبرأت غل الصدر منه توسعا ** بحلمي كما يشفى بالأدوية الكلم
فداويته حتى ارفأن نفاره ** فعدنا كأنا لم يكن بيننا صرم
وأطفأ نار الحرب بيني وبينه ** فأصبح بعد الحرب وهو لنا سلم
لئن كان حلم المرء عون عدوه ** عليه فإن الجهل عن ذاك أروح
وفى الحلم ضعف والعقوبة قوة ** إذا كنت تخشى كيد من عنه تصفح
وقال آخر:
ألم تر أن الحلم زين مسود ** لصاحبه والجهل للمرء شائن
فكن دافنا للجهل بالحلم تسترح ** من الجهل إن الحلم للجهل دافن
وقال آخر:
الحلم والعلم خلتا كرم ** للمرء زين إذا هما اجتمعا
صنوان لا يستتم حسنهما ** إلا بجمع لذا وذاك معا
كم من وضيع سما به العلم والحلم ** فنال العلاء وارتفعا
ومن رفيع ألبنا أضاعهما ** أخمله ما أضاع فاتضعا
وقال آخر:
أطع الحليم إذا الحليم عصاكا ** إن الحليم إذا عصاك هداكا
وإذا استشارك من تود فقل له ** أطع الحليم إذا الحليم نهاكا
ولئن أبيت لتأتين خلافه ** أربا يحوطك أو يكون هلاكا
وأعلم بأنك لن تسود ولن ترى ** سبل الرشاد إذا أطعت هواكا
وقال آخر:
وما الحلم إلا ردك الغيظ في الحشا ** وصفحك بالمعروف والصدر واغر
وقال آخر:
وليس يتم الحلم للمرء راضيا ** إذا هو عند السخط لم يتحلم
كما لا يتم الجود للمرء موسرا ** إذا هو عند العسر لم يتجشم
وقال آخر:
إذا أنا كافيت الجهول بفعله ** فهل أنا إلا مثله إذ أحاوره
ولكن إذا ما طاش بالجهل طائش ** علي فإني بالتحلم قاهره
وقال آخر:
وفي الحلم ردع للسفيه عن الأذى ** وفي الخرق إغراء فلا تك أخرقا
فتندم إذ لا تنفعنك ندامة ** كما ندم المغبون لما تفرقا
وقال آخر:
وكن معدنا للحلم واصفح عن الأذى ** فإنك راء ما عملت وسامع
وأحبب إذا أجبت حثا مقاربا ** فإنك لا تدري متى أنت نازع
وأبغض إذا أبغضت غير مباين ** فإنك لا تدري متى أنت راجع
وقال آخر:
إذا أنت لم تعرض عن الجهل والخنا ** أصبت حليما أو أصابك جاهل
وقال آخر:
ولربما اعتضد الحليم بجاهل ** لا خير في اليمنى بغير يسار
وقال آخر:
إذا أمن الجهال جهلك مرة ** فعرضك للجهال غنم من الغنم
وإن أنت باذيت السفيه إذا بذا ** فأنت سفيه مثله غير ذي حلم
فلا تقرضن عرض السفيه وداره ** بحلم فإن أعيا عليك فبالصرم
وقال آخر:
ترفعت عن شتم العشيرة إنني ** رأيت أبي قد عف عن شتمهم قبلي
حليمٌ إذا ما الحلم كان جلالة ** وأجهل أحياناً إذا التمسوا جهلي